إحاطة تاريخية مختصرة عن الخلفية السياسية لمجزرة تنومة
حزام الاسد
بعد استقلال اليمن عن الاستعمار التركي العثماني عام 1918م أعلن الإمام يحيى حميد الدين عدم الاعتراف باتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين الدول الاستعمارية (المملكة البريطانية والسلطنة التركية العثمانية) عام 1914م والتي قسمت بموجبها اليمن الى شطرين، لتواجه اليمن العديد من التحديات والمؤامرات البريطانية حيث توغلت القوات البريطانية لاحتلال مناطق الضالع عام 1922م فيما تمكنت القوات اليمنية من تحرير مناطق البيضاء وتقدمت نحو بلاد العواذل، لتوعز بريطانيا لخادمها المطيع في المنطقة عبد العزيز آل سعود بمشاغلة اليمن وتشتيت قواتها العسكرية ليقوم الأخير بتنفيذ أبشع جريمة منكرة بحق الحجاج اليمنيين خدمة لسيده الانجليزي وتحت عناوين طائفية تكفيرية، حيث ترصدت قطعان وهابية تكفيرية تابعة لعبدالعزيز آل سعود في 17 ذو القعدة 1341ه الموافق 1 يوليو 1923م للحجاج اليمنيين أثناء رحلتهم لأداء فريضة الحج وشنت هجوم غادر وهمجي على موكب الحجاج العزل أثناء استراحتهم في منطقتي تنومة وسدوان بعسير حيث قامت بقتل وذبح أكثر من ثلاثة آلاف حاج يمني بينهم عدد كبير من النساء والأطفال وكبار السن ونهب وسرقة كل أمتعتهم وأموالهم .
وللعلم فقد كوفئ عبدالعزيز آل سعود من قبل بريطانيا بعد تنفيذه لهذه الجريمة مباشرة بتمكينه من السيطرة على مكة المكرمة واحتلال المشاعر المقدسة للمسلمين التي كانت تحت حكم الشريف حسين.
الجدير ذكره أنه وبعد تحرير القوات اليمنية لمدينة الحديدة والساحل الغربي الممتد من صامطة شمالاً إلى بيت الفقيه جنوباً عام 1926م باشرت بريطانيا بشن غارات جوية على مدن “تعز وقعطبة وذمار ويريم ورداع” استمرت لمدة خمسة أيام متواصلة في محاولة لإخضاع واركاع أبناء الشعب اليمني لصالحها ولصالح خادمها المطيع عبدالعزيز آل سعود.
ومن خلال تفحص الواقع ومجريات الأحداث نلحظ أن الصراع هو نفسه ما يزال مستمر مع قوى الهيمنة والاستكبار العالمي المتمثلة اليوم بأمريكا وبريطانيا والدول الغربية واسرائيل وبنفس الأدوات المعروفة والعناوين والمسميات.