أهمية مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية..

موقع أنصار الله || صحيفة الحقيقة || تعتبر المقاطعة أسلوبا نموذجياً كأحد أوجه المواجهة المشروعة ضد الاحتلال كي تنال الشعوب حريتها واستقلالها. ونعني بالمقاطعة (الاقتصادية) بمفهومها العام إيقاف التبادل السلعي والخدماتي بشكل كلي أو جزئي مع الطرف المراد مقاطعته بما يخدم مصالح وأهداف الطرف الداعي للمقاطعة، ويشمل التعامل الاقتصادي والخدماتي بكافة أشكاله أي وقف التبادل السلعي والخدماتي مع الطرف المطلوب مقاطعته بهدف التأثير عليه سياسياً أو أضعافه عسكرياً واقتصادياً، وتأتي المقاطعة بهدف إحداث الضغط والتأثير على أمريكا وإسرائيل بما يخدم المصالح العامة للأمة الإسلامية..

 

ومن أروع صور المقاطعة بالتاريخ الحديث ( إضراب عام 1936) الذي قام بتنفيذه الشعب والثوار الفلسطينيون ضد اليهود والاحتلال البريطاني وقد استمر هذا الإضراب لمدة ستة أشهر مسجلا أطول وأفضل إضراب (مقاطعة ) في التاريخ, كذلك لا ننسى التجربة الهندية الشجاعة والتي نفذها الشعب الهندي بزعامة المهاتما غاندي ضد المستعمر البريطاني “للقارة الهندية” وكذلك مقاطعة الشعب الفيتنامي الصامدة المتميزة ضد المحتلين الأمريكيين والفرنسيين حتى نالوا حريتهم وكبريائهم، وهنا لا ننسى الانتفاضة الفلسطينية المباركة عام 1987م ونموذجها البطولي المشرف في الجهاد ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، باعتبارها تكتيكا ضمن أوجه الجهاد الأخرى.

 

 

نحن …والمقاطعة

 

أن الوضع القائم حاليا في ضل العدوان وما يترتب عليه من نتائج قاسية نتيجة الاعتداءات والممارسات والتجاوزات الوحشية اللاأخلاقية من قبل الطرف الأمريكي الإسرائيلي السعودي وما رافقها من إفراط المحتل في استخدام أقسى درجات العنف المبرمجة ضد شعبنا اليمني مما يفرض علينا شرعية الدفاع بكافة الوسائل منها النضالية التصعيدية (استمرار الفعاليات) ومنها ما يعرف بالدفاع اللاعنفي, وتعتبر المقاطعة من أفضل صور مقاومة الشعوب للمحتلين من خلال حقهم في الامتناع عن شراء منتجاته من جهة وتنشيط التعامل مع المنتجات الوطنية من جهة أخرى واعتبار هذا واجب وطني وديني وأخلاقي يجب تحقيقه شعبيا ورسمياً.

 

 

 

حقيقة المقاطعة وأثارها على الجانب الأمريكي والإسرائيلي

 

لمقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية آثار سلبية على أمريكا وإسرائيل وكانت بداية مشجعة ومثمرة وهي ما زالت تلقي استجابة مقبولة من جمهور المستهلكين المسلمين وذلك يعتبر ردة فعل طبيعية بسبب استخدام أمريكا وإسرائيل وأدواتها “النظام السعودي ومرتزقته” القوة والاعتداء الوحشي على الشعوب الإسلامية, وذلك حتى نتخطى هذه الأزمة التي يمر بها شعبنا.

 

 

 

عوامل إنجاح مقاطعة المنتجات والسلع الأمريكية والإسرائيلية

 

إن المناخ والأجواء مهيئة لإنجاح حملة مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية وخصوصاً أن الحالة العدائية لأمريكا وإسرائيل نتيجة للهجمة العدائية الشرسة ضد شعبنا متمثلة بمجمل الجرائم التي طالت كل الشعوب فمن هنا نجزم ونوضح بإمكانية نجاح حملة المقاطعة. لذا يتوجب علينا التخطيط الجيد وإعداد المواطن نفسيا ووطنيا لكي تكون مقاطعة منتجات الأعداء أسلوب ونهج حياة وعند الحديث عن مقاطعة المنتجات يجب التأكيد على النهوض وتشجيع الصناعات الوطنية والارتقاء بمواصفاتها لكي ترقى وتحظى بثقة المستهلك في حال تصديرها بشرط مطابقتها للمواصفات والمقاييس الجيدة وتثبت قدرتها على المنافسة .

 

 

 

ما دور الصناعيين والمنتجين لإنجاح حملة المقاطعة؟

 

كي نضمن تحقيق أفضل النتائج ولكي تساهم شرائح المجتمع بدور فعال لإنجاح حملة المقاطعة نود أن نذكر الصناعيين والمنتجين بدورهم والمسئولية الملقاة عليهم بما يلي :

 

العمل على تحسين المنتجات الوطنية المطابقة للمواصفات والمقاييس ومراعاة مستوى الجودة حتى تحظي بثقة ورضا المستهلك اليمني.

 

ولتؤكد قدرتها على المنافسة، وعلى الجهات الرسمية كمؤسسة المواصفات والمقاييس والوزارات المتخصصة الأخرى لعب دوراً أكبر في هذا المجال.

 

العمل على تخفيض الأسعار بما يتناسب وتدني الدخول بسبب العدوان وتفشي البطالة وحرمان فئات عديدة من الناس لمداخيلهم.

 

الحرص على استخدام الوسائل التسويقية العالمية المتطورة وعدم إغراق الأسواق المحلية بشكل عشوائي للمنتجات الأجنبية وضرورة اعتماد التعامل مع المنتجات الوطنية المتوفرة عند تنفيذ المشاريع والمناقصات والعطاءات المتعددة.

 

على الصناعيين التعود على ضرورة أخذ رأي المستهلكين بالمنتجات والاستماع إلى آرائهم وتلبية رغباتهم من هذه المنتجات باعتبارهم – هم المستهلكين لهذه السلع والمنتجات وذلك لتحفيزهم على تشجيع الصناعة الوطنية .

 

 

 

ما دور المستهلك لإنجاح حملة المقاطعة؟

 

على المستهلك أن يتذكر دائماً الحقائق التالية وأن يقوم بدوره لتشجيع الصناعة الوطنية باعتبار أن ذلك واجب وطني وديني وأخلاقي من خلال ما يلي :

 

الامتناع كلياً عن التعامل مع المنتجات الأمريكية والإسرائيلية .

 

البدء بمقاطعة المنتجات الموجود لها بدائل وطنية جيدة.

 

الاستغناء عن كل المنتجات الأمريكية والإسرائيلية الكمالية والغير ضرورية.

 

الترشيد الاستهلاكي في كافة أوجه متطلباته الحياتية اليومية والاعتماد على سلم الافضليات عند اتخاذ قرار الشراء والاستغناء عن السلع الكمالية والتحول من الاستهلاك الترفي إلى استهلاك الصمود والصبر .

 

الإقبال على شراء المنتجات الوطنية والجيدة والتأكد من جودة السلع لأن الجودة هي من حقوق المستهلك الواجب توفرها في المنتجات والبضائع التي يقدم على شرائها وبهذا نضمن فعالية دور المستهلك في إنجاح حملة المقاطعة بحيث أنه يبتعد عن شراء المنتجات الأمريكية والإسرائيلية.

 

 

تحفيز الصناعات المنزلية للأسر المنتجة لتحسين دخلها

 

الاستفادة من الحديقة المنزلية بالزراعة الحضرية وتربية بعض الطيور لتأمين متطلبات الأسرة لتمكينها من الإيفاء بالالتزامات الحياتية الضرورية والتقليل من نفقاتها وتحقيق لمرحلة ولو جزئية قدراً من الاكتفاء الذاتي, حتى يفصل الله بيننا وبينهم, والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا