استماتةٌ أمريكية سعوديّة إماراتية أممية لقتل اليمنيين حصاراً وناراً
||صحافة||
مع مرورِ ثَمَانِي سَنَوَاتٍ من العدوان والحصار، وما شهدته من مظاهِرَ للوحشية والإجرام بحق اليمنيين، سواء بالقتل قصفاً أَو بالحصار وتضييق الخناق على كُـلّ أبناء الشعب بلا استثناء، بمن فيهم المرضى والمسافرون من الطلاب والمغتربين وغيرهم، حَيثُ شهدت الأعوامُ الماضيةُ من الحصار وإغلاق المطار جرائمَ عديدةً ومتعددة الوحشية والإجرام؛ فمنهم من قضى نحبه داخل أروقة المطار ينتظر السفر للعلاج، ومنهم من اضطر للسفر عبر المطارات المحتلّة؛ فكانوا ضحايا لعصابات الغدر والنهب والإجرام التي يرعاها العدوان، وبهذا عاش المسافرون من المرضى والمغتربين والطلاب بين فَكَّيْ القتل والنهب والإجرام عبر إغلاق المطار أَو عبر إجبارهم على المرور بطرق الموت التي ينتهي بها مصيرهم، أَو على الأقل يلاقون الويلات والعذاب حتى يصلون إلى الوجهة التي يقصدونها.
وفي هذا الشأن أعدت قناة “المسيرة” فيلمَ وثائقياً بعنوان: “قيود حادة”، سلّط الضوءَ على مراحل قيام العدوان بتشديد الحصار الجوي والبري على منافذ السفر وفي مقدمتها مطار صنعاء الدولي، في حين تؤكّـد حصيلة الثمانية الأعوام الماضية وبعضُ الجوانب التي استعرضها الفيلم، أن تحالف الإجرام الأمريكي السعوديّ الإماراتي كان يقصد حصر الشعب اليمني داخل زاوية مغلقة؛ ليباشر قتلهم وممارسة الإجرام بحقهم بكل الأساليب والطرق الممكنة.
ويستعرض الفيلم الوثائقي: “قيود حادة” جوانبَ من مظاهر الإجرام التي حصدت أرواح المسافرين من المرضى والمغتربين والطلاب، والتي تؤكّـد أن تحالف العدوان تعمد إغلاق مطار صنعاء؛ ليفتح أبوابًا عدة لقتل اليمنيين، الذين لم يستطع الوصول إليهم بطائراته وصواريخه الغادرة، في حين استخدم التحالف الإجرامي عدة مسارات لفرض الحصار وإغلاق المطار؛ فمنها كان بالتدمير والقصف المباشر، ومنها ما هو بمنع تشغيل المطار ومنع وصول الأجهزة والمعدات اللازمة اليه، وفي كلتا الحالتين كان الطرف الوطني مُصِرًّا على فتح المطار، وكان يقوم بعمل اللازم فور كُـلّ اعتداء من شأنه إغلاقه؛ وذلك بغرض إعدام المبرّرات أمام تحالف العدوان والمجتمع الدولي، الذي حرص على توفيرِ الأغطية المناسبة لإغلاق المطار وتشديد الحصار.
ومع مرور قُرابةِ عامٍ من الهُدنة المشتعلة، والتي كان في مقدمة بنودها فتحُ مطار صنعاء، إلا أن الأرقامَ والإحصائياتِ والشواهدَ تؤكّـدُ إصرارَ تحالف العدوان والمجتمع الدولي على إبقاء اليمنيين القاصدين للسفر داخلَ دائرة الموت!، حيثُ إنه انتهك الهُدنة في هذا البند، عبر وضع العراقيل والقيود التي تجعل المطار شبه مغلق، وكلّ ذلك برعاية أممية.
وبالعودة إلى استعراض الجوانب التي تطرق إليها وثائقي: “قيود حادة”، فَـإنَّ الجانبَ المظلشمَ، والأكثرَ وحشيةً من القصف وفرض الحصار، هو الموقف الدولي والأممي المخزي الذي تجاوز سقف التواطؤ، حتى بلغ إلى حَــدّ الانخراط المباشر مع منظومة القتل والحصار، حَيثُ رافق بغطائه ونفاقه الإنساني، كُـلّ الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها العدوان لإغلاق المطار؛ لتكون الجرائم التي حصلت جراء هذا الأُسلُـوب العدائي شاهدةً على مدى نفاق وزيف كُـلّ الأطراف التي تختبئ خلف العدوان والحصار وتخبئ في ذات الوقت كُـلّ جرائمه.
قصفُ المطار كوسيلة أولية لإغلاقه:
وفي السياق، يتحدَّثُ عددٌ من المسؤولين عن المراحل التي تعرض فيها مطار صنعاء للقصف والتدمير؛ بغرض إخراجه عن الجاهزية، في حين تؤكّـد شهاداتهم أن كُـلّ ذلك القصف والتدمير وُوجِهَ بصمود وإصرار على فتحه، من خلال الترميم المُستمرّ ومعاجلة الأضرار حيال كُـلّ اعتداء؛ وبهذا تبقى العائق الوحيد أمام فتحه هو الموقف الدولي والأممي المخزي والمفضوح.
مدير عام مطار صنعاء، خالد الشايف، يتحدث لوثائقي “قيود حادة” بقوله: إنَّ “العدوان عطل كُـلّ مظاهر الحياة في المطار، وما سلم من الاستهداف لم يسلم من الحظر والتعطيل”، مُضيفاً: “إلى أن تحالف العدوان عطل مطار صنعاء على مرحلتين ما بعد مارس 2015 بتسيير رحلتين مقيدتين عبر مطار بيشة السعوديّ، ثم الإغلاق التام في أغسطُس 2016 حتى توقيع الهدنة”.
ويشير الشايف إلى أن القصف والتدمير لم يكن كافياً لإبقاء المطار؛ مما دفع تحالف الحصار ورعاته الأمميين والدوليين لانتهاج أساليبَ أُخرى من شأنها تشديد الخناق وإغلاق كُـلّ المجالات أمام المسافرين.
في حين يشير الشايف إلى أنَّ: “الخسائرَ الناجمة عن الاستهداف المباشر لمطار صنعاء الدولي قرابة 160 مليون دولار، وغير المباشرة 3 مليارات دولار”، فضلاً عن الخسائر البشرية الجسيمة التي أفرزها الحصار على المطار.
وفي ذات السياق، يؤكّـد وزير النقل بحكومة الإنقاذ الوطني، عبدالوهَّـاب الدرة، أن: “مطار صنعاء لم يُستخدَمْ منذ إغلاقه إلا لطائرات الأمم المتحدة والصليب الأحمر”!، في تأكيد على أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كانوا يعون أن قصف المطار لم يكن كافياً لإغلاقه وتبرير الحصار عليه وعلى قاصديه، وقد تعمدوا التناغم مع مقاصد الحصار بإغلاق المطار ولم يتحفظوا على هذا الانفضاح، بل سارعوا لفرضه واقعًا على الأرض، من خلال حرمان اليمنيين من السفر وحصر المطار على الرحلات الخَاصَّة بالطواقم الأممية التي كانت السند والغطاء لهذا الجانب من الإجرام.
ويتابع الدرة في حديثه لوثائقي “قيود حادة”، أن: “إغلاق المطار والعدوان عليه من أول يوم كان بغرض إيقاف الحركة منه وإليه نهائيا”؛ وهو الأمر الذي تجلى من خلال العراقيل المتواصلة التي فرضها تحالف العدوان عبر الغارات أَو عبر الحصار المزدوج على المطار.
وفي سياقٍ كشف مقاصِدَ القصف والتدمير المتواصل، ومدى تناغمها مع المواقف الدولية والأممية، يقولُ المراقب الجوي بمطار صنعاء، علي العزيري، لوثائقي “قيود حادة”: “قبل 3 ساعات من الغارة الأولى على المطار تفاجأنا بإلغاء رحلات طيران المصرية والتركية والأردنية، وذلك أثار الشكوك لدينا”، وهنا إشارة واضحة وإدانة مثبتة للتواطؤ الدولي تجاه هذا الحصار.
ويضيف العزيري: “عند الساعة الواحدة و35 دقيقة صبيحة 26 مارس 2015م، تفاجأنا بأولى الغارات على مدرج مطار صنعاء وثانية على مخزن؛ لينطفئ المطار بشكل كامل”، فيما يتطرق محمد الراعي (مرشد أرضي بمطار صنعاء) إلى تعمد تحالف الحصار قتل المدنيين داخل وخارج المطار وحرمانهم من السفر؛ بقصد إغلاق الدائرة على اليمنيين ومباشرة قتلهم بالغارات الغادرة، حَيثُ يؤكّـد الراعي أنه: “لحظة الغارات الأولى للعدوان كانت صالات المطار مكتظة بالمسافرين والذين أُصيبوا بحالة من الرعب والخوف الشديد”، وهنا تأكيد على تعمد القتل بالحصار وبالقتل في آن واحد.
فشل تعطيل المطار بالقصف يفتح مساعيَ أُخرى لذات القصد:
وأمام هذه الانتهاكات وتعمد استهداف المطار وأجهزته ومعداته؛ بغرض إيجاد مبرّر لإغلاقه نهائيًّا؛ فقد حرص الطرف الوطني على مواكبة كُـلّ مساعي العدوان عبر الإصلاحات المتواصلة بكل جوانبها؛ لنسف مبرّر إغلاق المطار؛ بحجّـة عدم جاهزيته، إلا أن تحالف الحصار والإجرام وبرعاية أممية ودولية، واصل ذاتَ النهج العدواني، من خلال الاعتداءات المتواصلة على عمليات الترميم والإنشاءات، وكذا فرض الحصار على المعدات، التي تم مباشرةً استيرادُها لتحل محل سابقاتها التي تم تدميرها.
وهنا يؤكّـد مسؤول الشؤون الفنية والهندسية بمطار صنعاء، أن: “تحالُفَ العدوان تعمَّدَ استهدافَنا، أثناء عمل الإصلاحات بعشرات الغارات، وكان يستهدف حتى معدات العمل”.
وفي هذا الجانب أَيْـضاً، يضيف مدير النقل الجوي، محمد السريحي، أن: “الغارات على مطار صنعاء تسببت بتدمير عدة أجهزة ملاحية ومنظومة الكهرباء في المدرج”، في حين يقول مسؤول الشؤون الفنية والهندسية بمطار صنعاء الدولي نجيب المتوكل: إنه “تم استهداف جهاز VR عام 2017 بشكل مباشر لمنع وصول الطائرات إلى مطار صنعاء الدولي”، متبعاً حديثه: “كما تم استهداف موقع المطار الجديد قيد الإنشاء بـ85 غارةً طالت حتى مكاتب الشركات العاملة في الموقع”.
وفي مواجهة القصف والتدمير ضد البنى التحتية للمطار عبر الترميم والإصلاحات الفورية، حرص الطرف الوطني أَيْـضاً على تعويض الأجهزة والمعدات التي تم قصفها عبر استيراد البديل، إلا أن منظومة القصف والحصار وبرعاية الوسيط الأممي، كان مُصِرَّةً على توفير الظروف التي تبقي المطار معطلاً أمام اليمنيين، ومفتوحاً أمام رحلات الأمميين المتواطئين، حَيثُ لم تصدر الأمم المتحدة موقفاً واحداً حيال تعمد فرض الخناق وتجدد الاعتداءات، وفي هذا الصدد يتابع مدير النقل الجوي السريحي في حديثه لوثائقي “قيود حادة” بقوله: “تم احتجاز أجهزة وقطع غيار مدنية في جيبوتي بالرغم من تفتيشها”، وهنا تأكيد على إصرار تحالف العدوان و”المنظمات الغطائية” على فرض حصار مزدوج على المطار، وذلك من خلال التدمير وحصار المسافرين وكذلك حصار الأجهزة والمعدات التي يتم استقدامها، فيما يضيف مدير مطار صنعاء خالد الشايف، في هذا السياق بقوله: “إن تحالف العدوان منع دخول وقود الطائرات وأجهزة فنية وقطع غيار بعد تفتيشها؛ بهَدفِ خلق مبرّرات لإيقافه”، مع العلم أن كُـلّ هذه الأحداث تمت بتواطؤ أممي ودولي.
وفي سياقٍ كشف التواطُؤَ الأممي أمام هذا الإصرار على الحصار وتضييق الخناق، يؤكّـد مدير قطاع النقل الجوي بهيئة الطيران المدني، الدكتور مازن غانم، بقوله: “لم نجد أي تجاوب رغم مراسلاتنا المتكرّرة لمنظمة الطيران المدني والأمم المتحدة والمنظمات الدولية”، في حين يضيف وزير النقل عبدالوهَّـاب الدرة بقوله: “مجلس الأمن والأمم المتحدة لم يكن لهم أي دور في شجب وتنديد هذا الحصار أَو على الأقل الضغط على التحالف لفتح المطار”.
لكن وأمام كُـلّ هذا التحشيد والتكالب لفرض الحصار، نسف الطرَفُ الوطني كُـلَّ المبرّرات وكان يعوض كُـلّ التدمير بحق البنى التحتية والأجهزة والمعدات، حَيثُ يؤكّـد وزير النقل، أن: “مطار صنعاء الدولي جاهزٌ لاستقبال الطائرات التجارية على مدار 24 ساعة ولم يكن هناك أي مبرّر لديهم”، علاوة على التصريحات المماثلة التي كانت تطلقها قيادات النقل الجوي، والمثبتة بالحقائق على الأرض التي تدمغ كُـلّ مبرّرات الإغلاق.
بعد الفشل المتواصل لإحكام الخناق.. ورقة “الجوازات” كوسيلة لفرض الحصار:
ومع تمسك الطرف الوطني بموقفه الثابت والمطالبة بفتح المطار، ونسف كُـلّ مبرّرات إغلاقه، عبر معالجة كُـلّ ما طاله القصف والتدمير، يكشفُ وثائقي “قيود حادة” عن الجوانب الأُخرى التي انتهجها تحالف العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي تحت المِظلة الأممية، حَيثُ لجأت هذه المنظومة الوحشية إلى خلق تعسفات بحق المسافرين؛ بغرض الإبقاء على الحصار، وإيجاد مبرّرات هي عذر أقبح من ذنب؛ فقد أصر تحالف العدوان على شروط تعسفية فيما يخص جوازات المسافرين؛ فكانت الحصيلة هي ابتزازَ المسافرين وقتلهم بعد وقبل حصولهم على جواز السفر.
وفي هذا الصدد، يؤكّـد مدير مطار صنعاء، خالد الشايف: أن “تحالف العدوان فرض شروطاً مجحفة وإجراءات تعسفية ومخالفة للاشتراطات الدولية”، مؤكّـداً أن: “تحالف العدوان لجأ إلى استهداف الجوازات الصادرة من عاصمة اليمن، بينما الجوازات في المناطق المحتلّة تصدر من الرياض”.
وفي السياق هنا أَيْـضاً شهادات تؤكّـد مدى استماتة دول العدوان والحصار على إغلاق المطار، وحشد كُـلّ الطاقات، بما فيها الزور الأممي والزيف الدولي، حَيثُ يؤكّـد وزير النقل عبدالوهَّـاب الدرة، أن: “الإجراءاتِ الأمنيةَ المتَّبعةَ في مطار صنعاء الدولي، تعملُ وفق التعليمات الأمنية الدولية لجميع مطارات العالم”، فيما ينوّه رئيس مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية، إسماعيل المؤيد، في حديثه لوثائقي “قيود حادة” إلى أن: “أنظمة الجوازات تخضع لمعايير ومواصفات عالمية من ضمنها نظام قراءة الجودة الخاضع لمواصفات منظمة الإيكاو”، ويؤكّـد المؤيد، أن: “ما أثير من شائعات ودعايات كان الغرضُ منها استهدافَ الجواز اليمني نفسه، وتشديد الحصار على مطار صنعاء الدولي”.
إجرامٌ وغطاء أممي مفضوحان.. “الجسر الطبي” لذر الرماد على العيون:
وفي مجمل الشهادات التي تحدث بها المذكورون، يتأكّـد للجميع أن تحالف العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي لم يتحفظ على الظهور أمام العالم بأنه مُصِرٌّ على قتل اليمنيين بكل الوسائل، حتى مع علمه بأن الغطاء الأممي المفضوح لم يكن كافياً لمواراة هذا الإجرام الذي أفرزه الحصار بحق المرضى والطلاب والمغتربين وغيرهم من المدنيين، حيثُ إنه وعلاوة على الجرائم التي طالت المرضى ممن فارقوا الحياة بحثاً عن منفذ للسفر؛ فقد تعرض أمثالهم من المرضى والطلاب والمغتربين –الذين أكملوا الحجّـة على العدوّ ورعاته واضطروا للسفر عبر المطارات في المناطق المحتلّة– لجرائم وحشية على يد مرتزِقة العدوان في خطوط السفر البرية، وكذلك للانتهاكات داخل المطارات، وكلّ ذلك بإشراف المرتزِقة وإدارة مباشرة من مشغليهم السعوديّين والإماراتيين والأمريكيين، وقد تأكّـد ذلك من خلال حماية كُـلّ عصابات التقطع والقتل والنهب التي نكلت بالمسافرين؛ ليتضح للجميع أن كُـلّ الأحداث خلال السنوات الماضية كانت تصب في مسار إغلاق الدائرة على اليمنيين وقتلهم.
وفي السياق، يؤكّـد مدير مطار صنعاء خالد الشايف بقوله: “تعرض 10 % ممن سافروا عبر المطارات المحتلّة إلى القتل والتقطع والنهب عبر 20 نقطة”، مُشيراً إلى أن: “هناك أكثر من 5 ملايين مغترب حرموا من زيارة أهاليهم وأكثر من 4 آلاف طالب حُرموا من دراستهم”، في حين يقول وزير النقل عبدالوهَّـاب الدرة: “لا يزال هناك أشخاص محتجزين ممن ذهبوا للسفر عبر المطارات المحتلّة، وهناك مخاطر عليهم”.
وعلاوةً على ذلك؛ فقد توفي الآلاف من المرضى الذين حُرموا من السفر، فضلاً عن أن خطوط الموت في المناطق المحتلّة شهدت أبشع الجرائم بحق المسافرين مرضى وطلاب ومغتربين، وأبرزهم ما تعرض له الطالب اليمني عبدالملك السنباني، من إجرام تجاوز كُـلّ الحدود، والذي حظي قاتلوا برعاية خَاصَّة من قيادات المرتزِقة ورعاتهم، وهكذا تم التعامل مع أمثالهم ممن ارتكبوا جرائم مماثلة، ليجد العدوّ والوسيط الأممي أنفسهم أمام فضيحة مدوية، سقطت معها كُـلّ العناوين الإنسانية وفاحت رائحة النفاق في هذا السياق؛ وهو ما دفعهم لاستخدام الجسر الطبي كوسيلة للتغطية على هذا الإجرام وإدخَال المرضى في متاهة جديدة يصارعون الموت بحثاً عن هذا الجسر الزائف.
وهنا يؤكّـد مدير مطار صنعاء خالد الشايف، أن: “الجسر الطبي كان لذر الرماد في العيون”.
وينوّه الشايف إلى أن: “تحالفَ العدوان والحصار ومعهم الأمم المتحدة لم يسمحوا للمرضى بالسفر حتى على حسابهم الخاص”، وعلاوة على شهادة مدير مطار صنعاء، فقد أوضح في وقت سابق الدكتور مطهر الدرويش المسؤول على الجسر الطبي، أن الآلاف من المرضى توفوا وهم ينتظرون هذا الجسرَ المزعوم، والذي وجد لتحجيم الأصوات المطالبة بفتح المطار، عبر إدخَال المؤملين فيه في دوامة وعود طويلة انتهت حياة معظمهم قبل أن تنتهي تلك الوعود!.
وفي السياق، يقول وزير النقل عبدالوهَّـاب الدرة: “إن الجسر الطبي لم ينقل سوى 30 حالة من أصل 35 ألف حالة مرضية”، وبهذه الإحصائية يتأكّـد للجميع أن الجسر الطبي هو الوسيلة التي أوجدتها الأمم المتحدة لتواري بها سوءات وجرائم الحصار الأمريكي السعوديّ بحق اليمنيين.
وبعد تفشي كُـلّ روائح الإجرام الذي مارسه التحالف الأمريكي السعوديّ الإماراتي، من خلال حصار المرضى والطلاب والمغتربين وكلّ أبناء الشعب اليمني بإغلاق مطار صنعاء وباقي المطارات في المناطق الحرة، فَـإنَّه ومع مرور عام على توقيع الهدنة والاتّفاق على فتح المطار، ما يزال تحالف العدوان والحصار مصِرًّا على خنق اليمنيين والسير على ذات المسار وبرعاية أممية أَيْـضاً، حَيثُ لم يفتح المطار طيلة الهدنة إلا بمقدار لا يتجاوز 9 % من اللازم، ومما تم الاتّفاقُ عليه، على الرغم من تلاشي كُـلِّ مبرّرات الإغلاق واعتراف التحالف العدواني والوسيط الأممي بكل الجرم والفظائع التي نتجت عن إغلاق المطار، غير أن المؤشراتِ تؤكّـد تكرارَ نسخة جديدة من سيناريو السنوات الماضية المليئة بالإجرام؛ فالعراقيل ما تزال تأتي تباعاً من قبل تحالف العدوان ومن قبل الأطراف الدولية المعنية بهذا الاتّفاق، ليكون الجميع أمام واقع مشهود لا غبار عليه، يخاطب العالم بأن أمريكا وأدواتها مصرون على قتل اليمنيين، وأن الوسط الأممي بات أكثر انخراطاً مع منظومة القتل والدمار والحصار، وأن المنفذَ الوحيدَ الذي بات أمام اليمنيين هو التحَرّك لكسر كُـلّ القيود، ليتحرّرَ الشعبُ بـ”أياديه الطولى”، التي هي الوحيدة الكفيلة بردع السجّان والقاتل، واستعادة كُـلّ الحقوق المشروعة والعادلة.
صحيفة المسيرة