خصائص ومميزات المشروع القرآني
في إطار هذه الحملة وهذه الهجمة وهذا الاستهداف الشامل أتى المشروع القرآني، تحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” في وقتٍ مبكر، قبل أن يستفحل الخطر ويتعاظم جدًّا، قبل أن تصل الأمور إلى مستوى الانهيار، كان البعض يقترحون آنذاك أن: [انتظروا حتى يكتمل كل شيء، ثم تحركوا، لا تتحركوا الآن، لا تقولوا من الآن: الموت لأمريكا، خلوا الأمريكي يبدع يدخل إلى البلد، ويحتل كل مكان، ويسيطر سيطرة كاملة، ويفسد هذا الشعب، وينفذ كل تلك المؤامرات، فإذا أكمل]، (أكمل) يعني ودّا كل شيء، [فأتوا لتتحركوا]، أي منطق هذا، أي منطق! يعني: هذا كان من مظاهر الضياع، منطق كهذا مظاهر الضياع.
أتى المشروع القرآني وهو نتاج الانتماء الإيماني، يعني: هناك مؤمنون يحسون بمسؤوليتهم بدافع إيماني، أنه لا يجوز لهم أن يسكتوا تجاه هذا الشر، تجاه هذا الفساد، تجاه هذا المنكر، تجاه هذا الخطر الكبير جدًّا الذي يجعل الأمة تخسر كل شيء، ويجعل شعبنا يخسر كل شيء: حريته، كرامته، استقلاله، أمنه… كل شيء يخسر، دينه ودنياه، هناك مَن دفعهم انتماؤهم الإيماني للتحرك، لديهم إحساس بالمسؤولية أمام الله “سبحانه وتعالى”، لديهم وعي بمتطلبات المرحلة، لم يكن هذا المشروع عبثياً، ولم يكن مجرد افتعال مشكلة، المشكلة موجودة كبيرة جدًّا، مشكلة أمريكا وإسرائيل.
هذا المشروع كان حاجةً ومسؤولية، وله مميزات عظيمة، نتحدث عن بعضٍ منها باختصار؛ لأن الوقت طال بنا شيئاً ما:
1: ينسجم مع الهوية الإيمانية للشعب، والأمة بشكلٍ عام، وهو كلمةٌ سواء: مشروع قرآني، ينطلق على أساس القرآن الكريم، شعبنا ينتمي للإيمان، يؤمن بالقرآن أنه كتاب الله المقدس، أنه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أنه كتاب هداية، كما قال الله عنه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[الإسراء: من الآية9]، أنه كما قال الله عنه: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ}[المائدة: من الآية16]، أن فيه الهداية الشاملة والكافية.
فإذاً من الطبيعي أن يكون هذا المشروع العظيم مشروعاً مستساغاً، البعض أتوا بمشاريع من خارج الأمة، من خارج هويتها، من بلدان أخرى لها هوية أخرى واتجاهات أخرى، وحاولوا أن يفرضوها على الأمة رغماً عنها، وكم صنعت من مشاكل في واقع الأمة، هذا ليس كذلك، هذا مشروع قرآني، ينسجم مع الهوية الإيمانية للشعب والأمة، كلمة سواء بين كل المسلمين، لا يخص مذهباً معيناً، ولا عرقاً معيناً، ولا فئةً معينة، ولا محافظةً معينة، ولا فئة اجتماعية معينة، ولا… هذا لكل المسلمين، بل هدىً للعالمين، وكلمة سواء يجتمع عليها المسلمون.
2- يمثل صلةً بالله تعالى: التمسك به يجعلنا على صلةٍ بالله، نحظى بتأييده، بمعونته، بنصره، برعايته… بكل ما وعد به نتاج ذلك، كما أن له أهمية معنوية عالية وهو مصدر لطاقة إيمانية هائلة، وهذا من متطلبات مواجهة تحدي بهذا الحجم الأمريكي والإسرائيلي، وبتلك الهجمة الشاملة والاستهداف الشامل.
3- ضرورة للوعي الديني، وللوعي الشامل، في مقابل التضليل: لأن هناك تضليل لخدمة أمريكا بالعنوان الديني، مثلما يفعله التكفيريون، وبالعنوان الديني مثلما يفعله المنبطحون المستسلمون لأمريكا المروجون لسيطرتها على الأمة بعناوين دينية، فالوعي الديني من خلال القرآن الكريم ضروري جدًّا للسلامة من تضليل التكفيريين والمنبطحين المستسلمين، وللوعي الشامل؛ لأن فيه تقييم كبير عن الأعداء ومؤامراتهم ومخططاتهم، عن كل عوامل القوة، وعوامل الضعف، عن أسباب النهضة… إلى كل ما نحتاجه في إطار الوعي الشامل.
4- القرآن الكريم شامل في عملية التحصين الداخلي على كل المستويات: يعني وعي، بصيرة، فهم، تزكية للنفوس، تربية على المستوى الأخلاقي راقية جدًّا، تعبئة قوية جدًّا، والتحصين الداخلي للأمة هو أكبر متطلبات الموقف، أكبر متطلبات هذه المعركة؛ لأنها تتجه إلى الاستهداف الداخلي، القرآن يصنع هذه الحصانة القوية جدًّا، والتحصين الراقي جدًّا، وعلى مستوى الوعي، والأخلاق، والإحساس بالمسؤولية.
5- كانت الخطوات العملية في إطار هذا المشروع القرآني حكيمة، جمعت بين التحصين الداخلي، التعبئة المعنوية، وفضح العدو في عناوينه المخادعة، وركَّزت على الجماهير وعلى حشد الطاقات بشكلٍ عام: مشروع لكل المجتمع، فليس خاصاً بفئة معينة، أو بمذهب معين، أو… بل لكل المجتمع، مشروع قرآني، وخطوات عملية ميسرة، بدأت بالهتاف بالشعار.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
من كلمة السيد في ذكرى الشهيد القائد 1442 هـ