تعنت سعوديّ أمريكي معلَن: العودة إلى مربع المساومة والابتزاز
|| صحافة ||
تزامُنًا مع تأكيدِ القيادة الثورية والسياسية على أن تحالُفَ العدوان الأمريكي السعوديّ يُعِدُّ العُدَّةَ لمرحلةِ تصعيدٍ جديدةٍ خلفَ ستار الهُدنة، برزت مؤشراتٌ جديدةٌ من جانب العدوّ نفسه تؤكّـد توجّـهه هذا، وتفصح عن ملامح خطة المراوغة التي يحاول من خلالها كسب الوقت والالتفاف على متطلبات السلام الفعلي.
آخرُ تلك المؤشرات ما جاء على لسان نائب وزير الدفاع السعوديّ، خالد بن سلمان، الذي صرّح بأنه التقى في واشنطن بالمبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ؛ لمناقشة ممارسة “ضغوط” على صنعاء تحت غطاء الهُدنة التي يرفض النظام السعوديّ تنفيذها.
وأفصحت تصريحاتُ ابن سلمان عن نوايا تحالف العدوان للعودة إلى مربع المساومة بالمِلف الإنساني واستخدامه كورقة ابتزاز، من خلال إثارة الدعايات القديمة حول “إيرادات ميناء الحديدة”، وَأَيْـضاً إثارة اتّهامات لصنعاء بعرقلة جهود السلام.
وتشيرُ هذه المعطياتُ بوضوح إلى أن تحالف العدوان يسعى لاستخدام الهُدنة كمدخل لإعادة فرض مطالبه غير المنطقية، حَيثُ يبدو بشكل جلي أنه يحاولُ أن يستخدمَ عنوانَ “إيرادات ميناء الحديدة” كذريعة للتنصل عن إعادة صرف المرتبات ووقف نهب إيرادات البلد، كما يحاول أن يستخدمَ تهمةَ “عرقلة السلام” كعنوان لتوجيه ضغوط على صنعاء للتغاضي عن الرفض الأمريكي السعوديّ لتنفيذ التزامات الهُدنة والتعاطي مع متطلبات السلام والانتقال إلى القبول بمساومات تنطوي على استمرار العدوان والحصار.
وكانت صنعاءُ أكّـدت مؤخّراً أن إنجاح الهُدنة وتمديدها يتطلب تعويضَ الاستحقاقات الإنسانية المتأخرة للاتّفاق، وعلى رأسها الرحلات الجوية الفائتة وسفن الوقود، وطالبت تحالفَ العدوان والأمم المتحدة بإعادة صرف المرتبات وعدم تجزئة الملف الإنساني، كخطوة ضرورية للتوجّـه نحو خطوات سلام فعلية.
ويؤكّـد الموقفُ السعوديّ الأمريكي على أن تحالف العدوان لا ينوي التجاوب مع هذه المتطلبات، بل يسعى للعودة إلى أُسلُـوب الابتزاز والضجيج للحصول على مكاسبَ سياسية وعسكرية، الأمر الذي يمثل دليلًا إضافيًّا على أن لجوءَه إلى الهُدنة لم يكن سوى محاولة لكسب الوقت وترتيب الصفوف، وهو ما تؤكّـده أَيْـضاً تصريحاتُ ابن سلمان عن “دعم بلاده” لما يسمى “المجلس الرئاسي” التابع للمرتزِقة والذي صنعته الرياض كواجهة محلية بديلة لإطالة أمد العدوان والحصار.
وتتحدث العديد من التقارير عن تفاهمات أمريكية سعوديّة جديدة قد تنطوي على مضاعفة الدعم العسكري، وهو ما يعني التوجّـه نحو التصعيد.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت مؤخّراً تشكيل قوة عسكرية بحرية لممارسة مهام عدائية في البحر الأحمر وباب المندب، وهو الأمر الذي اعتبرته صنعاءُ مؤشرًا واضحًا على التصعيد ودليلًا على زيف دعايات “السلام”.
صحيفة المسيرة