خطورة التنصل عن المسؤولية والاستجابة الجزئة!

 

ثم البعض الذين لهم موقف من جانب المسؤوليات: الجهاد في سبيل الله وفق مفهومه القرآني الصحيح، إقامة القسط، التعاون على البر والتقوى، اجتماع الكلمة على الحق، الولاية الإيمانية، الولاء بين المؤمنين، أن يكون بعضهم أولياء بعض، متعاونين، كالجسد الواحد، كالبنيان المرصوص، هذه العناوين الكبرى التي شطبت عند الكثير من أبناء أمتنا، وأخرجت من حيز اهتمامهم الديني، ومن التزامهم الإيماني، وكأنها ليست من الإيمان في شيء، ولا من القرآن في شيء، ولا من الدين في شيء، ما الذي يصرفهم عنها؟ هل ينظرون إليها إلى أنها أشياء صعبة، أو أشياء خطيرة؟

الخطر هو في الإخلال بها، الأمة إذا تركت الجهاد في سبيل الله، بمفهومه التحرري الصحيح، وفق المنهجية التي رسمها القرآن، وليس وفق الأسلوب الداعشي، والأسلوب الآخر الذي في إطار التبعية لأعداء الله، لأعداء الأمة، لأعداء الإنسانية، إذا تركت ذلك؛ ذلت، هانت، تحكم بها أعداؤها.

عندما فرطت الأمة في مبدأ: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: من الآية60]، تحولت إلى أضعف أمة؛ بينما الآخرون يبذلون كل جهد في أن يعدوا ما استطاعوا من قوة، ويسطروا إلينا أفكاراً ساذجة، أفكاراً غبية، يستغبون أمتنا بها، يعلمون أمتنا أن الضعف حضارة، أن عدم الاهتمام ببناء أنفسنا لنكون أمةً قوية هو حضارة، هو رقي، هي مفاهيم راقية؛ بينما هم يحرصون على أن يكونوا في أقوى ما يستطيعون، أن يمتلكوا مختلف أنواع الأسلحة، من الترسانات النووية إلى أبسط سلاح.

فعلينا أن نعي جيداً، أن استجابتنا لله “سبحانه وتعالى” هي في صالحنا، هي لاستقامة حياتنا في الدنيا، وأن ننعم بما أنعم الله به علينا في هذه الدنيا، وتصل بنا إلى النعيم في الآخرة، وأن القرآن الكريم هو نور الله، يرشدنا لليسرى، هي الطريق الأيسر، الطريق التي تصل بك إلى الجنة هي الأيسر، لا تنظر إليها وكأنها الشاقة، المشقة والعناء والخزي والهوان: هو في الانحراف عن هدى الله “سبحانه وتعالى”؛ أما في إطار الاستجابة لله “سبحانه وتعالى”، والاتباع لكتابه، والاهتداء بهديه، فهنا العزة، هنا الكرامة، هنا القوة، هنا السعادة، هنا الطريق التي تحظى فيها برعايةٍ من الله “سبحانه وتعالى”، معونةٍ من الله “سبحانه وتعالى”، توفيقٍ من الله “سبحانه وتعالى”، البديل عن ذلك هو الذي يشقي الأمة.

 

مشكلة أمتنا اليوم في الاستجابة الجزئية، أن تتفصل عملية الاستجابة لله وفق المزاج الشخصي، وفق الهوى النفسي، وأن تترك الأشياء الأساسية من توجيهات الله ومن تعليماته.

من المهم في هذا الشهر المبارك (في شهر رمضان) التركيز على التأمل في الوعد والوعيد، الذي يجعل عند الإنسان قناعةً بأن يتجه وفق هذا الاتجاه الصحيح، الذي يحقق لنفسه هذا الخير العظيم، ويقي به نفسه عذاب الله “سبحانه وتعالى”.

هذا النعيم متاح أمام كلٍ منا، كل ذكرٍ وكل أنثى يمكنه أن يصل إلى هذا النعيم العظيم، إلى هذه الجنات، إلى عالم الجنة التي عرضها السماوات والأرض، ومن أقصر الطرق، وأسرعها وصولاً؛ هي طريق الجهاد في سبيل الله “سبحانه وتعالى”.

ما الذي يمنعك عن الاستجابة؟ عدم الاستجابة هي الخسارة، الخسارة الرهيبة الفادحة، عندما يفوتك هذا النعيم، ليست المسألة فقط فوات هذا النعيم فحسب، ويقولون لك: [عد إلى منزلك، أنت لم تربح هذا النعيم]، لا بديل عن هذا النعيم إلا النار، إلا ذلك العذاب.

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
للعنة على اليهود
النصر للإسلام

السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي

من المحاضرة الرمضانية التاسعة 1442 هـ

قد يعجبك ايضا