وللثورة بصرختها عودة
|| محمد فايع ||
امريكا اعتقدت فيما مضى انها قد تمكنت من أحكام قبضتها على اليمن فالنظام بكل مكوناته اصبح دمية بيدها بل أصبح كل فريق في دفة الحكم يسعى لاسترضاها بل ان كل فريق وخاصة الإصلاحي والمؤتمري يتنافسان فيمن يقدم الخدمة والتنازلات والولاء لأمريكا وسفيرها الذي اصبح يتحرك ويدير النظام وكل شأن وكأنه المندوب السامي الذي يحكم ويتحكم في اليمن.
هكذا راهنت امريكاحتى على نظرتها الى الشعب اذ نظرت إليه كشعب مشتت بين القوى المتصارعة وكشعب فقير منهك تم تفريغه منذ وقت مبكر من وطنيته واصالته وابائه وبالتالي اصبح من السهل استهلاكه وإخضاعه والتحكم به وصولا الى استعباده
وها هي أمريكا لم يتبقى أمامها الا أن تضرب ضربتها الأخيرة التي بها تسقط اليمن ارضا وانسانا وموقعا وثروات مستعمرة محكومة بقواعدها العسكرية والاستخباراتية.
وكانت المفاجاة التي فجرها الشعب اليمني صرخة مدوية في وجه امريكا اذ بدات صرخة يمانية ايمانية ولان من أعلنها كان مستضعف مؤمن واعي فانها اخترقت بكلماتها ومنهجها القرآني الوجدان الايماني الجمعي للشعب اليمني ثم لم يلبث الأمر طويلا حتى تحولت تلك الصرخة الى عنوان ومنطلق لثورة يمانية جامعة موحدة على قلب رجل واحد فكانت النتيجة كفيلة بان تسقط الشعب اليمني بثورته وصرخته كل ما بنته أمريكا على مدى عقود على يد منظومتها الحاكمة وصولا الى الخروج والمغادرة المذلة لأمريكا وقطعانها على رأس تحالف من بلدان لوصاية الاقليمية والدوليةمن اليمن كل اليمن.
اليوم هاهي أمريكا لم تتعلم من تجربتها مع الشعب اليمني اذ تحث الخطى وعلى كل صعيد ومعها بريطاني وكيانات الإعراب وقطعان الخيانة على التفرد بجنوب اليمن ومعها عدد من المناطق في وسط وشرق اليمن وفي إطار مشروع انفصالي احتلالي اذ تعد امريكا وبريطانيا برأس حربتهما الكيانين السعودي والاماراتي الترتيبات العسكرية والديمو غرافية لتنفيذ مشروع الانفصال والاحتلال لجنوب اليمن والمناطق والمحافظات الوسطى والشرقية المحتلة كمأرب واغلب تعز ومناطق في الضالع.
الرهان الأمريكي ايضا يتكرر حيث تراهن امريكا على مسالة ان كل الأطراف العميلة والارتزاقية المتصارعة في جنوب اليمن بيدها وبالتالي هي من تتحكم بهم وتجندهم وفقا لمخططها.
ايضا امريكا كما نظرت للشعب اليمني في الشمال هاهي اليوم تحمل نفس النظرة إلى الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية فابناء المحافظات المحتلة في نظر أمريكا مفروغ منهم فهم مجرد قطعان وكباش فداء يتم استخدامهم على يد عملائها لتنفيذ المهمة التي كلف بها أولئك العملاء في اطار تنفيذ المخطط الانفصال والاحتلال الذي يمكن أمريكا وتحالفها من احكام قبضتها النهائية على موقع اليمن وثرواته البرية والبحرية.
على اساس تلك النظرة فان امريكا وبريطانيا تحثان الخطى لتوجيه ضربتهما المميته التي يسقطان بها المحافظات المحتلة بيدها الا ان امريكا وبريطانيا وادواتهما سيتكتشفون متأخرين ان نظرتهم ورهانهم لا يلبث أن يرتد صرخة مدوية لطوفان ثورة جارف يقتلع كل تحالف العدوان والاحتلالا الامريكي البريطاني.
ربما لم يكن يعلم الأمريكي والبريطاني وادواتهم وهاهم لا يزالون لا يعلمون ان الثورة التي أخرجتهم بصرختها ومشروعها وقيادتها وقوتها الضاربة من صنعاء صاغرين اذلاء قد بذرت بذورها وغرست غرسها في وجدان كل يمني من ابناء المحافظات المحتلة وانها في طريقها لتصبح زرعا يخرج شطئه ويستوي على سوقه ليغدوا بسنابله المثمرة المثقلة صرخة ثورية جارفة لتحالف الكفر.
ستكتشف أمريكا متأخرة رغم مكرها حقيقة مفادها ان كل ما بدأ لها وكانه انحناء العاجز المستسلم انما كذلك الانحناء الذ صوره الشاعر احمد مطر في مقطوعته الشعرية تحت عنوان (انحناء السنبلة) والتي قال فيها
أنا مِـن تُرابٍ ومـاءْ
خُـذوا حِـذْرَكُمْ أيُّها السّابلةْ
خُطاكُـم على جُثّتي نازلـهْ
وصَمـتي سَخــاءْ
لأنَّ التُّرابَ صميمُ البقـاءْ
وأنَّ الخُطى زائلـةْ.
ولَكنْ إذا ما حَبَستُمْ بِصَـدري الهَـواءْ
سَـلوا الأرضَ عنْ مبدأ الزّلزلةْ !
**
سَلـوا عنْ جنونـي ضَميرَ الشّتاءْ
أنَا الغَيمَـةُ المُثقَلةْ إذا أجْهَشَتْ بالبُكاءْ
فإنَّ الصّواعقَ في دَمعِها مُرسَلَهْ!
**
أجلً إنّني أنحني
فاشهدوا ذ لّتي الباسِلَةْ
فلا تنحني الشَّمسُ
إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ
ولا تنحني السُنبلَةْ
إذا لمْ تَكُن مثقَلَهْ
ولكنّها سـاعَةَ الانحنـاءْ
تُواري بُذورَ البَقاءْ
فَتُخفي بِرحْـمِ الثّرى
ثورةً .. مُقْبِلَـهْ!