كشف المحكمة الجنائية عن جرائم حرب أمريكا في افغانستان يلاقي برفض أمريكي
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
يظن غالبية البشر بأن “أمريكا” دولة ديمقراطية وصانعة للسلام، إلا أن ارتكابها للجرائم باستمرار في العديد من الدول يكشف زيف ايديولوجيتها الفلكية البعيدة كل البعد عن صنع السلام الذي تزعمه.
ولم تأت الوثائق التي تثبت صحة ارتكاب أمريكا لجرائم حرب من قبل دولة معادية لها، بل من قبل المحكمة الجنائية الدولية الموضوعية في قراراتها وإداناتها، والتي كشفت يوم الاثنين عن وجود دلائل تشير الى ارتكاب القوات الامريكية وعملاء في الاستخبارات المركزية الأمريكية جرائم حرب في افغانستان، وقيامها بعمليات تعذيب في معتقلات احتجاز سريّة في عامي 2003 و2004.
وكشفت “فاتو بنسودا” المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية في تقريرها السنوي حول الأبحاث التمهيدية عن جرائم أمريكا بالتفصيل للمرة الأولى، مؤكدة أن جنود أمريكيين مارسوا أعمال تعذيب على 61 معتقلا، وأهانوا كرامتهم الشخصية على الأراضي الأفغانية.
من جهتها ندّدت واشنطن يوم الثلاثاء باتهام ممثلي ادعاء محكمة لاهاي لها، وجاء الرفض الأمريكي على لسان المتحدثة باسم الخارجية “إليزابيث ترودو”: لا نعتقد أن إجراء المحكمة الجنائية الدولية بحثا أو تحقيقا في تصرفات العناصر الأمريكيين في أفغانستان أمر مبرر أو ملائم.
وتابعت ترودو متذرّعة بأنه لدى أمريكا نظام وطني متين للتحقيق والمساءلة وأن عمله مايزال قائما، متزعمة بأن بلادها ليست طرفا في نظام روما الأساسي (الذي أنشأ المحكمة)، ولم توافق على اختصاص المحكمة الجنائية الدولية.
وانتهجت أمريكا سياسة التعذيب والاستجواب من قبيل الإيهام بالغرق ووسائل تعذيب أخرى، بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك، لاسيما بعد موافقة إدارة الرئيس جورج بوش على استخدام التعذيب لإرغام المعتقلين على الاعتراف.
محكمة لاهاي تدين جرائم “تل أبيب” على غرار “واشنطن”
ويعيد للأذهان تقرير محكمة لاهاي بشأن جرائم أمريكا في افغانستان، التحقيق الذي فتحته المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية حول جرائم ارتكبها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين، والذي أثار امتعاض واشنطن الحليفة الأقوى للكيان، الأمر الذي يشير الى وجود توافق أمريكي اسرائيلي في اتباع سياسة التعذيب تجاه المعتقلين. وكان قد أدان تحقيق المحكمة جرائم حرب ارتكبها الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية لاسيما في قطاع غزة صيف 2014.
وكشفت المحكمة أن قرابة 2200 فلسطيني قتل جرّاء الحرب الصهيونية على غزة والذين كان غالبيتهم من المدنيين. في حين لم يقتل على الطرف الاسرائيلي سوى 70 جندي صهيوني.
إن التاريخ الأمريكى الأسود لايمكن إخفاؤه عن الأعين، وذاكرة الشعوب لن تتهاون مع ذكريات أليمة خلّفتها جرائم الأمريكان في أوطانهم، وها نحن نذكر واشنطن ببعض تاريخها الاجرامي هذا.
جرائم امريكا في دول العالم
لن يغفل أحد عن الجرائم الامريكية في الحرب العالمية الثانية، حيث دمّرت 334 طائرة أمريكية ما مساحته 16 ميلاً مربعًا من طوكيو، وقتلت مائة ألف شخص في يوم واحد، وشردت مليون نسمة، وأحرقت الرجال والنساء والأطفال اليابانيين، وتم غليهم حتى الموت، علاوة على الضربة النووية لكل من هيروشيما وناغازاكي الراسخة في تاريخ اليابان والبشرية جمعاء.
وأما في فيتنام فقد أبدعت واشنطن في ارتكابها للجرائم، حيث قامت بقتل 160 ألف شخص، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص، واغتصاب 31 ألف امرأة، ونُزعت أحشاء ثلاثة آلاف شخص وهم أحياء، وأحرق أربعة آلاف حتى الموت، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة.
وعلاوة على العديد من الدول الأخرى، لابد من الإشارة الى مذابح الجيش الامريكي في العراق، والتي راح ضحيّتها أكثر من مليون طفل عراقي، جرّاء قصف الطائرات الأمريكية ، وبعد العام 2003 وصل عدد ضحايا العدوان الامريكي للعراق إلى 5 ملايين قتيل، وأصيب الآلاف من الأطفال الرضع في العراق بالعمى لقلة الأنسولين، وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي.
كما استخدم الجيش الامريكي متفجرات الضغط الحراري، وهو سلاح زنته 1500 رطل خلال عدوانه على العراق و ألقت الطائرات الامريكية حوالي أربعين طنا من اليورانيوم المنضب.
ومن أحدث الجرائم الأمريكية بحق شعوب العالم، قيام قواتها بقتل 10 آلاف مدني في طرابلس الليبية لوحدها بذريعة القضاء على حكم معمر القذافي 17/2/2011.
ومضة دامية على تاريخ امريكا الاسود
وفي لمحة سريعة على المجازر الامريكية، لن ينسى أحد مجزرة داتشاوي في ألمانيا، ومجزرة بيسكاري بإيطاليا، وعملية “teardrop” حيث تم قتل 8 بحارة ألمان بعد القبض عليهم وكانوا قد نجوا من غرق سفينة ألمانية، و مجزرة أودوفيل-لا-هوبيرت بفرنسا، حيث تم قتل 80 جندي ألماني أسيرا، ومجزرة ساحل أوماها بفرنسا حيث تم قتل 64 ألماني أسرى.
وعلى الجانب الشرق آسيوي قامت القوات الامريكية بقتل ما بين 300 إلى 400 مدني في 29 يوليو 1950 غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ في قرية “نوجن – ري” بكوريا الجنوبية.
في نهاية المطاف، يمكننا أن نقول وبناء على إدانة المحكمة الدولية للجرائم الأمريكية في افغانستان، أن الولايات المتحدة هي أم الإرهاب، وأن صناعة وحش الإرهاب تتم في غرف أمريكية سوداء وبإشراف رئيس البيت الابيض ذاته.