السودان..خروقات متفرّقة لاتفاق الهدنة وتحذيرات من الأسوأ
موقع أنصار الله – متابعات – 5 شوال 1444هـ
تشهد العاصمة السودانية هدوءًا حذرًا مشوبًا بخروقات متفرّقة لاتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بين طرفي الصراع بوساطة أميركية – سعودية، بعد عشرة أيام من المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” أسفرت عن وقوع مئات الضحايا وآلاف الجرحى من العسكريين والمدنيين.
وقد أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ طرفي النزاع وافقا على وقف النار ثلاثة أيام اعتبارًا من الثلاثاء.
وقال بلينكن في بيان الاثنين “عقب مفاوضات مكثفة على مدار الساعات الـ48 الماضية، وافقت القوات المسلحة السودانية وقوات “الدعم السريع” على تنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد ابتداءً من منتصف ليل 24 نيسان/ أبريل، ويستمر لمدة 72 ساعة”.
وأضاف: “خلال هذه الفترة، تحض الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الالتزام الفوري والكامل بوقف إطلاق النار”، مشيرًا الى أنّ الولايات المتحدة تعمل أيضًا مع شركاء لتشكيل لجنة تتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في السودان.
من جهته، أعلن وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان أن السعودية تتواصل مع الأشقاء في السودان “لتأمين ممرات آمنة لعمليات الإجلاء، وتسعى لإجلاء المزيد من العالقين”.
وأشار ابن فرحان إلى أنه تم إجلاء نحو 356 شخصًا، منهم 101 مواطنًا سعوديًا، و255 شخصًا آخرين ينتمون إلى 26 جنسية”، مؤكدًا أنّ السعودية “ستواصل إجلاء رعايا الدول التي طلبت المساعدة”.
*القوات المسلحة و”الدعم السريع” وافقا على الهدنة
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان قبولها للوساطة السعودية الأميركية لهدنة تستمر لمدة 72 ساعة وذلك “تخفيفًا على المواطنين ولدواعي إنسانية شريطة التزام المتمردين بوقف كافة الأعمال العدائية ومتطلبات استمراريتها”.
بدورها، أعلنت قوات “الدعم السريع” “موافقتها على الهدنة لمدة 3 أيام تبدأ من منتصف ليلة الاثنين- الثلاثاء بناءً على الوساطة الأميركية – السعودية.
وأفادت وسائل إعلامية عن سماع دوي مدافع وأصوات مضادات طيران الثلاثاء في محيط القصر الرئاسي وقيادة الجيش في الخرطوم في الساعات الأولى للهدنة بين طرفي الصراع المسلح.
وأفيد أيضًا عن سماع دوي انفجارات وأصوات قذائف مدفعية في أم درمان، وتعرض طائرة للجيش السوداني لنيران المضادات الجوية أطلقتها قوات “الدعم السريع” أثناء تحليقها في سماء المدينة.
*420 حالة وفاة و3700 مصاب
في غضون ذلك، أفادت آخر الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أنّ عدد ضحايا الاشتباكات بين القوات المسلحة وقوات “الدعم السريع” بلغ حتى يوم الأحد 420 حالة وفاة و3700 مصاب منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في 15 نيسان/ أبريل الحالي.
وأعلنت منظمة “الصحة العالمية” في بيان إنها غير قادرة حاليًا على إرسال المزيد من اللوازم الجراحية الأساسية ولوازم علاج الإصابات الشديدة إلى السودان، لأن المطارات “لا تزال متوقفة عن العمل والطرق غير آمنة”.
وتسببت المعارك أيضًا بنزوح عشرات الآلاف من المواطنين السودانيين، في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود، وانقطاع في التيار الكهربائي وتراجع حاد في القدرة على توفير الخدمات الصحية.
وتسارعت عمليات إجلاء آلاف الرعايا والدبلوماسيين الأجانب بمختلف وسائل النقل البري والبحري والجوي.
وحذرت الأمم المتحدة من أنه “في حين يفرّ الأجانب القادرون على ذلك، يزداد تأثير العنف على الوضع الإنساني الحرج أساسًا في السودان”.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين فإن 800 ألف لاجئ من جنوب السودان يعيشون في السودان سيعتمدون على أنفسهم في العودة إلى وطنهم الذي فرّوا منه هربًا من الحرب.
*مقتل مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في الخرطوم
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية مساء الاثنين مقتل مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في الخرطوم محمد الغراوي.
وقالت الخارجية المصرية في بيان: “تنعي وزارة الخارجية وأعضاؤها ببالغ الحزن والأسى شهيد الواجب محمد الغراوي مساعد الملحق الإداري بسفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم”.
وأوضح البيان أنّ “محمد الغراوي قتل الاثنين، خلال توجهه من منزله إلى مقر السفارة لمتابعة إجراءات الإجلاء الخاصة بالمواطنين المصريين في السودان”، مؤكدًا أنّ “البعثة المصرية في السودان سوف تستمر في تحمل مسؤوليتها في متابعة مهام إجلاء المواطنين المصريين من السودان وتأمين عودتهم لأرض الوطن بسلام”.
وكانت القوات المسلحة السودانية أعلنت في وقت سابق أنّ مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية قتل بنيران قوات “الدعم السريع” عصر الاثنين داخل سيارته التي تحمل لوحات دبلوماسية.
*نزاع في “كامل المنطقة”
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وجّه تحذيرًا من أنّ العنف في السودان قد “يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها”.
وقال أمام مجلس الأمن “إنّ الوضع في السودان يواصل التدهور”، مشددًا على ضرورة “أن تتوقف أعمال العنف التي تهدد بحريق كارثي داخل السودان قد يمتد إلى كامل المنطقة”.