وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

سيرى الناس أنفسهم متباينة، قلوبهم يستنكرونها، لا ألفة فيما بينهم، لا إخاء فيما بينهم، لا صدق فيما بينهم، لا وفاء، لا اهتمام بشأن بعضهم بعض!؛ أليست هذه حالة نلمسها في المجتمعات؟ هي حالة نحن نلمسها؛ تحصل هذه إذا ما حصل تقصير.

ويدل هذا على أن تلك الأعمال التي تعملها هي لا تقبل منك، ما يدرينا هل صلاتنا تقبل؟ هل صيامنا يقبل؟ هل زكاتنا تقبل؟ ربما أقصى ما يمكن إذا صحت صلاتنا وزكاتنا وصيامنا أننا فقط لا نؤاخذ على أننا تركنا الصلاة وتركنا الزكاة وتركنا الصيام، لكن أن تقبل منا فنعطى ثوابًا وجزاءً من الله عليها هذا شيء آخر، فقط لا نؤاخذ بأننا تاركي صلاة.

أنا أصلي لكن صلاتي لا تقبل، في الوقت الذي لا تقبل قد يكون أكثر ما أحصل عليه من خلالها هو أنني لا أعذب بأني تارك صلاة، لكن أن تحصل على الثواب الكبير من الصلاة؛ ألسنا نتزاحم في المساجد جماعات، ونقول الجماعة بخمسة وعشرين صلاة؟ لا أعتقد بأنها قد تقبل حتى الصلاة الواحدة بالشكل المطلوب، وهي من أشياء كثيرة.

أليس هنا هو ربط التوبة نفسها وقبول التوبة باتباع أحسن ما أنزل إليكم من ربكم؟ التوبة من هذا الذنب أو من هذا أو من هذا مرتبطة بالإتباع لأحسن ما أنزل إلينا من الله، وأن ينبهنا على هذا {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً} وهذه هي الخطورة.

نحن في مسيرتنا نرى أنفسنا وكأننا نؤدي كل شيء كاملًا؛ فلسنا نتوقع أننا قد نعذب أليس كذلك؟ فسيكون العذاب بالنسبة للناس على هذا النحو عندما يرون أنفسهم قد يقعون في العذاب هو يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؛ أليس يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؟ لكن المجرم؛ أليس المجرم هو يتوقع أنه سيؤاخذ على أعماله؟ إذًا لم يكن العذاب بالنسبة إليه مفاجئًا، السارق أو الذي يعمل معصية سيكون السجن بالنسبة إليه مفاجئًا؟ لا. هو يعرف من بداية ما يدخل بين أموالك ليسرق أنه في حالة يمكن أن يسجن ولهم حق أن يسجنوه فلن يكون السجن بالنسبة له مفاجئًا، سيكون مفاجئًا لك أن تكون في بيتك فيأتوا ليدعوك ويقولوا جاوب فيسجنوك وأنت لا تدري لماذا؛ أليس هذا مفاجئًا؟ بغتة هذا؟

هكذا قد نكون في وضعية متفقين مع أنفسنا أننا ماشين في طريق الجنة، وأننا نعمل بالقرآن لكننا في الواقع كافرين أو تاركين أو رافضين لأشياء مهمة هي من أحسن ما أنزل الله، فلا يفتح الناس أعينهم إلا على شفير جهنم، سيكون هناك العذاب بالنسبة لهم مفاجئًا، سيكون بغتة {وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} بأنكم كنتم تتجهون إلى طريق جهنم، بأن تلك الذنوب هي قد تؤدي بكم إلى جهنم.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

معرفة الله- الدرس الحادي عشر

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 30/01/2002

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا