على ضوء عهد الإمام علي لمالك الأشتر .. السيد القائد يوضح كيفية تعامل المسؤولين مع الطبقة السفلى والمساكين والمحتاجين والمرضى

السيد القائد : أسوء المسؤولون ، المتكبرون المتعالون المغرورون الذين يتعاملون مع الناس بغطرسة وكبرياء

موقع أنصار الله | 16 ذو الحجة 1443هـ

واصل السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حديثه اليوم الجمعة في الدرس الحادي عشر على ضوء عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر إلى قول الإمام علي عليه السلام ((ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم، والمساكين والمحتاجين)) مبيناً ان هذه الفئة من الذين هم بحاجة إلى الرعاية الاجتماعية وإلى العناية بهم والاهتمام وبذل الجهد وعدم الغفلة عنهم سواء وكذلك يعانون من الظروف الصحية، وهم بحاجة إلى مساعدتهم .

واشار إلى ان من ضمن برامج الرعاية الاجتماعية التي ينبغي أن توجه نحوهم، ما يؤهل إلى النظر إليهم وتأهيلهم عملية كسب الرزق والحصول على ما يحتاجون إليه من ضروريات الحياة بدون التسول ، مؤكداً أن من المؤسف جداً أن البعض يمتهنون التسول وليسوا بمستوى الحاجة الملحة التي تصل بالإنسان إلى تلك الحالة لأنه فقد الشعور بالكرامة .

وأكد أنه لا ينبغي أن يكون “التسول” وسيلة للكسب، ولا ينبغي للذين يعانون من الظروف الصعبة أن يتجهوا للتسول ، بل يجب ان تكون هناك برامج تساعدهم على الحصول لاحتياجاتهم الضرورية من خلال العمل سواء يحتاجون إلى التأهيل العملي أو غير ذلك ، ويجب أن يكونوا أولوية وأن لا ينشغل المعنيون بأمور أخرى ومشاريع ليست ذات أولوية قصوى وليس لها أي أهمية خدمية على حساب هذه الفئات . ، مؤكدأً أنه إذا جاء الإنسان يحسب الأولويات بمعايير صحيحة، بمعايير إيمانية إسلامية، سيرى أن هؤلاء يمثلون أولوية عند تلك المشاريع التي لا تمثل أهمية أمام أهمية الاهتمام بهم.

ولفت إلى أن هناك من الفقراء ومن المصابين من الأمراض المزمنة والإعاقات من ليس لديهم وساطة ولا هناك من يتابع أمورهم ويتوسط لهم ويلفت النظر إليهم، فإذا تُركوا حُرموا، فكانوا أكثر الناس تضرراً ومعاناة..فمثل هؤلاء ومعهم اليتامي وذوي الرقة في السن تفقدهم أنت، اسعى لأن تعرف أنت عنهم.

وأكد أن من أسوء المسؤولين ، المتكبرون، المتعالون المغرورون، الذين يتعاملون مع الناس بكبرياء وغطرسة ، مشيراً إلى أن البديل عن التواضع هو الكبر والغرور والتعالي وكلها من المعاصي الكبيرة والانحرافات الشنيعة .

وقال السيد القائد : إنه إذا خصص كل المسؤولين وقتاً محدداً بحسب ظروفهم العملية وبحسب المهام العميلة، ليكون يوماًً مفتوحاً يستقبل فيه ذوي الحاجات، من لديه شكوى أو تظلم أو غير ذلك.. ويهيئ الظروف لهم واستقبالهم بطريقة ميسرة وفي أجواء مبسطة وعادية، بكل تواضع، لا تكون أجواء مخيفة أو مرعبة حتى يتمكن الضعفاء من الناس من الوصول إليك ، فلا تكن ترتيباتك الأمنية بالشكل الذي يخيفهم ويرعبهم، أو يخيفهم من تقديم شكاواهم ؛ حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع، يكلمك وهو قلق، بعيداً عن الحراس، اعمل جواً مطمئناً متواضعاً قريباً من الناس

وحث على أهمية أن يكون المسؤول في الحديث مع هذه الفئات على مستوى من الصبر ولا يكن ضيق الصدر فقد يبدر منهم زلة في كلام أو إساءة في طريقة التعامل والحديث وبالتالي من المهم ان يكن صبوراً فهو في موقع المسؤولية حتى يبسط الله عليك بذلك أكناف رحمته .

وأوضح ايضاً أن من ضمن مسؤولياتك والأمور التي أنت معني بها كمسؤول ، التي تقوم بها أنت، أن تجيب على المسؤولين التي أنت تتابعهم، أن تتابع معهم مباشرة وتجيبهم أنت بشكل مباشر، بعض المواضيع هامة، قد يعيى عنها من هم من كتابك ولا يستطيعون أن يؤدون الدور عنك.

وشدد على الإنجاز اليومي في العمل والتنظيم للوقت والحذر من تضييعه فمن أكبر المشاكل في المسؤوليات هي إضاعة الوقت وعدم ترتيب الوقت ، وهذا التضييع للوقت والتفريط في أداء المسؤولية هو ذنب يتحمله ، مضيفاً أن القيام بالمسؤولية بدافع إيماني وإخلاص لله تعالى، سيكون ذلك عباده وقربة إلى الله تعالى.. لكنك بحاجة إلى العبادة الروحية، تحتاج إلى الدعاء وقراءة القرآن والصلاة، تحتاجها لتزكية نفسك ، وليكن من أول ما تهتم به تخلص لله فيه، إقامة الفرائض .

وعلى مستوى أداء الصلاة إماماً ، فلا تكنن منفراً ولا مضيعاً، لا تكن في صلاتك وأنت تصلي بالناس منفراً تطيل في القراءة وتتأخر في الصلاة ببطء شديد، ولا مضيعاً، تسرع في الصلاة وتقصر فيها ولا تؤتيها كاملة ، والواجب مراعاة ظروف الناس حتى في الصلاة، لا تطول في الصلاة، والصلاة هي من أعظم القرب إلى الله ، وأن يصلى الإمام بالناس صلاة أضعفهم امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

قد يعجبك ايضا