صحيفة “دي سايت” الألمانية تحذر من تفاقم الاوضاع الانسانية في اليمن وتنتقد صمت المحافل الدولية إزاء الجرائم السعودية
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||انتقدت صحيفة “دي سايت” الألمانية بشدة صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم السعودية في اليمن، مشيرة الى أن هذه الجرائم قد فاقت في فظاعتها ووحشيتها الجرائم التي ترتكبها الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.
وحسب موقع لوقت التحليلي ، قالت الصحيفة في تقرير لها بأن الهجمات المتواصلة التي تشنها السعودية على اليمن والتي تسببت حتى الآن بمقتل وجرح الآلاف من اليمنيين ودمرت البنى التحتية للبلد، أدت أيضاً إلى خلق حالة من الذعر وسط الأطفال وانتشار الفقر والجوع بين عموم الناس. كما أدت إلى انتشار البطالة في صفوف الشباب بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالمراكز الاقتصادية والخدمية ولم يستثني حتى المستشفيات ومحطات الوقود ومستودعات الأغذية والأدوية.
وحمّلت الصحيفة المجتمع الدولي خصوصاً الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية مسؤولية استمرار هذه الهجمات البربرية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن التوجه نحو مناطق ساخنة أخرى في المنطقة لاسيّما في العراق وسوريا قد أدى إلى نسيان أو تجاهل مظلومية الشعب اليمني الذي تجاوزت مأساته حدّاً لا يطاق بسبب تواصل الهجمات السعودية بشكل يومي على البلاد.
وأضافت صحيفة “دي سايت” إنّ الهجمات الأخيرة التي شنتها الطائرات السعودية والتي استهدف إحداها مجلس عزاء في العاصمة صنعاء وأدى إلى مقتل وجرح المئات نموذج صارخ على انتهاك القوانين الدولية التي تعد مثل هذه الهجمات جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن العدوان السعودي على اليمن الذي بدأ قبل أكثر من عام ونصف العام لم يحقق أي نتيجة سوى قتل المزيد من الأبرياء، واصفة مزاعم الرياض ضد حركة أنصار الله بأنها مجرد أكاذيب ومحاولة بائسة لخداع الرأي العام لتبرير هذا العدوان.
ونوّهت الصحيفة إلى أن العدوان السعودي على اليمن ساهم إلى حد كبير في تهيئة الظروف الملائمة للجماعات الإرهابية لاسيّما “القاعدة” و”داعش” لارتكاب جرائم بشعة بحق الشعب اليمني ما أدى إلى انتشار حالة من الفوضى والعنف في أجزاء مختلفة من البلاد خصوصاً في المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها الجماعات الموالية للرئيس السابق “عبد ربه منصور هادي”.
وأشارت صحيفة “دي سايت” إلى أن العدوان المتواصل على اليمن قد أدى أيضاً إلى تشريد حوالي ثلاثة ملايين إنسان بسبب الدمار الكبير الذي لحق بمناطقهم نتيجة الضربات الجوية التي شنتها الطائرات الحربية السعودية والدول الحليفة لها في هذا العدوان.
وأكدت الصحيفة إن هؤلاء المشردين وأكثرهم من الأطفال والنساء يعيشون الآن في أماكن تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة بسبب الحصار الاقتصادي الشامل المفروض على اليمن منذ بداية العدوان وحتى الآن.
في هذه الأثناء أعرب الخبير الغربي في شؤون الشرق الأوسط “مارایك ترانسفلد” عن اعتقاده بأن ما يحصل في اليمن لم ينجم في الأساس عن الخلافات الطائفية أو الأيديولوجية؛ بل هو نتيجة للتدخل الخارجي لاسيّما من قبل السعودية التي تسعى للاستحواذ على مقدرات البلد بمساعدة أمريكا وحلفائها الغربيين.
في هذا الصدد أكد “فولف برانجول” رئيس إحدى المنظمات الإنسانية الألمانية إنّ معالجة الآثار النفسية والاقتصادية والاجتماعية التي سببها العدوان السعودي على اليمن تتطلب إمكانات هائلة لإنقاذ الكثير من الناس من الفقر وسوء التغذية وتوفير المستلزمات الضرورية لاسيّما الماء الصالح للشرب والوقود والملابس والأدوية.
وذكرت العديد من الإحصائيات الدولية بأن سبعة ملايين إنسان في اليمن يعانون حالياً من الفقر والجوع وسوء التغذية، وإنّ الكثير من هؤلاء هم من الأطفال والنساء.
وحذّر “توم دوئه” أحد مسؤولي برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من خطورة استمرار هذا الوضع على حياة الملايين من الشعب اليمني، وطالب المجتمع الدولي بتقديم المساعدات اللازمة لإنقاذهم من خطر المجاعة والتحرك العاجل لوضع حدّ لهذه المأساة الإنسانية.
من جانبها أعلنت منظمة “أوكسفام” الإغاثية إنّ ما يزيد على 6 ملايين شخص في اليمن على شفا المجاعة، مشيرة إلى أن الحرب وحصار الموانئ تضيف كل يوم 25 ألف شخص لقائمة الجوعى، فيما أكد الصليب الأحمر الدولي إن الشهرين الماضيين شهدا زيادة في عدد الهجمات ضد موظفي الإسعاف وعمال الإغاثة في هذا البلد.
وفي وقت سابق ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن مئات الآلاف من أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية، كما يفتقر الملايين للرعاية الصحية ومياه الشرب النظيفة، مضيفة إنّ الخدمات الأساسية والبنية التحتية في اليمن على شفا إنهيار كامل.
وأشار تقرير اليونيسيف الى مقتل 934 طفل وإصابة 1356 لكنه أكد في الوقت نفسه إن هذا مجرد غيض من فيض، مشيراً كذلك إلى أن الكثير من الأطفال قتلوا وهم في الطريق إلى مدارسهم أو أثناء الدوام المدرسي. وحسب اليونيسيف فإنّ نحو 2200 مدرسة دمرت أو لحقت بها أضرار جراء العدوان السعودي على اليمن.
من جانبه قدّر إتحاد عمّال اليمن أن العدوان السعودي المتواصل على البلاد تسبب أيضاً بفقدان ما يزيد على 3 ملايين عامل لمصادر دخلهم ما أدى إلى تدهور القوة الشرائية لعموم السكان.