الاستراتيجية الامريكية والاقليمية تجاه جنوب اليمن
واضح ومن البداية ان تكريس حالة الظلم والاستبداد وحالة الاقصاء والتهميش للجنوب الى التغييب والتمييع للقضية الجنوبية كان ومازال مسار استراتيجي امريكي راس حربته منظومة نظام صالح وشركائه التقليديين
الا ان الحراك السلمي الجنوبي بصموده على الاستمرار في احياء مساره الثوري وابراز مظلوميته على اكثر من صعيد وعلى مدى الاعوام الماضية قد صنع ارضية شعبية جنوبية موحدة وما تلك المليونية التصالحية الاخيرة التي تداعى اليها جميع ابناء المحافظات الجنوبية من كل حدب وصوب الا شاهد حيا على المسار الحضاري الموحد لأبناء الجنوب وهو ما اربكت وازعج امريكا ودواتها المحلية والاقليمية التي دأبت على تحويل الساحة الجنوبية الى ساحة امنية وسياسية واجتماعية غير مستقرة وغير قابلة لحل ولا مخرج فتلك القوى التأمرية تعلم وعلى رأسها امريكا اليهودية المشروع ان وحدة ابناء الجنوب هي من ستحول دون نجاح المشروع الفتنوي الامريكي اليهودي ومن سيقطع الطريق على سيناريوا امريكي يسعى لإخضاع الجنوب لحكم عسكري امريكي عبر اكثر من قاعدة امريكية عسكرية تسعى امريكا لأنشائها ، اليوم انكشف الامر وضهر للراي العام وخاصة لأبناء الجنوب فترتيباتهم التي قضت في بداياتها بتوجيه بوصلة الاتهامات تجاه ايران وتدويل القضية الجنوبية في إطار خارطة طريق لنسف قضية الجنوب واقتلاعها من جذورها تمثلت في مسعى خبيث مفاده الدفع بالأوضاع الجنوبية نحو المواجهة المسلحة بينما تتكفل مملكة وإمارات النفط بتمويله و بنفس الطريقة وعبر نفس القنوات التي مولت وسلحت بل وصدرة عبرها مجاميع ما يسمى القاعدة
متابعون اكدوا ان المخطط المخابراتي الامريكي يقضي باستخدام تلك المجاميع نفسها لمواجهة الحراك الجنوبي ثم تبني قضية الجنوب عبر مسار مسلح في اطار حراك يتم استنساخه وصناعته وفقا لمعايير مخابراتية امريكية وبظهير سياسي وثقافي وتمويلي اقليمي راس حربته قوى محلية هي خليط من منظومة النظام القديم الجديد مؤتمر اصلاح فرقة سلفيين تكفيرين برجوازيين كل ذلك يأتي بالتزامن مع ترويج اعلامي مسموم مفاده الحديث عن حراك مسلح يقوده على سالم البيض بتمويل وتسليح ايراني وكانت مثل هذه الاكاذيب المفخخة قد بدأت بتصريحات متكررة من قبل السفير الامريكي وهي تصريحات صنعت لها فبركات مخابراتية امريكية تمثلت فيما زعموا من ضبط شحنات وسفن اسلحة قادمة من ايران ليتولى اعلام قوى التآمر المحلية والاقليمية كبر الترويج لتلك العملية الامريكية المخابراتية وتوجيه نار السخط والعداء نحو ايران وما تمثله بزعمهم من خطر على اليمن والمنطقة برمتها وهكذا لتتوج بأرسال سفينة تم استخدامها بالتواطئي مع عناصر وجهات وادوات محلية عميلة قبل ذلك لم تتوقف زياراتها المكوكية لقطر والبحرين والامارات
وهكذا انطلقت عملية التصعيد الامريكي عبر ادواتها التوافقية الممثلة بحكومة المبادرة وعلى راسها حزب الذين قالوا ليختمها صالح بخطابه امام حشد السبعين الاخير ولم يكد علي محسن في حواره مع صحيفة الشرق الاوسط ان يسكت عن الحديث عن الخطر الإيراني ومؤامراته حتى عليه وعلى منصبه الا تلك السفينة التي قالوا عنها ايرانية لم يلبث ان كشف عن امرها ووجهتها بكل ما عليها ليتضح في الصورة ان لوبي على راسها كبار مسؤولي نظام التوافق على راسهم وزير الداخلية هو صاحب تلك الاسلحة واحد عمالقة مهربي الاسلحة والتي يتم ايصالها الى تلك المعسكرات التي يشرف عليها رموز النظام التكفيرية كصعتر والزندان وامثاله من اصحاب فتوى القتل البواح لأبناء الجنوب في 94 وخلال الحروب الست على ابناء محافظات الشمال
اليوم ها هي نفس العصابة بكل اجنحتها تعودوا الى نفس المنظومة وفق تنسيق أمريكي سعو خليجي
فتلك الاطراف التـأمرية التي جمعتها من قبل المصالح الذاتية على حساب الشعب وثورته وسيادته ووحدته وقضاياه هي تعود اليوم من حيث أتت بعد ان أدركوا جيدا أن رحلتهم قد انتهت وشارفوا على التوقف القسري ومغادرة القطار والخروج من اللعبة الامر الذي يستدعي الشعب اليمني شمال وجنوبا الى الاستمرار في فعله الثوري السلمي الموحد في مواجهة مخططات الفتنة والتآمر التي كانت امريكا وادواتها الاقليمية والمحلية هي من تصنعها ومازالت.