ضرورة إصلاح الأمة من الداخل لتكون مؤهلة للقيام بمسؤوليتها
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
فلا بد في مقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير أن يتحركوا من قاعدة واحدة، من توجيهات واحدة، وخطة واحدة، وأساليب واحدة حتى يكون فعلًا أمرًا بمعروف ونهيًا عن منكر ودعوة إلى الخير بنَّاءة، تكون نتيجتها تصب في قالب تأهيل الأمة فيما يتعلق بوحدتها، فيما يتعلق باهتماماتها بأمر الدين، وفيما يتعلق باهتمامها في مواجهة أهل الكتاب سواء في الداخل أو في الخارج.
قد تأتي أحيانًا أساليب دينية تُقدم إليك سواءً عن طريق خطب جمعة أو حلقات درس أو مدارس تقدم إليك الدين بشكل اهتمامات معينة تغيب أمامك الأشياء الأخرى المهمة، ويأتي آخر يتحرك إليك يطلعك على الأشياء التي يراها مهمة، فهذا يقول: هذه أشياء لا تشكل أي مشكلة، هذه أشياء لا يُعد الاهتمام بها شيء ضروري، ما الذي سيحصل؟ أليس سيحصل تباين في المجتمع نفسه: فمنهم من يصدق هذا ويمشي على نهجه، ومنهم من يقبل من هذا ويمشي على طريقته، فيؤدي إلى ماذا؟ أليس يؤدي إلى خلخلة وحدة الأمة حتى وإن كانت قد توحدت، حتى وإن كانت قد توحدت سيؤدي إلى ضرب وحدتها، وضرب كيانها فتخلخل صفها من جديد.
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية 104) بهذه الصِّيغَة {وَلْتَكُنْ}، أليس هذا أمر مؤكد يجب أن تكونوا على هذا النحو: أمة تتحرك، ويأتي بصيغ الفعل المضارع {يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} من الصِّيَغ التي تفيد – كما يقولون – الحدوث والتجدد والحركة المستمرة في الدعوة إلى الخير، يتحرك كل إنسان باستطاعته يدعو إلى خير يدعو إليه، لكن في إطار الخطة، في إطار وجهة النظر الواحدة، وإلا فحَذَارِ حذار من دعوات إلى خير بأساليب متعددة، إلى أمر بمعروف بأساليب متعددة إلى نهي عن منكر بأساليب متعددة، من منطلق توجيهات متعددة، وإلا فكلما كان منها منفردًا عن الآخر فلا بد أن يكون له تأثيره المباين لتأثير الآخر، وما النتيجة؟ هي: تفريق كلمة الأمة تحت عنوان: دعوة إلى الخير وأمر بمعروف ونهي عن منكر.
توجيهات تؤكد لنا ضرورة إصلاح المجتمع من الداخل وهذا ما يؤكد السنة الإلهية بأن الله سبحانه وتعالى كما قال: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: من الآية 11) وبهذا نعرف نحن كيف نرد على أولئك الذين يقولون: [ماذا سنعمل نحن بإسرائيل وأمريكا، عندها قوة جبارة وعندها وعندها ونحن ماذا سنعمل ضدهم]؟
نقول: اعمل على هذا النحو، ابدأ تحرك بشكل أن تبنى أمة تكون مؤهلة للدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، متوحدة، معتصمة بحبل الله جميعًا، وسيحصل كل شيء مما تراه مستحيلًا سيحصل، المستحيل هو في نفسك أنت وليس في واقع الحياة، وليس فيما هدى الله إليه، أنت في نفسك التي لا تثق بالله، في نفسك العاجزة، في نفسك المهزومة، في نفسك الضالة التي لا تعرف كيف تعمل، هناك المستحيل، أما فيما يهدي الله إليه، أما في واقع الحياة، أما في السنن الإلهية، أما في السنن الكونية فليس هناك شيء مستحيل، إذا ما سرت على ما هداك الله إليه فسيصبح ما بدا أمامك مستحيلًا يصبح يسيرًا وسهلًا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
سلسلة دروس سورة أل عمران الدرس الثالث
(ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة)
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة