مكافآت البحرية الأمريكية: إقرارٌ بزيف دعايات “تهريب السلاح” في البحر الأحمر
||صحافة||
واشنطن تحاولُ صُنعَ غطاء لتبرير المزيد من التحَرّكات العدوانية في الممرات المائية
اعتبر مراقبون أن إعلان الولايات المتحدة هذا الأسبوع عن عرض مكافآت لمن يدلي بمعلومات حول ما وصفته بـ “تهريب الأسلحة” في البحر الأحمر يؤكّـد عجزها عن إثبات مزاعمها بشأن مصدر أسلحة الردع اليمنية، وبالتالي يؤكّـد زيف تلك المزاعم، لكنه قد يكون في الوقت نفسه غطاء لتصعيد جديد في البحر، خُصُوصاً في ظل التحَرّكات العدائية المتزايدة من جانب الإدارة الأمريكية.
وقالت البحرية الأمريكية، الاثنين، إنها ستقدم مكافآت مقابل الإبلاغ عن ما أسمته بـ “عمليات تهريب الأسلحة” في البحر الأحمر.
وتستخدم الولايات المتحدة دعاية “تهريب الأسلحة” لتبرير فرض سيطرتها على الممرات المائية في المنطقة وخُصُوصاً البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وتزعم واشنطن أن أسلحة الردع التي يمتلكها اليمن تم تهريبها عبر البحر، لكنها لا تستطيع تقديم أي دليل ملموس على ذلك.
وأكّـد مراقبون أن الإعلان عن “المكافآت” يمثل اعترافاً واضحًا بالعجز عن دعم الرواية الأمريكية المضللة حول “تهريب السلاح” عبر البحر الأحمر، كما ينسف إعلان البحرية الأمريكية سابقًا، عن ضبط “شحنات” أسلحة.
وكان تحالف العدوان قد زعم أن موانئ الحديدة تُستخدَمُ لأغراض تهريب وتصنيع الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة، وزعم امتلاك أدلة مخابراتية مصورة، لكنها لم تكن سوى مقاطع فيديو مقتطعة من فيلم وثائقي أمريكي حول العراق، الأمر الذي مثل فضيحة مدوية أكّـدت على أن دعاية “تهريب الأسلحة” لا أَسَاس لها.
من جانب آخر، تأتي المحاولةُ الأمريكية لرفع دعاية “مكافحة تهريب الأسلحة” ضمنَ سلسلة مواقف وخطوات عدائية تكشف عن نوايا مبيَّتة للتصعيد على الجبهة البحرية، حَيثُ كانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت مؤخّراً عن تشكيل “قوة مشتركة” لتنفيذ دوريات قبالة السواحل اليمنية وفي باب المندب تحت مبرّر “مكافحة التهريب”، الأمر الذي اعتبرته صنعاء مؤشر تصعيد واضح.
وتزايدت بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، مؤشرات توجّـه الولايات المتحدة نحو التصعيد في اليمن، وهو الأمر الذي يجعل الحديث عن “تهريب الأسلحة” أقرب إلى غطاء دعائي لتبرير المزيد من التحَرّكات العدوانية في إطار هذا التصعيد.
وأكّـدت صنعاء أنها ترصد مختلف نشاطات الولايات المتحدة محذرة من أن “جميع خيارات الدفاع والمواجهة مفتوحة”.
وكانت وسائل إعلام أمريكية أكّـدت مؤخّراً أن سلوك إدارة بايدن يدفع بالأمور نحو التصعيد في اليمن، وأن زيارة الرئيس الأمريكي المرتقَبة للسعوديّة ستنعكس سلباً على الشعب اليمني؛ لأَنَّها ستمنحُ المزيدَ من الدعم لاستمرار الحرب والحصار وهو ما يناقض كُـلّ دعايات ومزاعم الحرص على السلام والاستقرار.
صحيفة المسيرة