فيصل رجب .. وزمان العجب !!!
موقع أنصار الله ||مقالات ||عبدالفتاح البنوس
مخجل حال مرتزقة العدوان وعلى وجه الخصوص أبواقهم الإعلامية وهم يحاولون التغطية على أشعة الشمس لحجب أنوارها والتعتيم على الناس من خلال الأراجيف والهرطقات والخزعبلات التي يروجون لها في سياق الحرب الإعلامية التي يشنونها على بلادنا والتي تعتمد على نشر الشائعات والأكاذيب وفبركة الأحداث وقلب الحقائق، ولا أخفيكم أنني أشعر في الكثير من الأحيان بالحياء والخجل بالنيابة عن بعضهم عندما أجدهم يغرقون في (الكذب المعسبل) ويعمدون إلى تشويه كل ما هو جميل، والنيل من أي خطوات أو مبادرات إيجابية تقوم بها سلطة صنعاء تندرج في سياق تحصين الجبهة الداخلية والحفاظ على النسيج الاجتماعي وترميم الجسد اليمني المثخن بالجراح.
بالأمس أفرجت سلطة صنعاء عن اللواء الأسير فيصل رجب- القائد الأسبق لمحور سفيان بتوجيهات من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وذلك تلبية للوساطة القبلية التي قادها عدد من مشائخ ووجهاء محافظات أبين وشبوة والبيضاء، بعد أن أسقط تحالف العدوان ومرتزقته اسمه من كشوفات صفقة رمضان الخاصة بتبادل الأسرى بصورة عنصرية مقيتة تعكس اضمحلال تفكيرهم وسخافة عقولهم وافتقارهم للقيم والمبادئ والأخلاق، حيث قدموا أولادهم وذويهم على القيادات المحسوبة عليهم والتي كانت تقاتل إلى صفهم .
عملية الإفراج حظيت بارتياح شعبي ورسمي غير مسبوق وخصوصا في أوساط أبناء المحافظات الجنوبية عامة ومحافظة أبين مسقط رأس اللواء رجب خاصة ، حيث عكست روح الاخوة وقيم التسامح والتصالح التي يتمتع بها أبناء شعبنا اليمني والتي سعى العدوان وأذنابه إلى استهدافها والنيل منها من أجل ضرب النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية بين اليمنيين من خلال العدوان الغاشم والحصار الجائر، ومن الطبيعي الاحتفاء بهذا الحدث وتسليط الضوء عليه وخصوصا في ظل تعنت قوى العدوان وأدواته فيما يتعلق بملف الأسرى ورفضهم طي هذا الملف بصورة نهائية من خلال صفقة تبادل شاملة، تشمل كافة الأسرى من الجانبين دون استثناء .
ولكنها في المقابل قوبلت بحالة من السخط من قبل أبواق العدوان الذين تعمدوا التقليل من أهميتها واعتبارها حدثا عابرا لا يستحق كل هذا التفاعل وكل هذه الاحتفاء، من باب الحقد والكراهية، وكلها مواقف ارتدادية للصدمة التي تعرضوا لها جراء ذلك، حيث بلغ بهم الحقد إلى حد تمجيد الكيان الصهيوني والثناء عليه لأنه -حسب زعمهم- يفرج عن أسرى المقاومة، في مغالطة مفضوحة جدا ، ففي الوقت الذي يرفض حزب الإصلاح الإفراج عن المعتقلين في سجونه بمارب رغم أن الكثير منهم تم اعتقالهم بصورة تعسفية أثناء سفرهم للخارج أو خلال عودتهم من السفر عبر مارب، ولم يحصل أن قام بإطلاق سراح أي أسير أو معتقل لأسباب ودواع إنسانية، بل عمد إلى تعذيب الأسرى والتنكيل بهم وصولا إلى تصفية العديد منهم داخل السجون والمعتقلات التي لا تليق بأن تكون حظائر للحيوانات .
وشتان بين موقف القيادة والسلطة في صنعاء مع اللواء فيصل رجب ومن سبقه من الأسرى اليمنيين والسعوديين والسودانيين والأمريكيين وغيرهم، وبين موقف قوى العدوان ومرتزقته تجاه أسرى الجيش واللجان الشعبية والمعتقلين تعسفا من اليمنيين في سجونهم، لا مجال للمقارنة، ولا يمكن لأبواق العدوان أن تقلل من أهمية هذه المبادرات الأخوية الإنسانية الوطنية ، فالمسألة مسألة قيم ومبادئ وأخلاق تجسدها صنعاء قيادة وسلطة وتفتقر إليها قوى العدوان وأدواته، لذا لا غرابة أن تصدر منهم مثل هذه المواقف السخيفة، وتصدر عنهم تلكم المنشورات والتصريحات المخزية التي تكشف عن عفن عقولهم .
بالمختصر المفيد، إطلاق صنعاء للواء فيصل رجب يعد تكريما لأبناء أبين وكافة القبائل الشرفاء الذين رافقوا وفد مشائخ ووجهاء أبين إلى العاصمة صنعاء؛ ومكرمة يمانية تحسب لقائد الثورة وسلطة صنعاء التي أثبتت بأنها الحاضنة الوطنية لكل اليمنيين، وأنها صمام الأمان للوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي اليمني، رغم أنوف تحالف العدوان ومن دار في فلكه من المرتزقة المنافقين .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.