من لا يتحرك ويكن له موقفا مع الحق يساق إلى الباطل قسرا

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

 

الآن تحرك إعلامهم وعادة – كما يقال – (الحرب أولها كلام) أليس هذا معروفًا؟ يتحدثون أولًا عن الإرهاب والسعودية تدعم الإرهاب. ماذا عملت السعودية؟ كلها خدمة لأمريكا، قدمت كل الخدمات لأمريكا، عملت كل شيء لأمريكا، لماذا أصبحت الآن لا فضل لها ولا جميل يُرعَى لها ولا شيء يُحسب لها، ويقال عنها: دولة إرهابية؟ لأنهم يريدون أن يمهدوا بذلك، بعد أن عرفوا أننا نحن العرب أصبحنا جميعًا إذا ما قالت أمريكا: هذه دولة إرهابية انفصل عنها الآخرون، إذا ما قالت أمريكا: هذا الشخص إرهابي انفصل عنه الآخرون وابتعدوا.

عرفوا بأن بإمكانهم أن يضربوا في الحجاز كما ضربوا في أفغانستان، وأن يضربوا في العراق كما ضربوا في أفغانستان وأن يضربوا في اليمن كما ضربوا في أفغانستان! لا أحد من الدول يمكن أن يعترض على ما تعمله أمريكا ضد ذلك الشعب؛ لأنه قد اتفقنا جميعًا على أن نكافح الإرهاب وهذه دولة إرهابية، السعودية إرهابية، تدعم الإرهاب، أسامه من السعودية وهم تجارهم يدعمون الدُعاة هؤلاء.

هم من دعموهم تحت توجيهات أمريكا فانقلبت المسألة فأصبح عملهم في خدمة أمريكا إدانةً ضدهم من أمريكا نفسها، وأصبحوا يقولون عنهم بأنهم يدعمون الوهابيين بأموالهم فهم يدعمون الإرهاب إذًا.

السعودية الآن في حالة سيئة اضطرهم الأمر إلى أن يلتجئوا إلى إيران وأن يتصالحوا مع إيران، وأن يحسنوا علاقتهم مع إيران، وفعلًا الإيرانيون حجوا هذه السنة كثيرًا حوالي خمسه وثمانين ألفًا، واستطاعوا أن ينشروا كتبًا كثيرة، وبيانًا للسيد الخامنئي انتشر بأعداد كبيرة، وتسهيلات كبيرة لهم.

بدءوا يخافون جدًا أن هناك عمل مركز ضدهم، اليهود يريدون أن يسيطروا على الحج.. لماذا؟ ليحولوا دون أن يستخدم الحج من قِبَل أي فئة من المسلمين لديها وعي إسلامي صحيح فيعمم في أوساط المسلمين في هذا المؤتمر الإسلامي الهام الحج، الذي يحضره المسلمون من كل بقعة.

لاحظوا عندما يتجه الإيرانيون لتوزيع هذا البيان وتوزيع هذه الكتب وهذه الأشرطة و(السيديهات) حق الكمبيوتر، أليست تصل إلى أكثر بقاع الدنيا؟ هكذا يرى اليهود والنصارى بأن الحج يشكل خطورة بالغة عليهم.

ولأن الحج مهم في مجال مواجهة اليهود والنصارى، جاءت الآيات القرآنية في الحديث عن الحج متوسطة لآيات الحديث عن اليهود والنصارى في كل من سورة [البقرة] وسورة [آل عمران] و[النساء]، ثلاث سور أذكرها من السور الطوال أتى الحديث عن الحج ضمن الحديث عن بني إسرائيل.. كما جاء الحديث عن ولاية الإمام علي ضمن الحديث عن بني إسرائيل، كما جاء الحديث عن الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعًا ضمن الحديث عن بني إسرائيل؛ لأن بني إسرائيل هم المشكلة الكبرى في هذا العالم ضد هذه الأمة وضد هذا الدين، هم العدو التاريخي للمسلمين من ذلك اليوم إلى آخر أيام الدنيا. هم العدو التاريخي بنو إسرائيل.

فالحج هم – فعلًا – يخططون للاستيلاء عليه، وإذا ما استولوا عليه فهم قد عرفوا أننا أصبحنا نصدق كل شيء من عندهم، وأننا أصبحنا أبواق إعلام نردد أي تبرير يأتي من قبلهم، عندما يقولون: نحن جئنا إلى اليمن من أجل أن نساعد الدولة اليمنية على مكافحة الإرهاب. كل يمني يقتنع بهذا ويرددها ويخدمهم في أن تُعمم على أكبر قطاع من الناس، ونقتنع جميعًا بأنهم إنما جاءوا لمكافحة الإرهاب، وسيدخلون الحجاز من أجل مكافحة الإرهاب، ومن أجل مكافحة الإرهاب يحرقون القرآن، ومن أجل مكافحة الإرهاب يهدمون الكعبة، ومن أجل مكافحة الإرهاب يمنعون الحج، ومن أجل مكافحة الإرهاب يدوسونا بأقدامهم ونحن نصدق كل تبرير يقولونه.

لقد وثقوا بأن كل كلمة يقولونها تبرر أعمالهم ضدنا أصبحت مقبولة لدينا، وأصبحت وسائل إعلامنا ترددها، وأصبحنا نحن نستسيغها ونقبلها ونغمض أعيننا عن الواقع الملموس، نؤمن بالخدعة ولا نلتفت إلى الواقع الملموس الذي باستطاعتك أن تلمس شرَّهم وخطرهم، تغمض عينيك وتكفت يديك وتصدق التبرير الذي يعلنونه.

عندما يصل الأمر إلى هذه الدرجة يكونوا مخططين للاستيلاء على الحرمين الشريفين، مخططين للاستيلاء على اليمن، لكنْ استعمارٌ حديث، احتلال حديث لم يعد بالشكل الأول أن يجعلوا زعيمًا أمريكيًا يحكم، لا لن يجعلوه أمريكيًا، سيجعلونه يهودي يمني سواء يهودي من أصل إسرائيلي، أو يهودي من أصل حميري أو كيفما كان، المهم يهودي سواء يحمل هوية إسلامية أو يهودي حقيقي يكون شخص بالشكل الذي ينسجم معهم.

إذا كانوا يعملون هذه الأعمال ثم أنت لم تؤمن بعد ولم تستيقظ بعد، ولم تصدق بعد بأن هناك ما يجب أن يحرك مشاعرك ولو درجة واحدة، فماذا يعني هذا؟ غفلة شديدة، تَيه رهيب، ذلة إلهية رهيبة. هل يستثيرنا هذا عندما نقول إننا فعلًا نلمس أنهم بدأوا يتحركون من أجل الهيمنة على الحرمين الشريفين وليس فقط القدس؟

العرب يقولون الآن: [من أجل إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس]. هل إسرائيل تلتفت إلى هذا الكلام. هي ليست حول أن تسلم القدس هي تبحث عن الحرمين الآخرين، إن الحرمين الآخرين هما اللذان يشكلان خطورة عليها وليس القدس، ارتباطهم بالقدس هو ارتباط تاريخي فقط، ليس لأن القدس منطقة ذات أهمية عند المسلمين أو تشكل خطورة بالغة عليهم. لا، وإنما باعتبارها مدينة يقولون بأنه كان هناك هيكل سليمان وأنها هي المدينة التي كتب الله لهم أن يدخلوها، وعبارات من هذه. ارتباط هوية دينيه وتاريخية.

لكن أما الحرمين فهم الذين يشكلون خطورة بالغة لديهم على مستقبلهم، وأكد لهم ذلك تأملهم للقرآن – القرآن الذي لا نفهمه نحن – وأكد لهم ذلك أنهم وجدوا أن الحج يستخدم من قبل أي حركه إسلامية لتوعية الآخرين. وهكذا أراد الله للحج أن يكون ملتقى إسلاميًا، يذكّر الناس فيه بعضهم بعضاَ بما يجب عليهم أن يعملوه من أجل دينهم في سبيل مواجهة أعدائهم.

الإمام الخميني الذي عرف الحج بمعناه القرآني الكامل، هو من عرف كيف يتعامل مع الحج فوجه الإيرانيين إلى أن يرفعوا شعار البراءة من أمريكا، البراءة من المشركين، البراءة من إسرائيل، ونحن هنا كنا نقول: لماذا يعمل هؤلاء، ولم ندرِ بأن أول عَمَلٍ لتحويل الحج إلى حج إسلامي تَصَدَّر ببراءة ٍقرأها الإمام علي – إمامُنا – العشر الآيات الأولى من سورة [براءة] هي بداية تحويل الحج إلى حج إسلامي {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} (التوبة: من الآية3) ورسوله بريء من المشركين وقرأ البراءة من المشركين الإمام علي بن أبي طالب.

ونحن كنا هنا نقول ونحن شيعة الإمام علي: ما بال هؤلاء يرفعون (الموت لأمريكا/ الموت لإسرائيل) البراءة من المشركين هذا حج؟ [حج يا حاج]. حجنا نحن اليمنيين: [حج يا حاج] عجال، عجالين ونحن نطوف ونسعى ونرمي الجمار: [حج يا حاج] عجالين نريد نلهم الله نضوي من الحج نلحق [حنيذ، وَوَدَكْ] في البلاد.

فالإمام الخميني عندما أمرهم أن يرفعوا البراءة من المشركين في الحج أنه هكذا بداية تحويل الحج أن يُصبَغ بالصبغة الإسلامية تَصدَّر بإعلان البراءة قرأها الإمام علي وهي براءة من الله ورسوله، هذا هو الحج.

حتى البراءة التي يعلنها الإيرانيون أو يعلنها أي أحد من الناس هي ما تزال أقل من البراءة التي قرأها الإمام علي (عليه السلام) كانت براءة صريحة وإعلان حرب، ألم تكن إعلان حرب على الشرك وأنه لا يجوز أن يحضروا بعد هذا العام إطلاقًا إلى هذه الأماكن المقدسة، لا يجوز أن يحضر المشركون أبدًا بعد هذا العام؟ الإمام علي هو قرأ براءة من نوع أكثر مما يرفعه الإيرانيون في الحج، براءة من المشركين وإعلان الحرب عليهم، وإعلان بأنه لا يجوز أن يعودوا أبدًا إلى هذه المواقع المقدسة. ونحن كنا نقول: لا.. نحج وبسْ، هذه عبادة لله ما هو وقت أمريكا وإسرائيل.

هكذا نقول؛ لأننا لا نفهم شيئًا، هذه مشكلتنا لا نفهم إلا السطحيات، الحج عبادة مهمة، لها علاقتها الكبيرة بوحدة الأمة، لها علاقتها الكبيرة بتأهيل الأمة لمواجهة أعدائها من اليهود والنصارى.

عبادة مهمة إنما عطلها آل سعود، وعطلها اليهود والنصارى ولم يكتفوا بما يعمله آل سعود، القضية عندهم خطيرة جدًا إذا كانت القضية كبيرة جدًا عندهم هم لا يثقون بعملائهم ولا بأصدقائهم، مهما كنت صديقنا ربما يظهر أحد فيحصل كما حصل في إيران، ربما يظهر أحد يسيطر على المنطقة هذه ثم تفلت من أيدينا، يَريدون هم أن يسيطروا مباشرة، لم يعودوا يثقون بعملائهم أبدًا، هم يتنكرون لعملائهم ويضربونهم في الأخير متى ما اقتضت سياستهم أن يتخذوا موقفًا هم يعملون تبريرات كثيرة وكلامًا كثيرًا ضدك وأنت كنت صديقهم، حتى تصبح إنسانًا يستعجل الناسُ أن تُضرَب.

هكذا يعمل اليهود استطاعوا في أعمالهم معنا نحن المسلمين يعملون دعاية على أي أحد منا دعاية دعاية.. وقالوا بيحركوا سفنهم من هناك حتى أصبحنا عجالين أكثر منهم على أن يضرب هذا البلد.

الآن لو يقولون إنهم يريدون أن يضربوا العراق فنحن سنبقى قلقين نريد أن يضربوا العراق، استطاعوا أن يروضونا حتى أن نصبح أعجل منهم على ضربهم لبعضنا.

يوم قالوا يريدون أن يضربوا أفغانستان، قالوا لا زالت سفنهم هناك وحركتهم بطيه فكلنا عجالين نريد أن يضربوا أفغانستان من أجل أن نتفرج بس! هكذا سيصبح الحال لدينا في اليمن.

نحن نحمل نفوسًا قد ضاعت وضلت، قد خُذلنا – والله أعلم – من قِبل الله، لم يعد تفكيرنا مستقيم، لم تعد آراؤنا صحيحة، لم يعد فهمنا للدين صحيح، لم يعد شيء لدينا صحيح – أقول هذا حقيقة لكم – أصبحت الأمور لدينا غريبة جدًا، وأصبح من يصنعون الرأي العام لدينا من يصنع ثقافتنا من نردد كلامهم هم اليهود.

عندما أقول لك عن وجود الأمريكيين: هم دخلوا عسكر ومعهم أسلحة ودخلوا بقطع من الأسلحة إلى اليمن، هم ماذا يريدون أن يعملوا؟ هم يشكلون خطورة على اليمن فتقول لي: لا.. هم جاءوا من أجل أن يحاربوا الإرهاب ويساعدوا الدولة اليمنية في محاربة الإرهاب. ألست هنا تقبل كلام اليهود أكثر مما تقبل كلامي، وأنت تسمع أنهم دخلوا بشكل عساكر ومعهم أسلحة وسفن حربيه قريبة من الساحل، أهكذا يعمل الناس الذين يقدمون خدمة؟ وهل تَعَوَّد الأمريكيون على أن يقدموا خدمة لأي أحد من الناس؟!.

إذا كانوا يريدون أن يقدموا خدمة لماذا لا يقدمون خدمة للفلسطينيين يفكون عنهم هذا الظلم الرهيب الذي تمارسه إسرائيل ضدهم؟ لماذا لا نقول هكذا لأنفسنا؟ أنتم أيها الأمريكيون تريدون أن تقدموا لنا خدمة مما يدلنا على أنكم كاذبون أنكم لو كنتم تريدون أن تقدموا خدمة لأحد لقدمتم خدمة للفلسطينيين المساكين الذين يُذبحون كل يوم على أيدي الإسرائيليين وتدمر بيوتهم وتدمر مزارعهم.

أو أنهم يحبون اليمنيين أكثر؟ هم يحبونا أكثر؟ هم – فعلًا – سيعملون على أن يقدموا لنا خدمة؟ وأنه أزعجهم جدًا أن هناك ثلاثة إرهابيين، أزعجهم جدًا هذا؛ لأن الرئيس قال: (ونحن عانينا من الإرهاب). قالوا: ابشر بنا نحن سنأتي لنساعدك على أساس ألا تعاني لا أنت ولا الأحباب في اليمن، نحن نحبكم! الله يقول: {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} (آل عمران: من الآية119) {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} (البقرة: من الآية105) {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} (المائدة: من الآية82) هكذا يقول: إنهم أعداء، وأنهم لا يحبوننا، وأنهم يعضون أناملهم من الغيظ حنقًا وحقدًا علينا، ثم نعتقد بغبائنا أنهم جاءوا ليقدموا خدمة لنا!

وكلما حاولنا نتحدث مع الناس تجد أن التبرير الذي قدموه هم هو مقبول أكثر من كلام أي شخص من علمائنا. [لا، لا، هم قالوا جاءوا من أجل يكافحوا الإرهاب، من أجل ألا نعاني من الإرهاب] وهم دخلوا بأسلحتهم.

طيب لا بأس بهذا افترض أنك أنت الآن لم تفهم إذًا افترض كم سيبقون وهم يريدون أن يكافحوا الإرهاب؟ احسب لهم سنة على أطول شيء احسب لهم سنة. ما هم في خلال سنة يمكنهم أن يكافحوا الإرهاب ثم يعودوا؟ إذًا انتظروا من بعد سنه هل سيرحلون؟ هل سيغادرون؟ أم أنكم سترون أشياء أخرى، وسترون إرهابًا آخر. هم سيصنعون إرهابًا هم، سيفجرون على أنفسهم، ويفجرون على أشياء قريبه من حولهم، وحتى إذا ما أرادوا أن يضربوك سيجعلون أحدًا من أفراد القاعدة يزور منطقتك ثم يقولون: إذًا عندك واحد من القاعدة أنتم في بلادكم واحد من القاعدة أكيد، إذًا أنتم تدعمون الإرهاب وتساندوا الإرهاب وأنتم تحتضنون الإرهاب.

القاعدة الذين قالوا بأنهم ضربوها في أفغانستان اتضح أنهم لم يضربوهم وأنهم ما زالوا بخير؛ لأنهم بحاجة إليهم ليوزعوهم فيما بعد.

تكلم الرئيس مرة كلامًا مضحكًا عندما سألوه عن أسامة كيف إذا جاء إلى اليمن؟ قال: أنتم حاولوا أن لا يجيء، حاولوا وأنتم عدة دول حاولوا أن تمسكوه لا يخرج، تستطيعوا! قد هو خائف أنهم سيحاولوا يوصلوه اليمن هم، سيحاولوا أن يوصلوا أسامة اليمن ثم يقولون: هه أسامة!! إذًا هناك علاقة بين اليمنيين وأسامة هذا اليمن منبع الإرهاب. دجوا أبوهم.

منطقة معيَّنة أنت تقول: [إما احنا فلسنا إرهابيين ولا والله قد طلعنا كلمة] هم معهم أفراد من القاعدة هم يريدوا يوزعوهم، قد أصبحوا يقولون بأنهم قد توزعوا على خمسين دولة. أين هم الذين قتلوهم من طالبان والقاعدة؟ أين هم؟ لم يقتلوهم لأنهم بحاجة إليهم بحاجه إلى أسامة وهم أصدقاء، هم أحرص على حياة أسامة منا جميعًا، هم بحاجة إلى أسامة، لو أمكن أن يطبعوا على أسامة نسخ كثيرة لو أمكن أن يطبعوا على أسامة نسخ كثيرة لعملوا؛ لأنهم سيحتاجونه فيما بعد، هم قالوا لعلي عبد الله: هناك أفراد من القاعدة.

قالت بعض الصحف بأنهم قتلوا يمني في أمريكا؛ لأن في أوراقه اسم القاعدة المدينة التي في تعز – مدينة القاعدة المعروفة – وأصبحوا يستجْوِبُون يمنيين في أمريكا؛ لأن في وثائقهم (من مواليد القاعدة) وأنهم كانوا في القاعدة. قالوا إذا هم من قاعدة ابن لادن من أصحاب أسامة ابن لادن هكذا يخادعون، هكذا يضللون ونحن لا نزال لا نفهم شيئًا، ومن فهم يعتبر القضية عادية.

نحن نقول للناس: يجب علينا، يجب علينا أن يكون لنا مواقف أولًا لنفك عن أنفسنا الذلة والسخط الإلهي، هناك ذله إلهية هناك ذلة إلهيه – فيما أعتقد – قد ضربت علينا جميعا نحن وعلماؤنا، نحن ودولتنا الكل قد ضربت عليهم ذلة. يجب أن يكون لنا موقف في مواجهة هؤلاء حتى نرضي الله سبحانه وتعالى عنا، وأضعف موقف وأقل موقف هو أن تردد هذا الشعار بعد صلاة الجمعة حتى يعرف الأمريكيون أن هناك من يكرههم وهناك من يسخط عليهم.

وحتى لا تكون لا شيء في الحياة، حتى لا تكون ميت الأحياء يتحرك اليهود والنصارى فيملأون بحار الدنيا وبرها وأنت المسلم لا ترفع حتى ولا كلمة ضدهم وأنت من كان يجب أن تكون أنت من تحتل تلك المواقع التي هم فيها.

إذا لم نردد هذا الشعار واللهُ في القرآن الكريم قد أمرنا بما هو أدنى من هذا {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} (الأنفال: من الآية60) هل نزلت هذه الآية وكان المسلمون قد أصبح لهم حدود يرابطون عليها مع مناطق أخرى؟ بل حاولوا أن تظهروا أنفسكم أمام أعداءكم {من رباط الخيل} ربطها سواء حول بيوتكم أن هناك خيل لديكم، أي أنكم مستعدون للقتال فعندما يأتي أحد المشركين فيرى حول بيت هذا خيلًا، ويرى حول بيت الآخر خيلًا، وحول بيت هذا فرس، وحول بيت هذا حصان، أي هذه أمة مجاهدة معدين أنفسهم، {وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (الأنفال60).

سواء قلنا هذا أو قلنا رباط الخيل في ثغور المسلمين المرابطة أي أن إظهار الخيل تكون لديك خيل هو مطلوب منك لترهب به أعداء الله بأي شكل من الأشكال يمكن أن تظهر نفسك بالشكل الذي يرهب أعداء الله اعمله ولو بأن تربط حول بيتك خيلًا يعرف هؤلاء بأنك إنسان فارس مقاتل معد نفسك لمقاتلتهم وأنك تمتلك وسيلة لقتالهم، تمتلك خيل {وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ}.

إذا لم يكن لديك تفكير بأن تبحث عما ترهب به أعداء الله، أو أن يقال لك هذا شيء بالتأكيد يرهب أعداء الله ثم لا تعمله وهو شيء سهل جدًا أن تقوله ثم لا تقوله فاعلم بأنه لم يعد لديك ذرة من إيمان ولا ذرة من إباء، وأنك تائه كما تاه بنو إسرائيل من قبلك.

هذا ما أريد أن أقوله لنا جميعًا – سواء عملنا أو لم نعمل – من خلال ما فهمناه ونحن نتابع الأحداث، ومن خلال ما فهمناه ونحن نتأمل كتاب الله سبحانه وتعالى، وأنه إذا لم يكن لدي ولا لديك اهتمام بأن نقاتلهم وليس فقط بأن نقول: الموت لأمريكا، ولكن إذا لم أقل الآن الموت لأمريكا وهو الشيء الذي أستطيعه وأنت تستطيعه. وأنا أؤكد لك أنه شيء أثره بمثابة ضرب الرصاص عليهم، أنه شيء بالتأكيد أثره بمثابة ضرب الرصاص إلى صدورهم إذا ما انتشر في أوساط الناس.

أنا قلت لكم في العصر بأن هناك خبرًا بأن البيت الأبيض انزعج جدًا عندما رفع تقرير عن استبيان داخل عشرة آلاف شخص في سبع دول عربية أن هناك سخط ضد أمريكا انزعجت أمريكا، هم ليسوا أغبياء مثلنا، يريد أن يضربك وأعصابك باردة لا تفكر بأن تعد ضده أي شيء، لكن أن يستثيرك يعني ذلك أنه ماذا أنه سيجعلك تفكر كيف تمتلك وتبحث عن قوة لتواجهه بها وتضربه، أليس كذلك؟ لا.. لا.. هو يريد أن يضربك بهدوء من أجل ألا يخسر أكثر في مواجهتك.

وليس كمثلنا نحن متى ما حصل مشاجرة بين شخصين حاول أن يقرِّح كل ذي في الشمطة في رأس صاحبه، هو لا يريد هذا يريد يضربك بأقل تكلفة؛ لأنه يحسب حساب الدولار الواحد فيضربك بأقل تكلفة. وإذا ما اضطرته الظروف أن يضرب بصاروخ إلى بلدك فاعرف بأن هذا الصاروخ ما فرقه فيه إلا كواحد من بقية العرب إذا ما ضربك بصاروخ إلى داخل بلادك.

ألم يضربوا العراق بصواريخ؟ ألم يضربوا ليبيا بصواريخ؟ عندما ضربوا العراق بمختلف الصواريخ ومختلف الأسلحة ما كانت خسارة الأمريكي إلا أقل من خسارة العربي في قيمة هذا الصاروخ، هم ليسوا أغبياء مثلنا، يحسبون حساب الاقتصاد حساب المال.

بعض الناس قد يظن: لو رفعنا شعار: (الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل) سيضربوننا بصاروخ. هم لن يضربوك، كم يكلف الصاروخ؟ هل تعتقد بأنهم مثلنا يفكرون إذا حقد على الآخر سيقرِّح كل شيء في رأسه، لا. أليس لديهم أسلحه نووية؟ أليسوا يخافون من إيران ويكرهون إيران جدًا؟ لماذا لا يضربون إيران؟ بتفكيرنا قد نقول: لماذا لا يضربوا بقنابل على إيران وينهوا أبوها؟

هم حكماء ليسوا بُلَداء، يعرف أَن أَضرِب دون أن أكون قد مهدت الأجواء حتى أجعل الآخرين أعجل مني على ضرب صاحبهم إذًا سأخسر، لن أضربك إلا بعد أن يكون الناس من حولك قد أصبحوا مشتاقين إلى أن يروك تُضرب، وسيدفعون ويساهمون في قيمة الصاروخ إذا رأوك تُضرَب.

هكذا في أفغانستان عملوا هذا الشيء، أمريكا لم تتحرك لضرب أفغانستان إلا بعد أن عملت قاعدة – كما نقول – فيما بينها وبين الآخرين، تحالف دولي، تحالف عالمي لمكافحة الإرهاب تحت قيادة أمريكا، ومِن مَن أيَّدَ هذا التحالف؟ الدول العربية كلها، وليس تأييدًا فقط بل وتدفع معهم. أنت إذا لم تدفع إذا لم تؤيد إذا لم تشارك أنت إذًا لا بد أنك تدعم الإرهاب. فضربوا في أفغانستان وبأموال الناس جميعًا.

ثم بعد قاموا يتمننون على الأفغانيين بأنهم يريدون أن يعمروا أفغانستان. من الذي يعمر أفغانستان؟ يجب على السعودية أن تعمرها واليابان ودول أخرى، حالة رهيبة وغريبة.

أنا قلت: أن هذه من المصاديق التي تؤكد أننا فعلًا طبقنا ما يقول اليهود، اليهود يقولون: بأنهم شعب الله المختار، وأنهم هم الناس الحقيقيون وأن الآخرين من البشر ليسوا أناس حقيقيين. هكذا يقولون، قالوا: نحن لسنا بشرًا حقيقيين، نحن خلقنا الله لخدمتهم وإنما خلقنا في صورة بشر من أجل أن ننسجم معهم وأن نؤدي خدمتهم على شكل أفضل. هكذا يقولون.

فعلًا أصبح هذا شيء نحن نؤكده في واقعنا أننا لسنا بشرًا ولسنا أناسًا وإلا لما جاء اليهود يضربونا بأموالنا وندفع تكاليف الحرب، ثم نحن بعد أن يغادروا نحن من نكلف بأن نبني ما دمروا، هذا حصل في أفغانستان. إيران عليها أن تدفع، والسعودية عليها أن تدفع ربع الدمار الذي في أفغانستان، والإمارات عليها أن تدفع، والدول الأخرى عليها أن تدفع.

اليهود يدمرون ثم هم يقدمون أنفسهم بأنهم من عملوا الجميل مع الأفغانيين فهم من جعلوا الآخرين يبنون، إذًا تحركوا أنتم يا المسلمون تحركوا فابنوا ما دمرنا والفضل لنا، سخرية رهيبة أصبحنا لا ندركها ولا نفهمها.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى أن نستبصر وأن نفهم، وأن نفهم ماذا ينبغي أن نعمل، أن يبصرنا رشدنا، أن يفهمنا ما يجب علينا، أن يفك عنا هذا التّـيْه الذي نحن فيه، وأن يوفقنا لأن نكون من المجاهدين في سبيله ممن يواجهون أعداءه، وهذا هو الفضل العظيم كما قال الله عن أولئك: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (المائدة: من الآية 54).

 

وصلى الله على محمد وعلى آله

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

لا عذر للجميع أمام الله

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 21/12/1422ه‍

اليمن صعدة

قد يعجبك ايضا