الرئيس المشاط: دول العدوان تتحمل مسؤولية رفض مطالب شعبنا وما يترتب على ذلك من أضرار محليا أو إقليميا ودوليا
موقع أنصار الله – صنعاء – 29 صفر 1444هـ
أوضح رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، اليوم الأحد أن الحديث عن السلام والأمن لا قيمة له من دون احترام حقوق الشعب اليمني .. مؤكداً أن التمسك بحصار الشعب اليمني وحرمانه من ثرواته النفطية والغازية، جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وعائق كبير أيضاً في طريق السلام وبناء الثقة التي نحتاجها للمضي نحو وقف إطلاق نار دائم، بل يعد تمسكاً واضحاً بالحرب.
وقال الرئيس المشاط في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ60 لثورة 26 من سبتمبر 1962 م: تتحمل دول العدوان كامل المسؤولية عن كل ما قد يترتب على ذلك من تعقيد أو تصعيد أو أضرار سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، وهذا لا شك أمر لا نتمناه ولكنه محتمل جداً في حال لم نجد عقلاء في الطرف الآخر يشاركوننا الحرص على السلام والاحترام لمطالب شعبنا الداعمة للسلام”.
ونبه مجدداً دول العدوان والعالم المتواطئ إلى خطورة عدم التعاون في تلبية مطالب صنعاء باعتبارها تمثل حقوقاً إنسانية خالصة للشعب – كل الشعب – ولليمن كل اليمن ولا يجوز بحال من الأحوال القفز عليها لكونها مطالب محقة وعادلة، ولا تنطوي على أي تعجيز أو أسقف مرتفعة، ولا تستدعي أيضا أي تنازلات من أحد.
وفي كلمته هنأ الرئيس المشاط باسمه ونيابة عن أعضاء المجلس السياسي الأعلى جماهير الشعب اليمني وكل الشرفاء بهذه المناسبة الوطنية.
وقال” ليس الأمر صدفة ولا ضربة رمل، أو قراءة في فنجان، حين تطل علينا هذه الذكرى ونحن ما نزال نواجه حرباً ضروساً من نفس تلك الجهات الخارجية التي حاربت ثورة الـ 26 من سبتمبر قبل ستين عاماً، وإنما الأمر هنا دليل قاطع على حجم التآمر الطويل ضد أحلام وآمال اليمن واليمنيين”.
وأضاف” وعلى أن هذه الجهات نفسها لم ترفع نيرانها عن الشعب اليمني في يوم من الأيام، وحتى حربها العسكرية في ستينيات القرن المنصرم لم تتوقف إلا بعد الاطمئنان التام بأن الثورة والجمهورية وكل المفردات الرنانة الجميلة قد أسندت إلى من سيتولى إفراغها من محتواها”.
وتابع رئيس المجلس السياسي الأعلى” ولعل مثولنا أمام هذا الواقع المثخن بالجراح، والمكتظ بالتركة الثقيلة من الفقر والجوع والمرض والفساد والتبعية والارتهان، وبقاء كل ذلك بعد ستين عاماً من قيامها لهو خير شاهد ودليل على أن الخارج المعادي لـ 26 من سبتمبر ما غفل ولا غفى يوماً عن حربه الضروس ضد هذه الثورة، وضد أي مشروع يعيد لها الاعتبار، وإنه ما سمح يوما بالاقتراب من تثمير النضالات والتحولات المهمة في تاريخنا وتحويلها إلى واقع مجيد أو حياة كريمة أو دولة عزيزة، أو جيش قوي، حتى غدت مفردات الفشل والتبعية والحديقة الخلفية هي كل المعاني التي تتبادر إلى الذهن كلما تناول المثقفون والمتابعون مخرجات تلك الحقبة الطويلة من تاريخ البلاد”.
وأشار إلى أن هذا التوصيف ليس للمزايدة ولا للمكايدة، وإنما هو واقع مؤسف عاشه وعايشه كل حر ومصلح في هذا البلد عبر كل المحطات، منذ إسناد الثورة والجمهورية إلى الأدوات المرتهنة للخارج، مروراً بمرحلة الحمدي، وانتهاءً بمرحلة الـ 21 من سبتمبر المجيد في عمل ممنهج لإبقاء اليمن هزيلاً وتابعاً للخارج المعتدي قديماً وحديثاً.
وقال” وها نحن اليوم نقدم مجدداً نهراً من الدماء والتضحيات الغالية في معركة تمثل الامتداد الطبيعي لمعركة كل الخيرين من الآباء والأجداد الشرفاء المحبين لبلدهم من مختلف التوجهات ذلك أنه يوجد أخيار وأشرار ويوجد أوفياء وخونة في كل مرحلة وفي كل حدث وثورة من مراحل وأحداث وثورات التاريخ”.
وأضاف” واليوم والحمدلله يستطيع المتابع والمراقب الحصيف والمنصف أن يدرك هذه الحقيقة، فقد التقى بالفعل كل أشرار الماضي والحاضر في خندق العدوان الخارجي، والتقى في المقابل أحرار الوطن في خندق الدفاع عن حرية واستقلال يمننا الحبيب وكرامة شعبه”.
وأكد الرئيس المشاط “أنه من المهم في مثل هذه الذكرى أن نعزز حالة الوعي الوطني والسياسي، وأن نلتحم أكثر وأكثر ببلدنا وأرضنا، وأن يرتقي جميعنا إلى مستوى التضحيات التي يجترحها الشعب اليمني من أجل حريته واستقلاله، وألا نقع مجدداً فريسة لأبواق الخيانة والغش والخداع والتضليل ممن يحاولون المزايدة والمكايدة على حساب الوطن والشعب والمبادئ، فهم أبعد الخلق عن الوحدة والحرية والثورة والجمهورية”.
وقال” من المعيب جدا أن يغشونا من جديد بعد أن مارسوا الغش والزيف لعقود طوال، وبعد أن فضحهم الله، وأصبحوا بشكل علني خداما صغارا في بلاط المعتدين والمحتلين وأعداء الشعب والوطن والثورة والجمهورية”.
وأهاب الرئيس المشاط بأصحاب الأقلام الحرة، وثوار الـ 21 من سبتمبر ومن تبقى من شرفاء الـ 26 من سبتمبر التصدي معاً لأكاذيب أولئك الخونة وأدعياء الزيف والتضليل.