“الشارع الجائع” في الظلام يشتعل في عدن ويطالبُ بطرد المرتزقة ورعاتهم المتآمرين

||صحافة||

لليوم الثالث على التوالي، تواصلت صباح ومساء اليوم، التظاهُراتُ الشعبيّة الغاضبة في مدينة عدن المحتلّة، في تصاعد الغليان الشعبي الناتج عن الانهيار المعيشي والاقتصادي الذي أحدثه فساد المرتزِقة ورعاتهم واستمرار مصادرتهم لحقوق الشعب وثرواته، والمساومة على معاناته وحاجاته الإنسانية.

وفي التظاهرات الساخطة، صباح أمس الاثنين، اقتحم المحتجون الغاضبون، باحة القصر الرئاسي “معاشيق” في محافظة عدن، بعد محاصرته؛ احتجاجاً على استمرار تردي الأوضاع المعيشية وانهيار الخدمات ورفع أسعار المشتقات النفطية بشكل جنوني.

وقالت مصادر محلية في عدن: إن الآلاف من المحتجين الغاضبين اقتحموا القصر بعد محاصرته لساعات، في محاولة منهم لطرد الحكومة التي تتخذ منه مقرًا لها.

وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو للحظة اقتحام المحتجون لباحة القصر وانتشارهم في ساحاته.

وهتفوا بشعارات مناوئة لما يسمى “مجلس الرئاسة” وحكومة المرتزِقة؛ نتيجة تجاهلهم المُستمرّ لمعاناة المواطنين ومواصلة إمعانهم في تجويع المواطنين بفرض الجرعات المتتالية عليهم بالتزامن مع استمرار انهيار العملة وانعدام الخدمات الأَسَاسية وتفشي الفساد، وتصاعد ممارسات سياسة التجويع التي يسعى من خلالها تحالف العدوان وأدواته إلى تطويع الشعب للإملاءات الاستعمارية المشبوهة وإجباره على الخضوع لها مقابل فتات العيش.

وجاءت هذه الانتفاضة نتيجة ارتفاع حالة الغليان والاحتقان في أوساط المواطنين الذين أشعلوا التظاهرات منذ يومين، ضد مجلس الارتزاق وفصائل المرتزِقة المتناحرة، نتيجة تدهور أوضاع المواطنين لدرجة تفوق احتمالهم، وسط مؤشرات على اتساع رقعة الانتفاضة في المحافظات الجنوبية الأُخرى.

وفي السياق، أوضحت وسائل إعلام موالية للعدوان، اليوم الاثنين، أن الاحتجاجات الشعبيّة وأعمال قطع الطرقات وحرق الإطارات استمر، مساء أمس، بوتيرة سخط عالية؛ احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 14 % عن السعر الحالي بزيادة 6 آلاف ريال عن السعر السابق، واستمرار ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع المعيشي على الرغم من الشائعات الواهمة التي يطلقها مسؤولو حكومة الفنادق بشأن الإصلاحات الاقتصادية المعتمدة على الخارج.

وأظهرت صور ومشاهد فيديو الآلاف من المواطنين الذين احتشدوا في عدد من مديريات عدن، منها كريتر وصيرة والشيخ عثمان، وأغلقوا عدداً من الشوارع؛ استعداداً لتنظيم مظاهرات ليلية واسعة.

وشهدت مدينة عدن، اليوم، تظاهرات عارمة، حَيثُ قطع المحتجون الطريق الرئيسية والفرعية الرابطة بين المدينة وعدة مديريات وسط عدن، وأضرموا النار في الإطارات، وسدوا الطرق بالحجارة مانعين مرور السيارات عند مدخل مديرية المنصورة إلى بقية المديريات، في انتفاضة شعبيّة غير مسبوقة.

وأشَارَت مصادرُ محلية إلى أن المحتجين حاولوا إغلاقَ محطة الرضا للوقود التابعة لشركة النفط في عدن وجرت مصادمات مع بعض حراس المحطة وسُمع إطلاق رصاص بالمنطقة.

وردّد المحتجون شعاراتٍ مناهضةً لحكومة الخونة، مستنكرين الزيادات السعرية التي يتم فرضها من حين لآخر وخَاصَّة على أبناء مدينة عدن.

وطالب المحتجون الغاضبون بطرد المرتزِقة وتحالف العدوان الذي يبسط يديه على الثروات النفطية ويصادره لصالح مشاريعه.

وأكّـدت المصادرُ أن مليشياتٍ مسلحةً تابعة لما يسمى “المجلس الانتقالي” التابع للاحتلال الإماراتي، لجأت لتفريق المتظاهرين بالرصاص الحي، بعد أن تجمعوا بأعداد كبيرة للاحتجاج على رفع أسعار الوقود.

وقالت المصادر: إنه بموجب القرار الذي بدأ سريانه، أمس، سيرتفع سعر جالون البنزين سعة 20 لتراً في المحطات التجارية التابعة للقطاع الخاص من 22500 إلى 25800 ريال (نحو 23 دولاراً).

يشار إلى أن هذه تعتبر رابعَ زيادة تقرّرها ما تسمى شركة النفط التابعة لحكومة المرتزِقة، في أسعار الوقود منذ مطلع العام الجاري، في ظل تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي يعاني منه أبناء المحافظات الجنوبية المحتلّة.

وكانت عدن المحتلّة ومدينة تعز قد شهدتا خلالَ اليومين الماضيين، احتجاجاتٍ شعبيّة غاضبةً؛ تنديداً بانهيار المنظومة المعيشية والخدمية والانفلات الأمني الذي بات يوفر بيئة خصبة لعصابات الاحتلال السعوديّ الإماراتي المتناحرة، والتي تمارس جرائم الاغتيالات والاعتقالات البينية وترتكب الانتهاكات المُستمرّة بحق المواطنين.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا