القرآن يصنع اليقين
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
فلماذا لا نعمل على اكتشاف الأعمال الصالحة الآن في الدنيا، كل خطاب القرآن هو ليوحي لنا إذًا هنا في الدنيا فاعملوا كذا، إذًا هنا في الدنيا ابصروا واسمعوا، إذًا هنا في الدنيا اكتشفوا الأعمال الصالحة لتنطلقوا في أدائها، ليس مجرد إخبار عما سيحصل من أولئك لمجرد قصة؛ إنه يقول لنا: أبصروا واسمعوا وابحثوا عن الأعمال الصالحة وأنتم هنا في الدنيا حتى لا تكونوا ممن يقول هذا القول في اليوم الآخر {إِنَّا مُوقِنُونَ} يقين مثل الشمس.
القرآن يصنع اليقين، أحداث الحياة والنظرة إليها من خلال القرآن تصنع اليقين.. اليقين. الإمام علي صلوات الله عليه الذي حصل على اليقين من خلال الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ومن خلال القرآن الكريم، كان يقول: ((والله لو كشف لي الغطاء ما ازدت يقينا)).
وعندما يقول أعمالًا صالحة وعندما يقولون: {إِنَّا مُوقِنُونَ} هل يعني ذلك أن الله قصر هنا في الدنيا فلم يبين الأعمال الصالحة ما هي؟ أو قصر في هدايته للناس هنا في الدنيا فلم يكن بين أيديهم ما يوصلهم إلى درجة اليقين؟ وإنما في القيامة هناك أبان لهم الأعمال الصالحة، وهناك أوصلهم إلى درجة اليقين.. لا.. لو كان الأمر هكذا ما جاز على الله سبحانه وتعالى أن يقصر هنا في الدنيا في هديه للناس، وفي تبيين طرق الأعمال الصالحة تقصيرًا لا يمكن أن يفهموه، ثم يأتي يوم القيامة فيقول كان باقي وباقي، ونحن لم نعلم بها، ولم يكن في هديك ما يرشدك إليها.. أليست هذه حجة للناس على الله؟ سنقول بالتأكيد لكن نحن لم نرشد إليها، ونحن لم نعلمها في الدنيا إطلاقا.
لماذا تأتي هنا في يوم القيامة وتوضح لنا الأشياء بشكل واضح وجلي جدًا؟ وفي الدنيا كان هناك تقصير من جانبك في كتبك ومن جانب رسلك. لا يجوز على الله سبحانه وتعالى. هنا في الدنيا بين، وكلمنا في القرآن الكريم عدة مرات أنه بيان.. كتاب مبين.. مبين.. ألسنا نسمع هذه الفقرة تتكرر كثيرا في القرآن الكريم؟ ومن أين تحصل على درجة اليقين في الأشياء؟ أليس من التبيين، لكن أنت الذي علمت نفسك ألا توقن إلا عندما تضرب في رأسك عندما تحس بالضربة توقن.. وهكذا نحن في الدنيا وهؤلاء أسلافنا كعرب الذين حكى الله عنهم أنهم قد يقولون هكذا. هم من لم يوقنوا ولم يسمحوا لأنفسهم أن يتغلغل إلى أعماقها اليقين من خلال التبيين الواضح، لم يوقنوا إلا عندما ضربوا في رؤوسهم، فأصبحت رؤوسهم منكسة {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا}. اليقين هنا متوفر في الدنيا في أعلى درجاته.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
معرفة الله- وعده ووعيده- الدرس الثاني عشر
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن – صعدة