المعصية لاعتبارات معينة تكون أكبر وأكبر

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

{يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} (الأحزاب30) بنفس المعصية التي لو حصلت من هذه المرأة أو من هذه المرأة تعتبر واحدة لكن تضاعف هنا لاعتبارات أخرى، فمِنْ هذه المرأة تعطى جزاءها الطبيعي، لكن هذه المرأة يضاعف لها العذاب لاعتبارات أخرى.

كذلك أن نسمع بأن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) قال في قاتل الإمام علي بأنه أشقى الأمة، القتل نفسه جريمة كبيرة، القتل جريمة كبيرة، لكن أن يقتل هذا الشخص، هذا الرجل العظيم في مرحلة خطيرة، في وضعية هي تعتبر الأمة في أمس الحاجة إلى مثل هذا الرجل العظيم، تعتبر جريمة كبيرة جدًا جدًا جدًا، لدرجة أن أثرها يجلب الشقاء على الأمة، فسمي أشقى هذه الأمة، كما سمي عاقر ناقة ثمود أشقى تلك الأمة؛ لأنه جلب الشقاء على أمته كلها.

كذلك في قاتل محمد بن عبد الله النفس الزكية، يوجد خبر بأن عليه ثلث عذاب أهل النار؛ لنفس السبب ولنفس الاعتبار، هو قتل نفس محرمة، لكن قتل نفس محرمة ولاعتبارات أخرى اعتبرت هذه الجريمة كبيرة جدًا جدًا لدرجة أنه أصبح مرتكبها مستحقًا بأن يعذب كثلث عذاب أهل النار هو لوحده؛ لأنه قتله وهو شخص عظيم، في مرحلة خطيرة، في منعطف تاريخي كانت الأمة في أحوج ما تكون إلى مثل هذا الشخص يصحح، عندما انتهت الدولة الأموية بالإمكان أن تستأنف الأمة حياة أخرى جديدة على يد هذا الشخص ومن سيخلفه من أئمة أهل البيت، لكن قتل فتمكنت دولة بني العباس فأصبحت كدولة بني أمية بل أسوأ منها في أشياء كثيرة.

لنفهم بأن الفساد، بأن المعصية في أزمنة معينة، في أوقات معينة، لاعتبارات معينة تكون كبيرة جدًا جدًا، يكفينا سوءًا، يكفينا سوءًا أننا نصرف أموالنا، وتمشي أموالنا إلى جيوب اليهود والنصارى رغمًا عنا! هذه في حد ذاتها مصيبة علينا حقيقة؛ لأن كل الكماليات التي نشتريها، كل الضروريات التي نأخذها، الأموال هذه، ملايين الدولارات تمشي إلى جيوب أعدائنا من اليهود والنصارى، بترول المسلمين، خيرات المسلمين كلها تصب في جيوبهم!

هذه مصيبة كبيرة، أما أن نخدمهم أيضًا من جديد فيما يتعلق بالإفساد، أو نصبح في حالة معينة متولين لهم، والتولي كما قال الإمام علي: ((الراضي بعمل قوم كالداخل فيه معهم)) أن ترضى بعمله ولو تحت عناوين أخرى، أن تجد في نفسك ميل إليهم، أو إلى أوليائهم، المسألة هي واحدة، تتولاهم أو تتولى أولياءهم؛ لأن من يتولهم منا يصبح منهم، فمن نتولى نحن ممن هو منا متولي لهم نصبح نفس الشيء منهم نعوذ بالله.

في أذهان الناس كلما يأتي موعظة، كلما يأتي حديث يتبادر إلينا الطاعات والمعاصي المعروفة، الطاعات والمعاصي المعروفة، وكأنه ما هناك أشياء أخرى، هناك طاعات وواجبات مهمة جدًا جدًا نحن مقصرين فيها، بل لا نتذكرها، يوجد عبادات اعتقادية، واجبات اعتقادية، أن تعتقدها كذلك نحن مهملين لها، لا نلتفت إليها، هناك معاصي خطيرة خارجة عن الأشياء التي نعتبرها قد هي مألوفة أنها معاصي هي في نفسها أيضًا خطيرة ونحن لا نلتفت إليها.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

المعاداة والموالاة

ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: شهر شوال 1422هـ

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا