عواقب التقصير في التأخر في مواجهة الباطل

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

أيضًا يأتي من جانب آخر، قد يشوف واحد إنه [يا خي ذاك سيدي فلان والعالم فلان وسيدنا فلان والحاج فلان، يقوم قبل الفجر، ويتركع، ويسبح، ما بيتحركوا ولا بيقولوا شيء ولا قالوا للناس يسبروا كذا،] ويكون واحد يريد أن يمشي معهم، أنت اسألهم، سير اسأل هؤلاء، تتضح لك القضية كيف هي، أن هؤلاء لا يعتبرون أن هذا العمل ليس مشروعًا، ولا يعتبرون إنْ ما هناك أوامر إلهية للناس بأن يكونوا أنصارًا لدينه، ومجاهدين في سبيله، وأن يعدوا ما يستطيعون من قوة، وأن، وأن، إلى آخره. لا يستطيع يقول لك: ما هناك شيء. طيب عندما تقول له: فأنت لماذا؟ هو يأبى مثلك؟ ما هو فاهم أن هذا الموضوع مؤثر مثلًا، أو عمل معين مؤثر، أو ما هو بالغ له أخبار معينة أن هناك مؤامرات كبيرة أو، أو، إلى آخره.

أو أنه في الأخير عارف للأشياء هذه لكن يجدك أنت والآخرين مبرر له أنه ما يتحرك؛ لأن عنده فكرة أن الناس ما منهم شيء، وما هناك أنصار، ولا أحد متحرك معنا، ولا أحد “قاوم” معنا، ولا، ولا، إلى آخره. فعنده أن قد معه عذر، وسيجلس ما له حاجة، فتكتشف أنه يعتبرك أنت ويعتبر آخرين عبارة عن عذر له، عبارة عن عذر له. يعني لن تكتشف عند أحد أن يقول لك: أن هذا العمل باطل أبدًا، أو أنه ليس هناك أوامر إلهية لما هو أكثر من هذا مما الناس عليه، بينما ستجده في الأخير يعتبر إن قد معه مبرر وعذر له شخصيًا، ما هو عذر يصلح لكل واحد، له عذر شخصي أنه وإن كان عالم ويجب عليه، لكن إذا كان هناك أنصار، وما هناك أنصار، فمع السلامة وجلس وما له حاجة، هم يمسكون بهذه.

إذًا فأنت وغيرك ممن مواقفهم يبدو وكأنهم ما عندهم استعداد أن يكونوا أنصارًا لله، أنصارًا لدينه، يدافعوا عن دينه، الوضعية التي أنتم عليها هي المبرر الذي يتمسك به العالم الفلاني، وأنت لا تعلم بهذه، تراه أنت، تراه على ما هو عليه لا يتحرك، تفسر موقفه تفسير آخر، إنه كأن هذا الشيء ما هو مشروع، أو كأنه ما هو واجب علينا، وبالتالي قد احنا من جيزاه!

ما هذا الذي يحصل عند واحد؟ قد احنا من جيزاه ما عاد بعده، هو إنسان متدين لكن المشكلة إنه يعتبرك أنت وغيرك الذين ما تتحركوا أنكم المبرر له أنه يجلس، ما بتتعاونوا، أنكم المبرر له أن يجلس.

فإذا الناس على ما بين نقول أكثر من مرة، الناس متهادنين، نحن متهادنين، العالم يرى أن ذولا الناس ما هم أنصار، إذًا قد له عذره، وذولا الناس يروا أن العالم ذاك لا يتحرك، إذًا فما القضية لازمه، جلس وجلسوا، وكل واحد يجعل الثاني مبرره، جلس لأن ما هناك أنصار، والأنصار جلسوا لأن ما هناك حركة من العالم، ما هي كلها مهادنة؟

قد يقدم الناس على الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وتتضح القضية وإذا نحن اتهادنا وكان احنا ساكتين، الناس ساكتين والعالم ساكت، وكل واحد عنده إن قد معه عذر، وعلى ما هو عليه، قد معه مبرر أمام الله.

إذًا فالقرآن الكريم سيكشف ما معك عذر ولا معه عذر، ولا القضية بحث عن أعذار، الأعذار الحقيقية هي أعذار لا تكون بالشكل الذي تكون مفتوحة للناس جميعًا، لا يوجد هكذا؛ لهذا تجد مثلًا العالم نفسه الذي يرى نفسه إنه ما هو ملزم في نفس الوقت أن يكون له موقف؟ ما هو يخطب؟ يقول: الناس عليهم أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر، وأن يتعاونوا على البر والتقوى، ما هو يقول لهم هكذا؟

طيب أنت تقول للعلماء الآخرين لماذا لا تكونوا بهذا الشكل؟ لأن ما هناك أنصار، يعني هو نفسه يقول لك: إنه أنت وهذا وهذا عليكم أن تأمروا بالمعروف، وأن تنهوا عن المنكر، وأن تتحركوا، وأن تتعاونوا على البر والتقوى، ما هذا الذي يحصل؟ وأن يكون هناك تكاتف ووحدة الصف، وتوحيد الكلمة، والتكاتف، والتعاون، والتآخي، ما هذا الذي يحصل من كلامهم؟ يعني هو يقول لك: بأن عليك أن تبادر أن تعمل هذا العمل، معنى هذا إنه ما هناك عذر جماعي للأمة كلها.

عندما يقول البعض: أن الإمام علي جلس، هل جلوسه يعني أن كل الناس جلسوا ولهم عذر؟ لا، جلوسه لأنه ما وجد أنصار، فالأنصار غير معذورين، الذين خذلوه ما هم معذورين إطلاقًا، هم خذلوه فاضطر إلى أن يجلس ما استطاع يتحرك، ما استطاع يعمل شيء، هذا هو العذر الذي ينتهي إليه الإنسان، وهو يعلن وهو يذكر وهو يبين وهو يحث الناس وهو ينذر الناس وهو، لكن ما رضيوا يتحركوا، هذا هو ماذا؟ ما معناه أنه يدور هو لمملص، إنما وجد فعلًا ما عنده قدرة، وهو لا يزال يتحرك.

هل الإمام علي توقف عن تذكير الناس؟ ما توقف إطلاقًا طول فترة خلافة أبي بكر، عمر، عثمان، ما توقف، ما حصَّل أنصار، حاول إذا ممكن يتحركوا، ما حصل استجابة، حصل تأثير؛ لتبقى الفكرة لتبقى العقيدة لتبقى الرؤية قائمة في الأمة، مثل ما هو حاصل إلى الآن.

فعندما يقول: الإمام علي هو ذاك جلس، يعني هل جلوسه مثلما جلس الآخرون، أم جلوسه لو فرضنا هو عذر له لأنه ما به أنصار، فما هو عذر للآخرين حتى نقول: والآخرين قد هو عذر لهم، إن مشكلته أن الآخرين ما قاموا بواجبهم، هم ملزمين أن يقوموا بواجبهم.

فالعالم نفسه هو أساس الفكرة عنده واجب على الناس أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر، ما هي هكذا؟ واجب عليهم أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر، يعني ما تتصور أنت أن العذر الذي هو ماسك عليه إنه يراه عذر لك، أو يراه عذر لهذا أو يراه عذر لهذا المجتمع، أبدًا؛ لأنه يخطب، الذي تراه أليس هو يتحرك يخطب يقول لك: واجب على الناس يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وأن يكونوا متعاونين على البر والتقوى، وأن، وأن، ما معنى هذا أنه لا يرى عذر للناس؟

والناس لا ينظرون إليه النظرة هذه، يروه هو أنه جالس، قالوا قد احنا من جيزاه، قد ذا عالم، ذاك ما هو إلا طالب علم، ذا قد هو عالم، وعالم شيبة، وهو أفقه، وأعلم، وأعبد، إلى آخره، قد احنا من جيزاه.

يتفاهم الناس هم والعلماء، يتحاور الناس هم والعلماء، يفتحوا المواضيع هذه هم وإياهم، كيف القضية هل احنا معذورين حقيقة احنا واياكم؟ أو ما هو أساس المشكلة؟ لماذا أنتم ساكتين لا تتكلمون معنا، ولا تحركونا ولا، ولا، سيقولوا أنتم ما منكم شيء، ما أنتم واقفين معنا. ما هو سيقول لك هكذا؟ تشهد لك أن القضية هي تهادن فيما بين الناس.

الإمام زيد (عليه السلام) في رسالة عملها للعلماء يقول: العالم ليس له عذر، العالم ما له عذر ألا ينطلق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، لا رغبة ولا رهبة، ما للعالم أن يتوقف من أجل رغبة، لأن هذا – قال – يعتبر ممن يشترون بآيات الله ثمنًا قليلًا، ولا له عذر، يعني خوفًا والله يقول: {فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} (المائدة: 44) في رسالته إلى العلماء.

هكذا يعني وبتأثيرات أخرى في الأخير يرى العالم إنه ماذا يمكن أن يعمل! الناس ما منهم شيء، فلا يعد يجابر الناس وهم ما بيجابروه.

فيجب على الإنسان أن يكون حذرًا، يكون الإنسان مراقب لنفسه، لا يقدم على الله سبحانه وتعالى وهو عاصي لله، ثم يكون مصيره جهنم.

هذه القضية يجب أن نتأكد منها، وما معك تتأكد منها إلا من القرآن الكريم، من خلال رجوعك إلى القرآن الكريم، هل هناك مخرج آخر غير القرآن؟ الله هو مع كتابه، يحاسب الناس على أساس كتابه؛ ولهذا قال رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عن القرآن: (أنه من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه – وراء ظهره – ساقه إلى النار).

وهذا هو الشيء الذي يخيف الإنسان جهنم، نعوذ بالله من جهنم، وكل شيء غير جهنم سهيل، كل تهديدات تجي لك غير جهنم هي سهلة، كل عذاب غير جهنم هو سهل، هو محدود وينتهي، أما جهنم فلا يوجد لها نهاية، نعوذ بالله، ما هناك نهاية.

جهنم لا يوجد فيها نسمة واحدة باردة، لا يوجد تخفيف لعذابها، وسنة بعد سنة، مائة سنة، مليون سنة، مليار سنة، كلها تمشي وما هناك نهاية، هذا الشيء الذي يجب أن الإنسان يخافه، يتمنى، ما الله حكى عن أهل جهنم أنهم يتمنوا الموت ويتمنوا أن يموتوا؟ الموت الذي هم الآن يهربوا منه، في جهنم في الأخير يتمنوه، ويعتبر نعمة كبيرة لو أنه يحصل، ما الله حكى عنهم، أنهم قالوا لمالك خازن جهنم: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} (الزخرف: 77) يدعو إن الله يقبل يموّتهم، يتمنوا أن يموتوا، يعتبروه نعمة أن يموتوا، {قَالَ إنَكُمْ مَاكِثُوْنَ} ما هناك لا موت ولا خروج.

ولا يتهاون الناس، لاحظوا المعصية، معصية الإنسان ما هي في حدود تقديراتك أنت، ما هي في حدود تقديراتك أنت إطلاقًا، تترك آثارها، ربما قد يكون الناس عندما يقعدوا في ظروف كهذه بإمكانهم أن يعملوا أعمال بإمكانهم أن يعملوها: مظاهرات، مقاطعة اقتصادية، شعارات، أليست في متناول الناس؟

عندما نقصر في هذه، أنت بتقصيرك في هذه من ستجعل الأعداء يتمكنوا أكثر، وعندما يتمكن الأعداء ينتشر معهم الفساد أكثر، فساد كثير ينتشر، هذا الفساد الذي ينتشر ما هناك فساد ينتشر، إلا وتضاف مسؤوليات عليك، ثم ترى أنك في الوقت الذي تتوقف عن عمل واحد أمام مشكلة واحدة، أنت مسئول أمامها، تصبح المسئوليات عليك تتكرر وتتجدد وتتكاثر.

الأعداء دخلوا نشروا الخمور، نشروا المخدرات، نشروا الفساد الأخلاقي، حاربوا الدين، فرقوا كلمة الناس، عملوا كل الأعمال هذه، ما هذا عمل كله منكرات؟ كل منكرات يضاف على الناس مسئوليات أمام الله عنها. معنى هذا أن قعودك أن تتصور أنك قاعد عن قضية واحدة، والمسئولية هي تتكاثر وتتجدد عليك بكل نشاط يقوم به الأعداء، تفسد أجيال من بعد، لو ما هو تقل ثاني صفّة أو ثالث صفّة.

لاحظوا عندما يلاحظ واحد الآن الفلسطينيين ما هم في وضعية مؤلمه جدًا؟ تقاعس الناس في مرحلة معينة جعل العدو يتمكن أكثر، تصبح المقاومة والعمل صعيب ومتعب. طيب في الحالة هذه العناء الذي بيلحق الناس من بعد بسبب تقصيرك أنت شريك في هذا العناء، في خلق هذا العناء، في ماذا؟ في أن تصبح المسألة على هذا النحو.

تصور الفلسطينيين في البداية ما الكثير كان عندهم يخرجوا وما لهم حاجة؟ خرجوا عملوا لهم مخيمات هناك خارج وكان عادها فترة، كان عاد اليهود عبارة عن عصابات فقط، يتخاذلوا واليهود عبارة عن عصابات، ما قد معهم دولة، عادهم بيغزوا هكذا يسيطروا على منطقة ويغزوا قرية ويعملوا، متخاذلين مثل ما احنا الآن، وبعدها تمكن اليهود أصبحوا دولة، استقووا، أصبحت القضية في مواجهتهم صعيبة جدًا، معاناة شديدة وصعيبة جدًا، لدرجة أنهم لم يعد يتمكن البعض إلا يسير يفجر نفسه، يسير يقرّح نفسه، ويا الله يقتل اثنين ثلاثة، إذا هي عملية جيدة قتل فيها مجموعة.

هذه المعانة التي حصلت للجيل الثاني بسبب تقصير الأولين، تقصير الذين ما تحركوا في البداية؛ لأنه في البداية تكون الأعمال سهلة، في البداية سهلة، عندما قصروا أضافوا بتقصيرهم، خلقوا معاناة شديدة ضد هؤلاء، أتاحوا الفرصة للعدو أن تستحكم قبضته، استحكام قبضة العدو يعني أنك شريك مع العدو فيما يعمل من جرائم، ما هي قضية سهلة، فعلًا.

الإمام علي فهّم أهل العراق بالطريقة هذه عندما كان يخوفهم بأنه قد تستحكم قبضة أهل الشام عليكم، كيف قال؟ ((إني لأخشى أن يدال هؤلاء القوم منكم لاجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم)) أليس هذان عامِلَين مع بعض: تفرق هؤلاء عن حقهم، اجتماع أهل الباطل على الباطل، أدى إلى نتيجة ما هي؟ سيطرة أهل الباطل على أهل الحق، ما هم هنا أصبحوا أنهم شركاء؛ لأنهم هم سبب، هم سبب وعامل رئيسي في ماذا؟ في أن العدو يتمكن.

إهمال الناس، تقصير الناس، أنت تعمل بإهمالك وتقصيرك أنت تخدم العدو، أنت تعمل لصالح العدو، وأنت تتحمل نتائج أو تكون شريك في ماذا؟ فيما يرتكبوا من جرائم فيما بعد؛ لأنه كان تقصيرك، كان إهمالك سببًا من أسباب استحكام قبضته، تقصيرك، إهمالك في البداية عن أعمال بإمكانك تعملها مؤثرة، قبل أن تستحكم قبضة العدو تجعلك شريكًا في معاناة من يجاهدوا فيما بعد، ما هي قضية سهلة هذه، ما هي قضية سهلة أبدًا.

يكون عند واحد أنه قعد وما له حاجة، جريمة مستمرة، أنت مقصر متقاعس، وقاعد، لا تبالي، ترتكب جريمة كبيرة، يعني ما يستطيع واحد يوصفها، فيكون الناس يشتغلوا لإضافة أوزار عليك، العدو من جهة، وحتى المجاهدين، ما يلقوا من المعاناة أنت كنت شريكًا في خلق هذه المعاناة أمامهم.

وهذا الذي يضر الإنسان أن ينطلق من تقديراته الخاصة وفهمه الخاص للأشياء وكأنه يراها في الأخير طبيعية وعادية، وبعض الناس قد يصل به الموضوع هذا يرى نفسه أنه هو الحكيم، عندما يرى نفسه أنه ما عنده أي حركة، ما يشارك في أي عمل، ولا ينساق ولا شيء، أنه هو الحكيم الذي موقفه صحيح.

 

 [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

الشعار سلاح وموقف

ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 11 رمضان 1423هـ

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com