وجوب العودة الصادقة إلى الله عزَّ وجلَ للحصول على الدعم الإلهي (4)

يُشير الشهيد القائد/ السيد حسين بدر الدين الحوثي إلى أن من مقدمات العودة إلى الله عزَّ وجلّ تأتي من خلال تنفيذ كل توجيهاته، وأن يكون النَّاس أنصاراً لدينه، وأن يعتصموا جميعاً بحبله، وأن يكونوا أُمَّة تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتدعو إلى الخير، إضافة إلى الابتعاد عن الأيمان الفاجرة، والكذب، والغش، والخيانة، ويشدُّ النَّاس إلى الأمل الكبير في الله سبحانه وتعالى بأن يعيد للنَّاس بركات السماء والأرض، حتى يتمكنوا من زراعة الحبوب التي هم بحاجةٍ ماسةٍ إليها، حيث يقول: “فأملنا كبير في الله سبحانه وتعالى أن يعيد إلينا بركات السماء والأرض، فيستطيع الناس أن يعودوا إلى زراعة الحبوب، وزراعة مختلف الأصناف من الثمار التي هم بحاجة ماسة إليها”.

ويُضيف بالقول: “نحن نقول إن اتخاذ المواقف هو في نفس الوقت من مقدمات العودة إلى الله سبحانه وتعالى، أو بداية العودة إلى الله لنعد إلى أنفسنا، فنراه سبحانه وتعالى يطلب منا ويأمرنا بأن نكون أنصاراً لدينه، وأن نعتصم جميعاً بحبله، وأن نكون أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تدعو إلى الخير، تقوم بهذه المهمة في الناس جميعاً”. كما يؤكّد بأنه: “لا مجال إلا العودة إلى الله سبحانه وتعالى، فنشكر الله على هذه النعمة، نبتعد عن الأيمان الفاجرة، عن الكذب، عن الغش، عن الخيانة”.

التقوى والاستقامة:

يُجدِّد السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي التأكيد بأن الحل الأساس لمشكلة الماء يكمن في التقوى، والاستقامة، على الطريقة، حيث يقول: “هناك جزءٌ كبيرٌ من التوجيهاتِ الإلهية لها عَلاقةٌ بالجانبِ الاقتصادي نفسِه، تعليماتٌ وتوجيهاتٌ وأوامرُ تتعلقُ بالجانبِ الاقتصادي نفسِه، فمِن الأسبابِ أسبابِ البركة، الرجوعُ إلى الله، الاستقامةُ على نَهجِ الله، التقوى للهِ سبحانه وتعالى في الالتزامِ العَملي في الحياة، في المعاملاتِ في التصرفاتِ في المواقف، أن يقفَ الإنسانُ دائماً موقفَ الحق، وكذلك في التوجيهاتِ ذاتِ العلاقةِ بالمال، ذاتِ العلاقةِ بالجانبِ الاقتصادي، ذاتِ العلاقةِ بالمعاملةِ بينَ الناس.

الالتزامُ بهذا سببٌ للبرَكةِ، وسببٌ للخير، وفي الوقتِ نفسِه سببٌ لِسِعَةِ الرزق، سببٌ لمرضاةِ اللهِ سبحانه و تعالى، وألطافِه ورعايتِه وكَرمِه وفَضلِه الواسع، كما قال {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيثُ لَا يَحْتَسِبُ}(الطلاق ـ من الآيتين 2،3)، كما قال {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}(الأعراف: 96)، لاحظوا هذا وعدٌ مهمٌ، كما قال {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}(الجن ـ 16).

عندما نأتي إلى المحاصيل الزراعيةِ إلى الزراعة، بلدُنا نحن في اليمن بلدٌ زراعي، ولكن مشكلتنا أين؟ نَصيحُ من الماء، مشكلةُ الماءِ في الأخير، مشكلةُ الماء أين حلُّها الأساسي؟ حلُّها الأساسيُ في التقوى، في الاستقامةِ على الطريقة، {لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}”.

عدم التبذير والإسراف بالماء:

يُؤكِّد الشهيد القائد على ضرورة تذَّكر النَّاس لنعمة الماء، والشكر الدائم لله عزَّ وجلّ على هذه النعمة العظيمة، يقول: “في حالة افتراض أن هناك ماءً متوفرا لا بد أن نتذكر نعمة الله سبحانه وتعالى بهذا الماء، فإذا كنت ممن لا يتذكر نعمة الله فهو هنا يقول لك:{أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ}(الواقعة:69).كيف ستكون الإجابة؟ أليس أنت يا الله؟ إذاً تذكر نعمة الله، فإذا كنت تجيب بأنه من الله وبالتالي ترى أن كل شؤون حياتك، مصادر غذائك، مصادر حاجاتك كلها متوقفة على الماء، إذاً فهو نعمة وأساس لنعم كثيرة، فاشكر الله على هذه النعمة الكبيرة التي هي أساس النعم، واشكر الله على كل نعمة هي متفرعة من تلك النعم الأساسية”.

ويُبيِّن الشهيد القائد بأن الله عزَّ وجلّ ينهى عن التبذير والإسراف، حيث يقول: “متى ما تذكرت أن كل ما أرى، كل ما أستمتع به في مختلف شؤون حياتي هو نعمة من الله سبحانه وتعالى، وأرى من خلال آياته الكريمة أنه يريد مني أن أقدرها، أن تكون ذات قيمة لدي، ألم ينهنا عن التبذير؟ ألم ينهنا عن الإسراف؟”.

ويُشير إلى خطورة التبذير والإسراف بالماء، وأن التبذير قد نهى الله عنه في القرآن الكريم، وشبه المُبذرين بأنهم إخوان الشياطين، لاسيَّما وأن الماء أساس الحياة، وعمودها، يقول: “الحفاظ على الماء في استهلاكه قضية مهمة، والتبذير بالماء هو من التبذير الذي نهى الله عنه في كتابه الكريم، وشبه المبذرين بأنهم إخوان الشياطين {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}(الاسراء: من الآية27) هذه الآية من الشواهد المهمة على أهمية الجانب الاقتصادي في حياة الناس، على أهمية الجانب الاقتصادي فيما يتعلق بقيامهم بواجباتهم ومسئولياتهم أمام الله سبحانه وتعالى؛ لأن حياتنا مرتبطة بالماء، فغذاؤنا مرتبط بالماء، رزقنا مرتبط بالماء، بل سماه رزقاً في آيات أخرى سمى الماء رزقاً، هكذا مباشرة”.

كما يُشير الشهيد القائد إلى أن الإنسان المُبذر بالماء هو «شيطانٌ» كما وصفه الله عزَّ وجلّ في كتابه المُبين، ويعمل على أن تُضرب الأُمَّة من أساسها، بحيث لا تستطيع أن تقوم على أقدامها، يقول: “فمن يبذر بالماء كأنه شيطان، أي كأنه يعمل على أن يضرب الأمة من أساسها، حتى لا تستطيع أن تقف على قدميها في النهوض بواجباتها الدينية {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} هو لا يقدر نعمة الله سبحانه وتعالى، هو لا يعترف بالأهمية الكبرى للماء في أنه هو أساس الحياة، هو عمود الحياة: حياة الأرض، وحياة الأنفس، بل حياة الإيمان، حياة الدين، بل حياة الأمة، عزتها كرامتها”.

الحذر من استخدام المبيدات والمكافحات الضارة والمدمرة:

يُؤكّد السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي بأن على المزارعين أن يتقوا الله، وأن يحذروا من المبيدات والمكافحات الضارة والمهلكة والمدمرة، التي لها آثار سلبية على الزراعة، حيث يقول: “المزارعون عليهم أن يتقوا الله، وأن يحذروا من المبيدات والمكافحات الضارة والمهلكة والمدمرة، التي لها آثار سلبية حتى على الزراعة فيما بعد، البعض قد يفيد لوقت محدود، قد يساهم مثلاً في زيادة وتيرة المحاصيل الزراعية، لكن لفترة مؤقتة، ثم هو يلوث الزراعة نفسها (الأشجار، النباتات)، ويلوث التربة، فيما بعد يؤثر حتى على التربة، أن يحذروا من ذلك، وأن يهتموا، وأن يجدوا فيما يتعلق بالجودة في الإنتاج الزراعي، أن يلحظوا ذلك في كل المراحل، منذ المراحل الأولى، سواءً على مستوى المحاصيل الزراعية، كالفواكه مثلاً، أو غيرها كالحبوب وغيرها من المحاصيل والطماطم، والبطاط… وغيرها، من البقوليات كذلك. أن يحرصوا على الجودة في الإنتاج، وأن يحسنوا عملية جمع هذه المحاصيل، جني هذه المحاصيل، تسويق هذه المحاصيل بطريقة تساعد على سلامتها، وأن يحرصوا على أن تكون قد نضجت، قد أصبحت جاهزة، هذا الاتقان هو من العمل الصالح، وهو مسؤولية إيمانية ودينية، وفي نفس الوقت عامل في النهضة الاقتصادية”.

الهوامش:

  • أنظر: السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة معرفة الله، معرفة الله، نعم الله، الدرس، الدرس الخامس، 2002م.
  • أنظر: السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة معرفة الله، نعم الله، الدرس الثالث، 2002م.
  • أنظر: السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، سلسلة المحاضرات الرمضانية، المحاضرة الرمضانية الثلاثون، 1441هـ.
  • أنظر: السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، سلسلة المحاضرات الرمضانية، المحاضرة الثانية عشرة، 1440هـ.

 

قد يعجبك ايضا