دور الشعوب في تغيير معادلة الصراع
موقع أنصار الله || من هدي القرآن ||
وهنا ندرك الضرورة القصوى، ونرى الضرورة القصوى للدور الشعبي الفاعل، نرى ما يدلل على فاعليته على أهميته، بعد أن يجب أن نستوعب أنه لا يمكن الرهان على الحكومات العربية بما هي عليه، بتوجهاتها السياسية، بواقعها الاستبدادي القمعي، باعتمادها الاعتماد الكبير على الخارج وبالذات على الأمريكيين الذين هم سند أساسي ورئيس للكيان الصهيوني الغاصب والمعادي.
الواقع الرسمي لا يمكن الرهان عليه نهائياً، الحكومات لا يمكن الاعتماد عليها، يجب أن تكون ميؤوسة منها، إلا إذا غيرت بواقع جديد، بحكومات جديدة تحمل في أولوياتها قضايا الأمة الكبرى.
إذاً ندرك ضرورة الدور الشعبي الفاعل المؤثر، ونرى شاهداً واضحاً على فاعليته، المقاومة الإسلامية في فلسطين، المقاومة الشعبية في فلسطين، المقاومة في لبنان شاهد حي وواضح على فاعلية الدور الشعبي في مواجهة هذا الخطر، نرى ما حققت المقاومة في فلسطين، ما حققت المقاومة في لبنان، ما أنجزته من إنجازات حقيقية في صراعها مع العدو الإسرائيلي، هذا شاهد واضح، شاهد حي على أهمية الدور الشعبي.
وللشعوب الحق في أن تتحرك، أولاً من واقع المسؤولية، هي تتحمل مسؤولية بحكم انتمائها للإسلام، وبحكم أنها متضررة، أنها تعاني من الخطر الإسرائيلي والأمريكي، تعاني من نتائجه، تعاني من ظلمه، تعاني من مساوئه وآثاره، فهي لها الحق، حق الدفاع عن النفس، حق مواجهة خطر حقيقي يهددها، يهدد وجودها، يهدد حقها في الحياة، حقها في الحياة الكريمة العزيزة، حقها في أن تكون شعوباً حرة، ثم بحكم انتمائها للإسلام الذي يفرض عليها مسؤولية مواجهة الظلم، مواجهة الفساد، مواجهة الطغيان، مواجهة الاستعباد والإذلال والهوان.
المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان دليل حي وواضح وقائم على فاعلية دور الشعوب، وأنها إذا تحركت ستنتصر، وستكون بعون الله وبإذن الله موفقة في حسم هذه المشكلة، وفي إنهاء هذا الخطر، وفي دفع هذا الشر، وفي إزالة هذا الظلم، وفي إزالة هذا الفساد والطغيان.
ما أنجزته المقاومة في فلسطين وفي لبنان بالرغم من الخذلان الكبير القائم على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي، وبالرغم من حجم التآمر والتواطؤ الرسمي لبعض الدول العربية عليها، التواطؤ مع العدو الإسرائيلي والتآمر مع الإسرائيليين على قمع تلك الحركات المقاومة والمجاهدة.