{عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ}
شهر ربيع الأول شهر اختار الله زمانه وحدد موقعه بين أشهر السنة كشهر للثورة والتغيير الهي الكوني حيث تتكون السحب الماطرة وتسخر الريح ويهيئ المناخ في ثورة تغيرية إلهية تستهدف الأرض بمن وما في باطنها وظاهرها وبنزول الغيث الهي يحي الله به الأرض بعد موتها في مشهد تغيري شامل جل مبدعه وصانعه ومن ذلك المشهد التغيير الذي يصنعه الله بإرادته وبحكمته وبرحمته أراد الله أن يهدي إلى بن الإنسان إلى أن ذلك التغيير وما يترب عليه من خير وفلاح وتكريم للإنسان في الدنيا والآخرة أثاره الحية والكريمة والمستقرة في واقع حياة الإنسان هو منوط بالإنسان نفسه مبين أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم وهنا جاءت إرادة الله وحكمته بان جعل من شهر ربيع الأول موعد لوالدة مشروعه التغييري الذي به والاستجابة لها يكتمل التغيير ويستمر للبشرية جمعاء فكانت ولادة الرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه هاديا أختاره الله واصطفاه لتقديم مشروعه التغييري للواقع المظلم والتائه مشروع نور لإحياء الإنسان روحا وقلبا مشروع تربية وتزكية وعدل ورحمة للإنسانية جمعاء ومن هنا تأتي دلالات إحياء مناسبة المولد النبوي كما تأتي ضرورتها أيضا في عصر عادة إليه الجاهلية لتسيطر وعاد إلى إنسانه وواقع الحياة فيه وعلى كافة المجالات التيه والضياع والفساد والتخبط والانحراف والكفر ليحكم الحياة والإنسان من هنا فان المشروع الإلهي القرآني المحمدي هو لا سواه من يصنع التغيير الحقيقي التغيير الذي ينقذ الإنسانية كلها من واقعها السيئ من هنا فان أي التفات آخر لأي مشروع آخر غير المشروع الهي القرآني المحمدي في ضل وضعية تعيشها الأمة وتعيشها البشرية حيث تسلط قوى الشيطان والمنكر والفساد في الأرض بقيادة أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم من القوى الظلامية التي تدعى إلى هذه الأمة بينما هي لم تعد من هذه الأمة ولا من هويتها ولا من ثقافتها في شيء أي انتظار لتغيير أو أنفاذ لشعوبنا العربية ومنها شعبنا اليمني فإنما هو تكريس وشرعنه للظلم والفساد والمنكر والبغي من هنا ندرك أهمية ما دعا إليه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حينا دعا إلى حكومة إنقاذ تمثل كل أطياف الشعب اليمني حكومة لا مكانة فيها لقوى الظلم والفساد ولا مكانه معها وخلالها للوصاية الخارجية وللوجود العسكري الأمريكي في سياستها حكومة تحمي الثورة الشعبية ولا تتآمر عليها وتستهدفها وقد جاءت مبادرة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والشعب اليمني بكل مكوناته يعيش حالة من التعثر لكل الحلول وفي ضل مشروع سياسي حاكم تحول خارطة طريق لصناعة الفساد والأزمات ومن على رأسه قد تحولوا بكل ما تحت أيديهم من مؤسسات الدولة ومراكز التحكم في امن واستقرار ومعيشة الشعب قد تحولت تلك القوى إلى رأس حربة لتنفيذ المخططات والمشاريع الأمريكية الإحتلالية لليمن وشعبه واقع يعيشه الشعب اليمني وتعيشه شعوب امتنا لا يغيره ولا يصلحه إلا بما صلح به أولها لذا فان السيد عبد الملك حينما يدعونا إلى ضرورة العودة من جديد إلى التعرف على الرسول محمد صلوات الله عليه واله فيقدم لنا المصطفى صلوات الله عليه واله كما قدمه الله في كتابه فانه يدعونا إلى أن تعرف على الرسول ونتأثر به جميعا ومن ذلك ما قاله في احد خطاباته بهذه المناسبة{ إن رسول الله كان يتحرك من موقع الشعور بالمسئولية من موقع الرأفة والزحمة ومن حالة الحرص الشديد على إنقاذ الناس، على دفع الضرر عنهم، على بناء هذه الأمة بناءً عظيماً تكون على مستوى ممتنعة مما يذلها، مما يضرها، مما يهيئ لهيمنة الأعداء عليها، فيما يدفع الشر عنها، {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ}،