أمريكا تواصلُ الدفعَ نحو مواصلة العدوان والحصار وإفشال جهود السلام
||صحافة||
واصلت الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية اندفاعَها العدوانيَّ نحو عرقلة جهود تحقيق السلام العادل في اليمن، حَيثُ جدَّدت، الثلاثاء، تأكيدَ مواصلة تقديم الدعم العسكري للنظام السعوديّ؛ لمواصلة العدوان والحصار، وذلك بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى المملكة، في زيارةٍ رأى مراقبون أنها تؤثر سلبياً على مسار عملية السلام، خُصُوصاً في ظل استمرار التحَرّكات العدائية للسفير الأمريكي لدى حكومة المرتزِقة.
وأكّـدت وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الرسمي، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة الأمريكية “ملتزمة بتعزيز الشراكة الأمنية مع السعوديّة” من خلال مبيعات الأسلحة “التي ستدعم البنية الدفاعية والجوية والصاروخية” للمملكة، وستجعلها “أكثر تكاملاً”، وَأَيْـضاً من خلال “المشاركة في التدريبات المشتركة والتصدي لانتشار المسيَّرات والصواريخ إلى الجهات غير الحكومية التي تهدّد السلام والأمن في المنطقة” بحسب ما جاء في التصريح.
ويشير هذا التأكيدُ بوضوح إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل الدفع بشكل معلن نحو مواصلة العدوان والحصار تحت مبرّر “حماية المملكة؛ الأمر الذي يؤكّـد بدوره أن واشنطن لا زالت تتمسك بموقفها العدائي تجاه الشعب اليمني، وترفض تنفيذ مطالبه التي وصفتها في وقتٍ سابق بأنها “مستحيلة” و”غير واقعية”.
ويأتي هذا التصريح بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى السعوديّة، في زيارةٍ هي الثانية لمسؤول أمريكي إلى السعوديّة خلال شهر، حَيثُ كان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قد زار المملكة في السابع من مايو المنصرم؛ لمناقشة عدة ملفات، منها مِلف اليمن.
ويرى مراقبون أن زيارة بلينكن ستضيفُ المزيدَ من التعقيدات على مشهد مفاوضات السلام بين صنعاء والرياض، بالنظر إلى الإصرار الأمريكي المُستمرّ نحو عرقلة جهود السلام والدفع بالرياض نحو مواصلة العدوان والحصار.
ومنذ انتهاء جولة المفاوضات التي شهدتها العاصمة صنعاء في رمضان مع الجانب السعوديّ بحضور الوساطة العمانية، كثّـفت الولايات المتحدة الأمريكية تحَرّكاتها لعرقلة جهود السلام من خلال إرسال العديد من مسؤوليها إلى المملكة لمنع الرياض من التجاوب مع مطالب الشعب اليمني.
وبعد زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى المملكة الشهر الماضي، أبدت الرياض المزيد من مؤشرات الاستجابة للإرادَة الأمريكية فيما يتعلق بالمِلف اليمني، حَيثُ اندفعت أكثر نحو المماطلة والتلكؤ، وكثّـفت محاولاتها الإعلامية التضليلية لتقديم نفسها كوسيط، بالتوازي مع محاولات تشويه واستهداف القيادات الوطنية، وعلى رأسها الرئيس مهدي المشاط.
وحاولت وسائل الإعلام السعوديّة هذا الأسبوع بث مواد وأخبار مضللة تهدف لإثارة الرأي العام المحلي وتأليب الشارع ضد السلطة الوطنية، وهو ما يعتبر مؤشراً إضافياً واضحًا على تماهي النظام السعوديّ مع التوجّـهات الأمريكية التي تحاول استخدامَ التهدئة كغطاءٍ لخلط الأوراق واختراق الجبهة الداخلية.
وردت صنعاء على هذا الموقف برسائل قوية أكّـدت فيها أن المماطلة ستؤدي إلى نفاد الصبر، وحذرت السعوديّة من أنها لن تكون بمنأى عن تداعيات استمرار العدوان والحصار ومعاناة الشعب اليمني، منذرةً بخيارات عسكرية رادعة مزلزلة.
ويتوقع مراقبون أن تؤدي زيارة بلينكن إلى المملكة إلى دفع الرياض نحو المزيد من التعنت، خُصُوصاً في ظل عدم وجود أية مؤشرات تعكس رغبة السعوديّة في الخروج عن التوجّـهات الأمريكية.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أكّـد في خطابه الأخير أن السعوديّة تتحَرّك وفقاً لهامش مسموح به أمريكياً، وأن اللجوء إلى التهدئة في اليمن جاء ضمن هذا الهامش الذي لا يهدف فقط لكسب الوقت؛ مِن أجل مواصلة التآمر على الشعب اليمني.
هذا أَيْـضاً ما تؤكّـده التحَرّكات والمواقف العدائية المُستمرّة للسفير الأمريكي لدى حكومة المرتزِقة ستيفن فاجن، والذي يواصل محاولات خلط الأوراق من خلال الدفع بالمرتزِقة إلى واجهة المشهد؛ لاستخدامهم كغطاء للتوجّـهات التصعيدية التي تسعى من خلالها واشنطن لسد الطريق أمام جهود السلام.
وفي هذا السياق، قال حساب السفارة الأمريكية: إن “فاجن” التقى، الاثنين، بما يسمى وزير الدفاع في حكومة المرتزِقة، المدعو محسن الداعري، لمناقشة ما أسماه بـ”جهود مكافحة تهريب المواد غير المشروعة ذات المنشأ الإيراني إلى اليمن”، وهو ما يشير بوضوح إلى أن واشنطن تواصل العمل على اختلاق مبرّرات لمواصلة الحصار ولتثبيت وتوسيع تواجد القوات الأجنبية في المحافظات المحتلّة وفي السواحل والجزر اليمنية تحت عنوان مكافحة التهريب.
وكثّـف السفير فاجن خلال الأيّام الأخيرة لقاءاته بقيادات حكومة المرتزِقة وأعضاء ما يسمى “المجلس الرئاسي” الذي شكَّلته السعوديّة، وذلك تحت عناوينَ تصعيدية عبَّرت بشكل واضح عن نوايا عدائيةٍ لمواصلة تجويع الشعب اليمني، وحرمانه من حقوقه المشروعة ومن ثرواته الوطنية.
صحيفة المسيرة