هل نواجه اليهود بالوعي العالي أم بسطحية التفكير والاهتمام؟!!

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

 

أما الحرمين فهم الذين يشكلون خطورة بالغة لديهم على مستقبلهم، وأكد لهم ذلك تأملهم للقرآن – القرآن الذي لا نفهمه نحن – وأكد لهم ذلك أنهم وجدوا أن الحج يستخدم من قبل أي حركه إسلامية لتوعية الآخرين. وهكذا أراد الله للحج أن يكون ملتقى إسلاميًا، يذكّر الناس فيه بعضهم بعضاَ بما يجب عليهم أن يعملوه من أجل دينهم في سبيل مواجهة أعدائهم.

الإمام الخميني الذي عرف الحج بمعناه القرآني الكامل، هو من عرف كيف يتعامل مع الحج فوجه الإيرانيين إلى أن يرفعوا شعار البراءة من أمريكا، البراءة من المشركين، البراءة من إسرائيل، ونحن هنا كنا نقول: لماذا يعمل هؤلاء، ولم ندرِ بأن أول عَمَلٍ لتحويل الحج إلى حج إسلامي تَصَدَّر ببراءة ٍقرأها الإمام علي – إمامُنا – العشر الآيات الأولى من سورة [براءة] هي بداية تحويل الحج إلى حج إسلامي {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} (التوبة: من الآية3) ورسوله بريء من المشركين وقرأ البراءة من المشركين الإمام علي بن أبي طالب.

ونحن كنا هنا نقول ونحن شيعة الإمام علي: ما بال هؤلاء يرفعون (الموت لأمريكا/ الموت لإسرائيل) البراءة من المشركين هذا حج؟ [حج يا حاج]. حجنا نحن اليمنيين: [حج يا حاج] عجال، عجالين ونحن نطوف ونسعى ونرمي الجمار: [حج يا حاج] عجالين نريد نلهم الله نضوي من الحج نلحق [حنيذ، وَوَدَكْ] في البلاد.

فالإمام الخميني عندما أمرهم أن يرفعوا البراءة من المشركين في الحج أنه هكذا بداية تحويل الحج أن يُصبَغ بالصبغة الإسلامية تَصدَّر بإعلان البراءة قرأها الإمام علي وهي براءة من الله ورسوله، هذا هو الحج.

حتى البراءة التي يعلنها الإيرانيون أو يعلنها أي أحد من الناس هي ما تزال أقل من البراءة التي قرأها الإمام علي (عليه السلام) كانت براءة صريحة وإعلان حرب، ألم تكن إعلان حرب على الشرك وأنه لا يجوز أن يحضروا بعد هذا العام إطلاقًا إلى هذه الأماكن المقدسة، لا يجوز أن يحضر المشركون أبدًا بعد هذا العام؟ الإمام علي هو قرأ براءة من نوع أكثر مما يرفعه الإيرانيون في الحج، براءة من المشركين وإعلان الحرب عليهم، وإعلان بأنه لا يجوز أن يعودوا أبدًا إلى هذه المواقع المقدسة. ونحن كنا نقول: لا.. نحج وبسْ، هذه عبادة لله ما هو وقت أمريكا وإسرائيل.

هكذا نقول؛ لأننا لا نفهم شيئًا، هذه مشكلتنا لا نفهم إلا السطحيات، الحج عبادة مهمة، لها علاقتها الكبيرة بوحدة الأمة، لها علاقتها الكبيرة بتأهيل الأمة لمواجهة أعدائها من اليهود والنصارى.

عبادة مهمة إنما عطلها آل سعود، وعطلها اليهود والنصارى ولم يكتفوا بما يعمله آل سعود، القضية عندهم خطيرة جدًا إذا كانت القضية كبيرة جدًا عندهم هم لا يثقون بعملائهم ولا بأصدقائهم، مهما كنت صديقنا ربما يظهر أحد فيحصل كما حصل في إيران، ربما يظهر أحد يسيطر على المنطقة هذه ثم تفلت من أيدينا، يَريدون هم أن يسيطروا مباشرة، لم يعودوا يثقون بعملائهم أبدًا، هم يتنكرون لعملائهم ويضربونهم في الأخير متى ما اقتضت سياستهم أن يتخذوا موقفًا هم يعملون تبريرات كثيرة وكلامًا كثيرًا ضدك وأنت كنت صديقهم، حتى تصبح إنسانًا يستعجل الناسُ أن تُضرَب.

هكذا يعمل اليهود استطاعوا في أعمالهم معنا نحن المسلمين يعملون دعاية على أي أحد منا دعاية دعاية.. وقالوا بيحركوا سفنهم من هناك حتى أصبحنا عجالين أكثر منهم على أن يضرب هذا البلد.

الآن لو يقولون إنهم يريدون أن يضربوا العراق فنحن سنبقى قلقين نريد أن يضربوا العراق، استطاعوا أن يروضونا حتى أن نصبح أعجل منهم على ضربهم لبعضنا.

يوم قالوا يريدون أن يضربوا أفغانستان، قالوا لا زالت سفنهم هناك وحركتهم بطيه فكلنا عجالين نريد أن يضربوا أفغانستان من أجل أن نتفرج بس! هكذا سيصبح الحال لدينا في اليمن.

نحن نحمل نفوسًا قد ضاعت وضلت، قد خُذلنا – والله أعلم – من قِبل الله، لم يعد تفكيرنا مستقيم، لم تعد آراؤنا صحيحة، لم يعد فهمنا للدين صحيح، لم يعد شيء لدينا صحيح – أقول هذا حقيقة لكم – أصبحت الأمور لدينا غريبة جدًا، وأصبح من يصنعون الرأي العام لدينا من يصنع ثقافتنا من نردد كلامهم هم اليهود.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

لا عذر للجميع أمام الله

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 21/12/1422ه‍

اليمن صعدة

قد يعجبك ايضا