انطلاق مؤتمر الشراكة الأول للأعمال المتعلقة بالألغام في اليمن
موقع أنصار الله – صنعاء – 2 شعبان 1444هجرية
بدأت بالعاصمة صنعاء، اليوم الأربعاء، اعمال المؤتمر الأول للشراكة للأعمال المتعلقة بالألغام.
ويهدف المؤتمر الذي ينظمه على مدى يومين المركز التنفيذي للتعامل مع الالغام بمشاركة المجلس الاعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الانسانية و البرنامج الانمائي للأمم المتحدة ومنظمة اليونسف واللجنة الدولية للصليب الاحمر و منظمة الاوتشا وعدد من المنظمات العاملة في اليمن، إلى لفت الانتباه العالم والمنظمات الدولية إلى هذه قضية الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام في اليمن وإلى إيجاد حل فعال بشكل جماعي للتخفيف من معاناة المجتمعات المدنية.
وخلال تدشين أعمال المؤتمر أشار رئيس المركز التنفيذي للتعامل مع الالغام علي صفرة الى اهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يضم كل الجهات والمنظمات الداعمة والعاملة في مجال التعامل ونزع الالغام في اليمن.
واستعرض رئيس المركز الأنشطة والأعمال والبرامج التوعوية التي يقوم بها المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في كافة المحافظات المتضررة بالتعاون والشراكة مع الجهات الداعمة.. مؤكدا ضرورة توسيع الاعمال المتعلقة بالألغام واستهداف المحافظات و المديريات الأكثر تضررا في هذا الجانب.
وأشار إلى أن العدوان استخدم الأسلحة المحرمة بما في ذلك القنابل العنقودية والصواريخ المحظور استخدامها وفقًا للمواثيق الدولية.. موضحاً أنه منذ العام 2015 وحتى اليوم سجلت 8,104 ضحية جراء القنابل العنقودية ومخلفات الحرب في مختلف المحافظات.
وبين أن مركز التعامل مع الألغام يعاني من نقص الدعم و الموازنات وقلة المستلزمات والأجهزة المخصصة للتعامل مع الألغام الامر الذي يعيق العمل في الميدان.. مشيرا إلى أن هناك أجهزة ومعدات خاصة بالألغام لا زالت محتجزة في جيبوتي وتحتاج مناصرة المنظمات الأممية والدولية لإدخال هذه الاجهزة.
وقال صفرة ” إن المركز التنفيذي أمام كارثة مهولة وأنواعا جديدة ومتعددة الاشكال والانواع من الغارات الجوية والعنقودية وعلى مستوى جميع المحافظات ابتداء بأمانة العاصمة وانتهاء بأقصى قرية ومنطقة حدودية.
وأكد أن المركز تمكن من رصد حوالي عشرين نوع من القنابل العنقودية استخدمها العدوان .. مشيرا إلى أن العدوان أسهم بشكل كبير في توسع نطاق وحجم انتشار واتساع التلوث الذي جعل من اليمن في المرتبة الأولى حسب ما صرحت به مديرية دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ” UNMAS ” ايلين كولين اثناء زيارتها لليمن في ديسمبر العام الماضي.. موضحا أن للألغام والقنابل العنقودية تأثير مباشر على القطاع الزراعي الذي يمثل أهم مصادر تعزيز العيش للمواطن اليمني.
وأوضح أن عدد المكتشفات من الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحرب خلال العام الماضي 2022 بلغ 20,252 لغم وقنبلة وأثرت القنابل العنقودية والالغام بشكل واسع على القطاع الزراعي حيث تضررت 783,690 مزرعة بشكل مباشر بإجمالي خسائر مليون و880 ألف و856 دولار.
وأضاف : تضرر أيضا 132,100 هكتار بخسائر متفاوتة بقيمة تصل الى 3 مليون و645 ألف و960 دولار واكد على ضرورة التعاون والتنسيق المباشر لتحسين مستوى العمل و الاستفادة من الخبرات والتطورات في مجال نزع الالغام.
من جانبه أشار رئيس دائرة التعاون الدولي بالمجلس الاعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الانسانية علي الكحلاني إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر الشراكة الاول للأعمال المتعلقة بالألغام في الوقت الذي يعاني فيه أبناء اليمن من أكبر كارثة إنسانية عرفها التاريخ في ظل استمرار الحصار الجائر على بلادنا وفي ظل سقوط الكثير من الضحايا الأبرياء يومياً جراء انفجار الالغام.
وأكد أن هذا العمل الانساني لا يجب مقايضته أو فرض اجندات سياسية وخلط الورقة الإنسانية مع الاوراق السياسية التي لا تعنينا كجهات تعمل في الجانب الإنساني ويجب العمل كفريق واحد تحت هدف واحد وشعار واحد وهو انقاذ أرواح الأبرياء وأن نكرس كل طاقاتنا وجهودنا من أجل مساعدة المصابين وأسر الضحايا الذين سقطوا نتيجة تلك الألغام والمتفجرات التي زرعت في أماكن تواجد المجتمعات المدنية.
وأوضح أن اليمن أمام كارثة كبيرة جداً لا يمكن لاحد معرفة حجمها إلا من يسكن في تلك المحافظات والمناطق الملوثة التي فرضت عليهم حصاراُ آخر جعلتهم عاجزين عن الرجوع للعيش في مساكنهم والعيش في أراضيهم وممتلكاتهم وتسببت في نزوح الكثير منهم لمناطق ومحافظات أخرى على أمل أن يتم تظهير تلك الالغام والمتفجرات ليتمكنوا من العودة بسلام وأمان..
وأكد على أهمية دور منظمات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في اليمن في رفع معاناة اليمن وتخفيف الحصار وادخال المعدات الخاصة بنزع الالغام المحتجزة من قبل العدوان.
وفي افتتاح المؤتمر القيت كلمتان من قبل مدير مكتب الاوتشا سجاد محمد ساجد وممثلة الصليب الأحمر مايا اورديزا أكدت في مجملها أن اليمن من بين الدول الأكثر تضرراً بالسلاح في العالم .. ومن أجل تلبية احتياجات التلوث بالمتفجرات يحتاج المجتمع الدولي إلى دعم الانشطة الإنسانية للأعمال المتعلقة بالألغام في جميع انحاء اليمن.
واشارت إلى أن هذه الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام هي الركيزة الأولى للسماح بالعودة الآمنة للنازحين إلى مناطقهم الأصلية كما أنها خطوة أولى ضرورة في عملية اعادة ـاهيل البنية التحتية الحيوية مثل المدارس والمستشفيات وخطوط أنابيب المياه التي كانت تقع بالقرب من خطوط المواجهة الأخيرة.
ولفتت إلى أن اللجنة الدولية عززت دعمها لقطاع الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام من خلال العمل على جانبي الخطوط الأمامية لدعم المدنيين المتضررين من التلوث بالأسلحة.
وأوضحت بأن مؤتمر الشراكة الأول للأعمال المتعلقة بالألغام يهدف إلى لفت الانتباه إلى هذه القضية المهمة وإلى إيجاد حل فعال بشكل جماعي للتخفيف من معاناة المجتمعات المدنية.. معبرة عن الأمل في التمكن على جلب خبرات جديدة وموارد جديدة ودراية فنية إلى اليمن, وزيادة ملف الأعمال المتعلقة بالألغام في جميع أنحار اليمن.