لم يصح حديث حول عذاب القبر.
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
القضية نقول: ما صحت ولا احنا أول من خالف فيها؛ لأن ما هناك حياة في القبر بكله، ما هناك حياة في القبر بكله، يعني مسألة أنه عذاب والاّ ما عذاب، ما هناك إعادة للحياة في القبر بكله، بحيث أنه يجي منكر ونكير يحاسبوك – على ما قالوا – إما يضربوك، والاّ يخلوك، والاّ يبشروك، ما هناك من القرآن الكريم ما يدل على هذه، ومعظم ما بيجي هي أحاديث معظمها من عند السنية أساسها من عند السنية حول المسألة هذه.
وأعتقد أن الإمام أحمد بن سليمان نفسه يستبعد القضية هذه، وقال: ربما قد يكون هذا الذي يسموه عذاب قبر أو كذا، عندما يبعث الإنسان يوم القيامة، إذا عاد به شيء في تلك اللحظة، أن يكون هناك عذاب في القبر، ما معناه أنه حياة تعود إلى الإنسان؟ يعود حي من جديد في القبر؟ هكذا يعود حي من جديد في القبر، ثم يموت بعد، ما هو سيموت ثاني مرة؟ القرآن الكريم يعد الموت والحياة ثنتين وثنتين ما هو سابر أن تضيف أنه يوجد حياة وموت في القبر.
الله حكى عن من قد ماتوا، يعنى حكى عن من سيقولوا يوم القيامة: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا} (غافر:11) ما هي ثنتين وثنتين، تجد آيات أخرى تتحدث عن الثنتين هذه: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} (البقرة: 28) الحياة هذه التي نحن فيها سبقها حالة العدم أو حالة قبل نفخ الروح في الإنسان في بطن أمه، هذه هي تسمى حالة موت، الموت عند العرب ما يعني فقط مجرد خروج روح، حالة اللاشيء أو حالة العدم أو حالة قبل أن تنفخ فيك الروح هي تعتبر حالة موت.
مثل ما عبر عن النباتات التي تكون مثلًا يابسة هكذا مثل [الزيْل] ما هو بيسميها ميتة، {فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} (الحج:من الآية 5) وسماها {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (الحديد: من الآية17) هنا يقول لك: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} (البقرة: 28) هي هذه الحياة التي نحن فيها، {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} الموت هذا {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} حياة البعث الذي يعني الرجوع إلى الله {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. ما قد هي أربع؟ ما هناك غيرها. إذا افترضنا إن عاد هناك حياة في القبر وموت من جديد يطلع لك ست: ثلاث موتات وثلاث حياة.
المسألة من أساسها هي مشبوهة، قضية تهويل الموت، قضية التخويف من القبر وتهويل القبر، هي قضية مشبوهة من أساسها؛ لأنكم لاحظوا مثلًا الذين يحكمون الناس الطواغيت عندما يحكمون الناس لا تتصور أنه لا يخاف من الشعب، لا يخاف من الناس، يكونون حريصين على أنه يعملوا أي عمل من أجل يوقفوا الناس، لا يتحركوا؛ فقُدم الموت وتخويف من الموت وتهويل الموت وأشياء وأنت على النعش وأنت في القبر جعلوا القبر موحش، جعلوا الحالة هذه أن الإنسان سيمر بها تكون حالة موحشة جدًا، بحيث أنه تجد من الناس تقاعس ما عاد فيهم انطلاقة أن يتحركوا؛ لأنه شيء تربى عليه، شيء تترسخ ذهنيتك عليه موحش، يعني يجعلك تحاول ألاتمر به، مهما أمكن، ألا تمر به من مرة، يقّعدوا الناس عن النهوض، هذا في جانب يشتغلوا.
يشتغلوا في جانب آخر، التزهيد ما يسمى التزهيد في الدنيا وعدم الالتفات إلى أن مثلًا الظالمين أو الطواغيت أو الكفار وهم يسيطرون على الأموال ويحاولوا يستبدوا بأموال الأمة ما عادها قضية، تربى على إنك تزهد في الدنيا، وما هي إلا دنيا، وعندما ترى الظلمة الأموال بأيديهم ما عاد تكترث بها.
هي تربية تقوم على أساس تجميد الناس ما يتحركوا، ما عاد يتحركوا، ما عاد يحصل لديهم ما يثيرهم، عندما ترى الأموال وهم مسيطرين عليها ما عاد تثار أن هذه أموال الأمة، وأن الأمة يعيش الكثير منهم فقراء، وهم يبعثروا الأموال وينشروا بها الفساد، ويستخدموها ليسرفوا فيها، ما عاد تثار؛ لأن ما هي إلا دنيا، ما هي إلا دنيا، وقد أنت بتتربى على أن تكون زاهد في الدنيا إلى درجة أنك لا تهتم أن يحصل لك إلا ما يكفي يومك فقط، ما يكفيك ويسد رمقك فقط، هذا حصل في كتب الترغيب والترهيب والتزهيد بهذه الطريقة.
نحن نقول: القضية هذه من أساسها، قضية الموت قضية القبر، القرآن الكريم ما تعرض لها إطلاقًا بشكل يخوف بها إطلاقًا من مرة، يذّكر فقط أن هناك غاية، والناس عارفين أن هناك غاية، تذكير وتجد معظم التذكير كان يأتي أيضًا للكفار ليرتب عليه ما سيحصل لهم في الآخرة.
فالقرآن الكريم قام الترغيب فيه والترهيب على التخويف من اليوم الآخر، التخويف من اليوم الآخر هذا الشكل الكبير والمهم والخطير، ومن جهنم، الموت لا يتحدث عنه إلا وبسرعة ينتقل إلى ماذا؟ إلى اليوم الآخر، تجد تلك الآيات التي كلها ذكر فيها الموت: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} (آل عمران: 185) ما هذا حديث وبسرعة أنتقل إلى الآخرة.
إذًا ما هناك تخويف من مسألة الموت؛ لأن ما هو طبيعي أن يخوف من قضية الموت كحالة تمر بها، وهو هنا يأمرك أن تكون مجاهدًا في سبيله، وهو يشجع على أن تكون مستبسلًا، بل في مجال التشجيع بأن يكون الناس مجاهدين في سبيل الله، ومستبسلين ألغى قضية الموت، ما هو ألغاها بالنسبة للشهداء؟
ما هو طبيعي أنك تريد أن تربي أمة تكون مجاهدة تأتي لتخوفها من شبح الموت، هذا ما يمارسه حتى الإنسان، خلي عنك أحكم الحاكمين، عندما يختلف واحد هو وواحد آخر على أموال، وراح يكسر [مشربه]، ما هو يرجع يضوي إلى البيت يشجع أولاده يتحركوا ويشتري لهم بنادق [ويا الله يدافعوا على حقهم، ولو با يتنتف] ما هو بيقل كذا، أو هو يضوي عند أولاده ويقل لهم: منكر ونكير وموت ونعش وأشياء من هذا الكلام، لا، هل هو يخوفهم أو يشجعهم؟ يشجعهم.
الجنود نفوسهم مثلا تحصل الجيوش لا يمكن يسمحوا لك كمرشد تدخل مثلا المعسكر في حالة صراع أو الجيش يعد لترتفع معنوياته القتالية، واستبساله وأشياء من هذه، وتجي تتحدث عن تلك الأحاديث حقت الموت التي تبرد أعصاب واحد، لا يمكن ذلك، ما هم يشجعوهم، التشجيع يحصل.
الله سبحانه وتعالى عندما يتحدث في القرآن الكريم حول الجهاد، حول المواجهة، يثني على من يبذلوا نفوسهم في سبيل الله، ما هو هكذا، القرآن الكريم هو له مناهج تربوية، ما هو فقط عبارة عن كلام، ما يمكن يكون فيه تناقض، أن يأتي مثلًا من خلال القرآن الكريم يرغب على الاستبسال في سبيله، وبذل النفس في سبيله {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ} (البقرة: 207) ما هو هكذا يقول؟ {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم} (التوبة: 111) فعندما يكون هذا مطلب لله سبحانه وتعالى يريد أن يكون الناس إلى الدرجة هذه، فلا بد تربويًا ألا يحصل ما يخلق أثر يعاكسه، من الناحية التربوية، تجد أنه في القرآن ما تحدث عن الموت بشكل مخيف إطلاقًا، أين هو التخويف بالموت؟ لا يوجد تذكير باعتباره بداية الرجوع إلى الله، وارتهان الإنسان بأعماله إلى اليوم الآخر.
الشهداء ما هو ألغى الموت بالنسبة لهم؟ {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ} (البقرة: 154) لا تسموهم أموات، يعتبروا شهداء {بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}.
شجع في مجال الاستبسال، في مجال الاستبسال أن يلغي مسألة الخوف من الموت، يقل لك: أنت الموت بالنسبة لك ملغي، أنت ستكون حي، بمجرد ما تخرج روحك من هذا الجسم تتحول إلى حي بكل ما تعنيه الكلمة في جسد آخر في عالم آخر، الله أعلم كيف سيكون {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ} (آل عمران: 169 – 170) بكل ما تعنيه الكلمة، حياة أفضل من هذه وفرح واستبشار أحسن مما يمكن أن يمر بك في الدنيا.
فعندما يجي يرغب بالحديث عن الحياة أنه سيمنحك حياة إن أنت بذلت نفسك سأعيدها لك من جديد، وتحيى من جديد، ولن تبقى في عالم اللا شيء ضائع، ستعيش حيًا دائمًا، هذه نفسها مما تدل.
- هنا سئل عن الشريط الذي صدر من والده السيد المجاهد بدر الدين الحوثي (رحمة الله عليه) حول الموت فأجاب:
هناك شريط عمله الوالد ذاك اليوم وهو سار فيه على الطريقة المعروفة عند العلماء، ويمكن عالم من العلماء يعمل قضية وبعد فترة يظهر له أنها غير مناسبة أو كذا، الأحاديث حقته هي أحاديث من أمالي المرشد بالله، أمالي المرشد بالله هي أيضًا من الطبراني معظمها، بل تقريبا نسبة كبيرة جدًا منها، فعمله في البداية وبعدين ما عاد وزع ولا عاد اشتغل في الموضوع؛ كمحاولة للتذكير شوية، للتخويف للناس شوية، على ما كان معروف عند العلماء، وجاري عليه عند العلماء؛ لهذا هو لا يعترض علينا في المسألة هذه.
لأن أول ما أثارنا حول هذا الموضوع عندما كان قد أصبح منهج في المراكز، أصبح منهج في المراكز والشباب بيجي الذي بيسموه المسئول الروحي، وتخويف من الموت، ومن القبر، ومن الأشياء هذه، وبعضهم كان يسيروهم إلى المقبرة و، يعني بشكل يجننه، يخليه يتخوف من هذا، هذه الطريقة غير صحيحة، أسلوب من الناحية التربوية ما هو صحيح خاصة بالنسبة للزيدية.
الزيدية بالذات هم طائفة مجاهدة في تاريخهم، الإمام علي وهو رأسهم يقول: ((والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه)) ما هو هكذا يقول؟ هل الإمام علي قليل خير، قلبه قاسي، لا يخاف من الموت! أصبح الخوف من الموت عبادة! أصبح عبادة، تكون خائف من الموت، أصبح يقدم لك كعبادة، يجلس يتخوف من الموت ومن شبح الموت وأهوال الموت، أصبح عبادة بينما الإمام علي يقول – ما كأنه شيء عنده من مرة – ((والله لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت علي)).
رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لم يكن يربي الناس بالطريقة هذه، يحدثهم في الجهاد، ويحدثهم عن الموت وأهوال الموت والقبر وأشياء من هذه، هذه تبدو ما كانت موجودة بكلها، ما كأن لها أساس بكلها.
القبر نفسه الله جعله تكريم للإنسان، تكريم له، ماذا يعني تكريم له؟ أنه إذا مات يدفن فيه تحفظ جثته، لا يهان، لا يداس، لا تأكله الحيوانات؛ لهذا تجد كيف أصبح الدفن تقريبًا سنة عند البشر جميعًا، على اختلاف أوطانهم ومذاهبهم ودياناتهم، تكريم للإنسان هو قال عنه وهو يعدد النعم على الإنسان: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ} (عبس: 21-22) جعل إقبار الإنسان تكريم، هل تحدث عن أهوال القبر والا شيء؟ إطلاقًا ما هناك شيء.
إذا القبور بعثرت يوم القيامة عندما تبعثر القبور ما بش كلام من هذا ولنفترض إذا كانت القضية صحيحة أن هناك هذه الأشياء عذاب قبر، أهوال، وحياة تقوم تدق براسك وترجع لك الحياة من جديد، وأشياء من هذه بعد ما يروحوا من على القبر، إذا كانت صحيحة هذه بنجي نستخدمها عبارة عن ماذا؟ عن وعظ للناس وتخويف للناس، وبعض الناس يستخدمها ولا يرجع إلى القرآن، يخوف بالقرآن وبأسلوب القرآن، وكأن عنده أن هذا الموضوع هو أجدى، وأكثر تأثيرًا.
طيب أنت في هذه الحالة تسيء إلى نظرتك تسيء إلى القرآن الكريم، القرآن الكريم قال الله عنه: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} (الحشر: 21) أنت تريد انك ترى أن هناك من المواعظ ما يمكن أن يكون أكثر تأثيرًا من القرآن، أنت هنا تسيء إلى القرآن، أنت هنا تعتبر يعني مثل ما تقول مخالف للقرآن، إذا كنت ترى أن هناك ما هو أكثر جدوائية للتأثير على الناس ووعظ الناس مما تناوله القرآن الكريم، فمعنى هذا أنك تخالف القرآن الكريم نفسه، ومعنى هذا بأن الله أهمل مما هو صحيح، مما يمكن أن يكون له تأثير كبير أهمله ولم يتناوله في كتابه مما كان يمكن أن يكون أكثر تأثيرًا مما عرضه في القرآن نفسه، معنى هذا أن هناك من الهدى، هناك من الموعظة ما هو أبلغ من القرآن لم يتناوله القرآن.
فيطلع لك تقصير من جانب الله، لكن لا، الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يقول عن القرآن الكريم: ((ومن أبتغى الهدى في غيره أضله الله)) هدى كامل، نور كامل، ترغيب كامل، ترهيب كامل، موعظة كاملة، ما هناك أبلغ منه إطلاقًا.
نحن نقول: إنه إذا كان يقدم كمنهج في المراكز أحيانًا، هذا أسلوب غير صحيح، أسلوب ينشئ ناس لو أنت تجده بأنه ما بيعمل معاصي معينة أو كذا، تجده ما عنده انطلاقة أن يكون مجاهدًا في سبيل الله، أن يكون عنده استبسال في سبيل الله، خائف، خائف من شبح الموت، خائف من القبر، خائف من أشياء كثيرة، أصبحت الأشياء مزعجة عنده، وعندما تكون أشياء تتردد كثيرًا على مسامعك تؤثر فيك تلقائياُ حتى ولو أنت مؤمن، تؤثر فيك رغمًا عنك، ولو أنت مؤمن، وهذه هي التي ماذا؟ جعلتنا نصّرح بالاستنكار للقضية هذه، وأن هذه ما هي صحيحة من أساسها.
عندما ترجع إلى الأحاديث هذه التي تحدثت عن القبر، ما هم قالوا أن هناك ملائكة، [واحد اسمه منكر وواحد نكير] ردها علماء سابقين قبلنا قال: هذا غير صحيح؛ لأن ملائكة الله ما يحملوا أسماء من هذا النوع، أسماء سيئة، [منكر ونكير] أساميهم طبيعية، أساميهم جميلة، حتى خازن جهنم اسمه مالك، ما اسمه مالك؟ وقد هو على أشد مكان، وأخوف مكان، خازن جهنم، والمسئول عن جهنم ملك من ملائكة الله اسمه مالك، ما هو اسم طبيعي؟ [منكر ونكير] قالوا هذه ما هي من أسماء ملائكة الله.
عندما يقول لك عن الحساب الذي يجي في القبر، لاحظ كيف الحساب، لا يتعرض لقضايا مهمة جدًا ما يسأل عنها صاحب القبر، يسألوه عن هذه الأشياء العادية، التي يريدوا أننا نلبِّز فيها، هل هو يسأله عن الجهاد في سبيل الله؟ هل هو يسأله عن موالاة أعداء الله، وعن معاداة أولياء الله؟ هل هم يسألوه عن الإنفاق في سبيل الله؟ هل سألوه عن…، يسألوه عن أشياء محددة فقط، فإذا كان تلك الأشياء قد توفرت عنده، خلاص أمن.
يساعد ما بيحصل من ماذا؟ من كلام من خارج، أن يشدوا الناس إلى عبادات محدودة، ويميتوها في نفوسهم، ويجنبوهم عن العبادات التي ماذا؟ لا يريد الظلمة أن ينطلق الناس فيها، جهاد في سبيل الله، غضب لله، معاداة لأعداء الله، أمر بمعروف، نهي عن منكر، هل هناك شيء في الحساب في القبر: هل كان يأمر بالمعروف ينهى عن المنكر، تأتي صلاته يأتي صيامه، ويأتي بعض الأشياء من هذه التي تعجبنا، التي نحن عليها الآن، صل وصوم وما لك حاجة، صل وصوم ومالك حاجة، وهكذا.
الحساب يكون حساب على أساس القرآن الكريم، حساب كامل، الحساب الكامل يأتي يوم القيامة، يأتي يوم القيامة، يعني ما هناك حساب هكذا: الإنسان يحاسب في قبره ثم يضرب على أشياء محدودة! أيضًا تجد أن الله يحكي عمن سيبعث يوم القيامة أنها حالة نوم ما ذكر أي شيء مزعج {مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} (يس: 52) ما هكذا سيقولون؟ ما ذكروا شيء مزعج.
واقعًا تجد أنه ما هناك شيء، عندما يحصل حروب، حصلت حروب، واكتشفوا مثلًا ما يسمونها مقابر جماعية، أو متى اضطريت أن تحتجز رفات لناس آخرين، مثلما كان في لبنان يوم كان عندهم رفات لجنود إسرائيليين، أو المصريين كان عندهم رفات وأشياء من هذه، يردوها وتراها، هم يكتشفوا في مصر في صحراء سيناء، في أي مكان آثار ليهود جنود يهود مثلًا قتلوا هناك، ثم بعد ذلك يرفعوه يروا عظامه طبيعية، ما قد تعرض لأي دقة، ولا لأي شيء، وهو يهودي صاد عن دين الله.
لو هناك عذاب قبر أو منكر ونكير لكان حصل في قبر هذا قبل أي واحد غيره، ما هناك شيء، المطرقة لا تحملها قبيلتين، يضربوه بها، مِن يتحول إلى رميم، يتلاشى من ضرب هذه، ناس في الثلاجات الآن ناس في الثلاجات، ما هو بيحصل؟
القضية ما هي صحيحة، ليست صحيحة قضية عذاب، ومما يؤكد أنها غير صحيحة، أنك تجد أن الله سبحانه وتعالى لأنه رحيم، لا يتوعد الناس بشيء إلا ويذكره لهم، ويخوّفهم به، ويذكر لهم تفاصيله، من أجل ماذا؟ أن يتجنبوا ما يمكن أن يوقعهم فيه، وهذه سنة ثابتة في القرآن الكريم، خوّف الناس أن يحصل لهم من العقوبات ما حصل للأمم الماضية: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} (فصلت: 13) ونحوها.
يأتي العذاب من الأشياء التي يعرفها الناس، ما هو جعل جهنم نار، والنار نحن نعرفها، وهي في كل بيت، والآن في كل جيب في [الولاعة] الناس يعرفوا النار. جهنم تحدث عنها كثير في القرآن الكريم، وذكر تفاصيلها كاملة؛ ليخوفنا بها من أجل أن نجتنب الأعمال التي تؤدي بنا إلى دخولها؛ لأنه رحيم ما يجي يعمل أشياء يخبيها ما يبالي بك توقع فيها أو ما توقع، ما هو مثل ملوك الدنيا، هو رحيم، كل ما يمكن أن يكون عقوبة حذر منه، حتى الوعيد في الدنيا حذر منه الذل، الذلة، المسكنة، الخزي، مصائب كثيرة مما يحصل جدب وأشياء من هذه، ما هو ذكرها في القرآن وحذر، ورتبها على أعمال معينة، إذا الناس عملوا هذه الأعمال تحصل لهم من هذه؟
عندما ذكر عن بني إسرائيل عندما قال: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (البقرة: 85) الخزي معروف عندنا، الذلة معروفة، كلما توعد به الله هو يتوعد بالشيء الذي هو معروف، ويخوفنا به من أجل أن نجتنب الوقوع فيه، هذه هي التي يسمونها فلسفة العذاب في القرآن نفسه، ليست القضية بأنه يترك حاجة ولا يذكرها لك، متى ما وصلت أنت عنده.
في القرآن نفسه كيف لا يمكن أن يذكر عذاب القبر، إذا كان عذاب القبر حقيقة، (ما هو من يذكره)؟ لأنه من الأولى أن يذكره، مثل ما ذكر في الآية هذه: {خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ} ما هو ذكر خزي في الحياة الدنيا، كان المفروض أنه يذكر عذاب القبر؛ لأنه هو أول ما تمر به إذا أنت مجرم قبل عذاب الآخرة، مثلما ذكر الخزي في الدنيا، الذلة في الدنيا، المصائب في الدنيا، قبل العذاب في الآخرة.
وتحصّل هنا أليست قفزة؟ خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب، ما هناك في الوسط شيء، ذكر شيء في الوسط؟ بالنسبة لبني إسرائيل وهم آمنوا ببعض وكفروا ببعض وأعمال سيئة، فلو كان صحيحًا لكان مما يخّوف الله به عباده، في القرآن الكريم نفسه، يخّوف به عباده؛ لأنه يقدم لك في الأحاديث هذه المنسوبة إلى رسول الله، بشكل مخيف جدًا، إلى درجة أن البعض يستخدمه لوعظ الناس من أجل يراهم باردين يراهم خائفين، قد هو يراه أكثر إيجابية من القرآن. لو كان صحيح إن الله مِن يذكره في القرآن الكريم ويذّكر به، ما حصل شيء إطلاقًا.
هنا سئل بأن أهل البيت تحدثوا عن عذاب القبر مثل الإمام علي (عليه السلام) فأجاب السيد:
بالنسبة لما روي عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وقد هو ذاك الكبير، أن ما روي عن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ((فما أتاكم عني فاعرضوه على القرآن فإن وافقه فهو مني وأنا قلته وإن لم يوافقه فليس مني ولم أقله)) إذا وافق القرآن فهو من رسول الله، وإذا كان مخالف للقرآن فليس منه.
سنعرض ما يروى عن الإمام علي، الإمام علي مروي عنه في نهج البلاغة فقرة من هذه، أنه إذا انصرف عنه أهله أقعد في قبره، وأشياء من هذه، لكن إذا كان مطلوب أن تعرض ما روي عن رسول الله كذلك ما يروى عن الإمام علي، ما يروى عن الإمام زيد، ما يروى عن أي شخص آخر؛ لأن من كذب على رسول الله ممكن يكذب على الإمام علي وغيره، من غلط في الرواية عن رسول الله ممكن يغلط في الرواية عن الإمام علي وغيره، هي روايات، ما هي كلها روايات؟ بالنسبة للإمام زيد فما أذكر نص للإمام زيد يعني صريح في الموضوع حول هذه القضية.
طيب هذه قاعدة، أنه إذا كان هناك روي عن أحد من أئمة أهل البيت، روي، فنعرضه على القرآن فإذا كان غير منسجم مع القرآن فما هو من عنده، ما هو من عنده من مرة. كيف نعمل بحديث العرض فيما روي عن رسول الله، أما ما يروى عن أحد من أئمة أهل البيت نقول: لا!
لأنه لاحظ هذه قضية يعني قضية عندما نقول في مسألة العرض على القرآن، تعال اعرض القضية على القرآن تجدها مخالفة للقرآن، مخالفة في منهجيته التربوية، وما المخالفة فقط أنه يخالف نص نص، ليست هذه، إنه شرط أن يخالف هذا النص نص آية، المخالفة حتى في المنهجية، في الغايات، في المقاصد.
لأن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ما يمكن أن يأتي بشيء، هو إنسان مربي ومعلم، ما كان إنسان قاضي أو مفتي، هو مربي ومعلم، ويتحرك على أساس القرآن الكريم {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ} (الأنعام: 50) {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ} (الأحزاب: 2) أليس هكذا؟ هل يمكن أنه يعمل شيء في جانب تربوي في جانب أخلاقي يتعارض مع القرآن الكريم؟ ما يمكن، يتعارض مع منهجية القرآن الكريم، ومع مقاصد القرآن الكريم، لا يمكن أن يحصل.
الأحاديث نفسها، نقول: أول شيء تجد أن معظم الأحاديث، أن معظمها قد أصبح هو المعروف أنه من عند السنية، في كتب السنية، فما لاحظته داخل كتاب من كتب أهل البيت وما روي عن أحد فأعرضه على القرآن الكريم.
فعندما تجد القرآن الكريم يحكم بأن هذا غير منسجم معه، فاعتبره غير صحيح عن رسول الله؛ لأن رسول الله ما يمكن أن يأتي بشيء مخالف للقرآن، لا يمكن، ولا يعني لا يأتي بشيء مخالف نصًا، عمليًا حتى، أن يقدم شيء هو في الأخير يترك أثرًا مخالفًا لما يريد القرآن أن يتركه من أثر في نفوس الناس، لا يمكن أن يحصل هذا.
هذه هي نفسها: الاختلاف والتناقض، ما الله قال عن القرآن الكريم: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (النساء: 82) اختلاف ليس فقط في النص أنك تأتي بنص يخالف نص، اختلاف فيما تُقدمه في غاياته، في مقاصده.
تجد القرآن الكريم ما لحظ هذه، لماذا ما لحظها؟! وإذا كنا نحن نراها بأنها مؤثرة، الموعظ الذي يسير ويأخذ له ويجمع له أحاديث من [تصفية القلوب]، و[إرشاد القلوب]، و[كنز الرشاد]، وأشياء من هذه و[الاعتبار وسلوة العارفين] ويقدمها. أليس هو يعتبرها أنها أكثر تأثيرًا في الناس من القرآن الكريم؛ لأنهم احسب ما هم طايعين، ما هم منصتين!
إنما فقط عنده نظرة هو، يريد يوصل الناس إلى الحالة هذه، يراهم باردين، يراهم مفجوعين، يراهم مبكين من الموت، مبكين من القبر، ويعتبر هذا إنجازًا كبيرًا، ويعتبر أن هذا هو الأثر المطلوب، أن هذه هي خشية الله، يعتبر واحد أن هذه هي خشية الله، ليست هي ما كان مخالف للقرآن فليس من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ما كان مخالف للقرآن فليس منه، حديث العرض عندنا قاعدة ومقياس، ليس فقط أقول: هذا صحيح أو ما هو صحيح، قاعدة ومقياس، إذا كان الحديث مخالف للقرآن الكريم فليس من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وهذا شيء نقطع به؛ لأنه ما يمكن أن يأتي هو بشيء مخالف، وهو يفهم القرآن.
رسول الله لا تتصور بأنه كان عبارة عن مفتي أو عبارة عن قاضي، يبلغ ويتصرف تصرفات هي مخالفة للقرآن، ولو عن بعد، هو يعرف، هو كانت حركته تربوية، وليست فقط مجرد يعلمك أحكام معينة، حركته كلها تربوية، وهو يعرف أن يقول شيء معين أنه قد يكون مخالفًا لماذا؟ لأهداف ومقاصد القرآن ولو البعيدة، ما يمكن أن يحصل منه هذا.
- هنا سئل السيد عن قول الله سبحانه وتعالى بالنسبة لفرعون وقومه عندما قال الله: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (غافر:46) فأجاب السيد:
آل فرعون أين هم؟ هل هم دفنوا؟ هل معهم قبور، أم أنهم غرقوا في البحر؟ هم غرقوا في البحر صحيح؟ وأكلتهم السمك وتلاشوا.
أرواحهم نفسها، أرواحهم قد يكون هناك تعذيب معنوي بالنسبة لأرواح آل فرعون، تعذيب معنوي، يعرضوا على النار، ما قال لك حتى جهنم، {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا} عرض.
التعذيب المعنوي دائمًا يشعرهم أن هذه هي غايتهم وهي مأواهم، ويوم القيامة يدخلوا، يدخل آل فرعون لا يوجد شيء قبور مع آل فرعون، ولا حصل شيء، هم في البحر غرقوا وأكلتهم السمك وتلاشوا في البحر، هل نقول إنه حصل هذا في قبور؟ لا يوجد.
آل فرعون بالنسبة لأرواحهم؛ لأنهم حصل طغيان بشكل يعني طغيان ربما ما حصل من أمة أخرى مثل ما حصل منهم، فيبقى لهم عذاب معنوي لأرواحهم، هذا الشيء ممكن.
العذاب المعنوي في عالم آخر بالنسبة للأرواح، هؤلاء يقولون لك أنك أنت عندما تموت تقوم في قبرك من جديد، تحيا من جديد، ويجي لك مثلًا عذاب من جديد، ويضربوك، ويفتح لك باب إلى جهنم، مع أن الإمام الهادي يقول نفس الجنة والنار ما قد خلقت بكلها، ما قد خلقت، فعندما يقول في آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} (غافر: 46) العرض غير الدخول، غير التعذيب، العرض تعذيب معنوي، لأن الروح نفسها غير قابلة، نفس الروح غير قابلة للتعذيب، هو أمر معنوي، نفس الروح.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
الشعار سلاح وموقف
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 11 رمضان 1423هـ
اليمن – صعدة