الاعلام والثقافة
موقع أنصار الله || من هدي القرآن ||
• التزييف للفكر, التزييف للثقافة, التزييف للوعي, التزييف للإعلام, هذه قضية خطرة جداً جداً جداً ووسيلة أساسية ورئيسية يضربون بها الأمة, من خلالها يتمكنون هم أن يتحكموا في صناعة التصور, التفكير, الرؤية, وبالتالي طبيعة التفكير والموقف, الموقف, في نهاية المطاف يدفعون هم فئات واسعة داخل المجتمع الإسلامي إلى تبني مواقف هي تخدمهم, هي لمصلحتهم, فنكون نحن أمة نضرب أنفسنا, نعمل ما يضرنا وما يخدم أعداؤنا, نتحرك نحن بأنفسنا عملياً فيما يحقق سياسات تضربنا من الداخل, تضعفنا من الداخل, تحقق لأعدائنا الكثير والكثير من المكاسب هذه مسألة مهمة جداً
من خلال وسائل الإعلام المقروءة, المسموعة, المرئية, من خلال اختراقهم للجامعات والمناهج الدراسية والمشاريع التعليمية, كل العوامل التي من خلالها يمكن أن يصنعوا توجه الأمة, هذا من أخطر ما يكون, أن يكونون هم بكل ما يحملونه من عداء للأمة, بكل حقدهم, بكل الحالة العدوانية التي يعيشونها يحملونها تجاه الأمة ويمارسونها تجاه الأمة مَن يتحكمون في صناعة توجه الناس في مواقفهم, في رؤاهم, حالة خطيرة جداً لا أسوأ منها ولا أخطر منها؛ لأنهم بالتالي هم يدفعوننا من الداخل إلى أن نضرب أنفسنا, إلى أن نتحرك بالشكل الذي يفيدهم يخدمهم, هذه واحدة واحدة من المجالات من الوسائل من الأساليب التي يركزون عليها.
يوم القدس العالمي1433هـ
• في الجانب الإعلامي.. اليهود هم الآن أرفع وعياً من المسلمين، اليهود أكثر وعياً فيما يتعلق بالمواجهة في صراعنا الآن. ألسنا نقول أن الصراع [صراع عربي إسرائيلي]، والعرب يقولون هكذا: [صراع عربي إسرائيلي] العرب أو المسلمون بصورة عامة.. الإسرائيليون استطاعوا أن يخلقوا وعياً يهودياً داخل إسرائيل فيما يتعلق بالصراع مع العرب أفضل بكثير مما يعمله العرب، بل لا يعمل العرب شيئاً.
أين هي المناهج الدراسية التي تربي أبناءنا على أن يحملوا عداوة لأمريكا وإسرائيل؟ أن يحملوا عداوة لليهود والنصارى؟ أين هو العمل – من أي وزارة – الذي يجعل هذا الشعب بمستوى أن يصمد ولو شهراً واحداً فيما لو دخل في حرب مع إسرائيل؟ لا شيء.
بل إنهم بحكم تأثرهم واستجابتهم لمطالب إسرائيل, مطالب اليهود – واليهود دقيقون جداً جداً حتى في ما يتعلق بالمفردات، بالمفردات اللغوية – يحاولون أن ينسفوا أي مفردة يعرفون بأنها ترسخ مشاعر تكون خطيرة عليهم.
طلبوا من الإعلام العربي إزالة كلمة [العدو الإسرائيلي] التي كانت تستخدم، فأصبحت أجهزة الإعلام لا تتحدث – حتى الفلسطينية – لا تتحدث عن العدو الإسرائيلي، بل الفلسطينيون أنفسهم – وهذا من العجيب ومما يثير الاستغراب والأسى في وقت واحد – أن الفلسطينيين كلما سمعناهم يتحدثون عن هذا الظرف يقولون: [حكومة شارون، شارون, حكومة شارون, حكومة شارون]، لم يقولوا (إسرائيل)؛ لأنهم قد اعترفوا بإسرائيل، وإنما هذا كشخص يهودي هو [حكومة شارون] لو أنها حكومة شخص آخر ما يمكن أن تعمل هذا الشيء! المشكلة هو شارون باعتباره رئيس وزراء. أما إسرائيل ما كأنها مشكلة، ما كأن وجودها مشكلة، فأصبحوا يقولون: [حكومة شارون].
ألم تسمعوهم أنتم؟ كل من يتحدث عن شارون وحكومة شارون, شارون؟ ثم الأجهزة الإعلامية نفس الشيء في البلاد العربية تتحدث عن شارون؛ لأنهم لم يعودوا يتحدثون عن إسرائيل كعدو، لم يعودوا يتحدثون عن اليهود كعدو.
وهذه الكلمة مؤثرة جداً، استخدام كلمة: [عدو] ضد إسرائيل مما ترسخ مشاعر العداء، هذه فُقِدَت في إعلامنا، فُقِدَت في مناهجنا الدراسية، فقدت حتى في تداولنا في الحديث، فأصبحت كلمة [يهود ونصارى] اُستبدلت بكلمة [الغرب]. الإمام الخميني كان يستخدم – لما كانت هذه العبارة قد أشيعت بشكل كبير – [الغرب الكافر] الغرب الكافر, يتحدث بهذا المنطق.
الغرب, الغرب, أمريكا.. هم اليهود والنصارى الذين تحدث الله عنهم هنا وما يكنُّونه لنا, وما يعملوه ضدنا هم هم أنفسهم الذين يسموهم الآن [الغرب], هم الآن اليهود الذين نسفوا من قاموس التخاطب الإسلامي للبلدان وللدول الإسلامية ألغوا استخدام كلمة (جهاد) واستبدلت بـ[مناضلين وحركة مقاومة وانتفاضة] وأشياء من هذه، لم يعودوا يستخدمون كلمة: [جهاد] التي ركّز القرآن عليها وجعلها مصطلحاً إسلامياً قرآنياً له أثره في خلق مشاعر دينية، أنه جهاد في سبيل الله، فاستبدلت بكلمة [مقاومة، حركة المقاومة اللبنانية، المقاومة الفلسطينية، المناضلين العرب، المناضلين، انتفاضة] ليس هناك استخدام كلمة: [جهاد]؛ لنعرف أن اليهود قد وصل الأمر بهم في سيطرتهم علينا إلى أن أصبحت ألسنتنا تحت تصرفهم، أصبحت أجهزتنا الإعلامية تحت تصرفهم.
• كم يملك العرب من محطات التلفزيون والقنوات الفضائية؟ هل استطاعوا أن يخلقوا رأياً عالمياً مضاداً لإسرائيل؟ لا.
معروف عن اليهود والنصارى أنهم متباغضون فيما بينهم، وأن النصارى يتهمون اليهود بقتل المسيح، وأن النصارى حملوا العداء لليهود – كما نعاديهم نحن – فترة طويلة من الزمن، هل استطاع مثقفوا هذه الأمة العربية، هل استطاع الإعلام العربي أن يغذي العداء داخل النصارى لليهود؟ أو أن يصنع رأياً عالمياً مضاداً لإسرائيل؟ أو أن يصنع رأياً عالمياً متعاطفاً مع فلسطين؟ أو حتى أن يصنع رأياً عالمياً عربياً يحمل عقدة العداء لإسرائيل؟ لم يحصل كل ذلك!.
وهم في نفس الوقت يقولون أن اليهود هم الذين يصنعون الرأي العالمي داخل بلدان أوروبا وأمريكا وآسيا وغيرها، هم الذين يصنعون الرأي العام العالمي داخل تلك البلدان. أين جاءت أموال العرب؟ أين جاءت محطاتهم التلفزيونية؟ أين جاءت قنواتهم الفضائية؟ أين صحفهم؟ أين الصحفيون؟ المئات من الصحفيين منهم؟ أين مراكزهم الإسلامية؟ أين وأين؟. كلهم عجزوا أمام اليهود.