بوتين: لن نورّد الطاقة لأي دولة تفرض سقفاً على الأسعار
موقع أنصار الله – متابعات – 16 ربيع أول 1444 هجرية
أكّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، خلال المنتدى الخامس لأسبوع الطاقة الروسي أن موسكو “لن تتصرف بما يتعارض مع المنطق، بتزويد موارد الطاقة للدول التي تضع سقفاً على أسعار نفطها وغازها”.
وأشار إلى أنّ روسيا “لن تدفع مقابل رفاهية أحد آخر على نفقتها الخاصة”.
وأضاف: “أولئك الذين يميلون لحيل الغش والابتزاز المخزي بدلاً من الشراكات التجارية وآليات السوق، لن نتعامل معهم، وليكن هذا معلوماً لدى الجميع”.
كما اتهم بوتين “دول الاتحاد الأوروبي بالعمل على مفاقمة وضع أمن الطاقة في العالم من خلال سعيها لتحديد سقف لسعر النفط الروسي”.
وأشار إلى أنّ “تحديد سقف مصطنع لأسعار الطاقة سيؤدي إلى نقصانها على مستوى العالم وارتفاع الأسعار”.
وذكر بوتين بأنّه كان من الممكن تفادي ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا بعدم ربط أسعار الغاز بالنفط، والإبقاء على الاعتماد على العقود طويلة الأمد، مؤكداً أنّ روسيا مستعدة لضخّ الغاز إلى أوروبا عبر خط “السيل الشمالي 2” وكل ما يجب فعله هو “فتح الصنبور”!
وألقى بوتين بالمسؤولية على نظام كييف في استخدامه الإرهاب لتنفيذ أهدافه. وقال: “هذا النظام قد حاول تقويض خط أنابيب السيل التركي، ومن يسعى لقطع العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي هو من يقف خلف الأعمال الإرهابية ضد خط أنابيب “التيار الشمالي”.
وأضاف أنّ “سعر الغاز الأميركي أعلى بكثير، ولا يمكن الوثوق بشحناته من الولايات المتحدة”.
وذكَّر بوتين بأن إحدى ناقلات الغاز “حولت وجهتها في منتصف الطريق بعد حصولها على صفقة أفضل”.
كما لفت إلى أنّ قرار “أوبك+” خفض الإنتاج يهدف لضمان استقرار الأسواق العالمية، وهو لم يكن سبباً في ارتفاع الأسعار، مشدداً على أنّ “سحب كميات إضافية من الاحتياطيات النفطية لن يغير الوضع بل سيلحق ضرراً بالدول الأكثر فقراً”.
أما بشأن آلية التسعير الفوري للغاز، فقال بوتين: “هذه الخطوة ستؤدي لخسارة 300 مليار يورو في أوروبا”، مشيراً إلى “إمكانية جعل تركيا قاعدة كبيرة لتزويد أوروبا بالغاز إذا ما قبل الشركاء الأوروبيون أو إذا ما أرادوا!”
وشدد بوتين على أنّ “روسيا ستحافظ على إنتاج النفط عند المستوى الحالي حتى عام 2025″، لافتاً إلى أنّ موسكو “سترفع من صادراتها إلى الأسواق العالمية الناشئة”.
وفي نفس السياق، رأى رئيس شركة “غازبروم” الروسية، أليكسي ميللر، في حديثه عن كمية الغاز التي سيفتقر إليها الميزان الأوروبي اليومي أن “حوالي 800 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، قد لا تكون كافية لأوروبا أثناء الطقس البارد غير العادي”، مشيراً إلى أن “هذا يمثل ثلث الاستهلاك الأوروبي”.
وأضاف ميللر، متحدثاً في منتدى أسبوع الطاقة، إن “غازبروم” زوَّدت، في السنوات السابقة، “السوق الأوروبية خلال ذروة الشتاء بشكل يومي، من 600 مليون متر مكعب إلى 1.7 مليار متر مكعب من الغاز”.
وفي 26 أيلول/سبتمبر الماضي، أعلنت مصادر مطّلعة أن هناك احتمالاً أن تقوم دول الاتحاد الأوروبي بتأجيل الاتفاق بشأن وضع حدّ أعلى لأسعار النفط الروسي، وذلك بسبب اختلافات في مواقف الدول.
عقب ذلك، أكد خبراء وأكاديميون أنّ موافقة وزراء المالية في مجموعة دول السبع على تحديد سقف سعر للنفط الروسي هو قرار “خاطئ ومتسرع”، معتبرين أنّ هذه العقوبات ستضرّ القارة الأوروبية، وستتسبب بارتفاع أسعار النفط بشكلٍ عام.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أنها ستفرض عقوبات على الشركات، التي ستشتري النفط الروسي بسعر أعلى من الحد الأقصى المحدد، بعد تحديد سقف لسعر شرائه.
المصدر: الميادين