محاربة الشعار دليل على فاعليته وتأثيره على الأمريكيين
لا يتهاون الناس ببعض الأشياء، نحن نعتبر بعض الأعمال نعتبرها هامة جدًا، للأسف الكثير من الناس يعتبرها طبيعية وعادية، وما هي كافية أن الناس ينشطوا فيها. لكن يتهيأ، يهيئ الله مثلًا ما يمكن أن يجعل له شاهد أن هناك هذا العمل المعين عمل مهم ومؤثر، هذا الشعار انطلق من سنة تقريبًا في شهر شوال في العام الماضي، عاد به إلى حد الآن مناطق كثيرة ما “بيرفعوه” ولا “بينطلقوا” في هذا الاتجاه، اتجاه توعية نفوسهم، تهذيب نفوسهم ليكونوا معدين أنفسهم لمواجهة أعداء الله، ورافضين لهيمنة أمريكا وإسرائيل.
حتى الشهر الماضي حين جاء السفير الأمريكي إلى صعدة بعدها وإذا المحافظ قد معه حركة ثانية، توجيهات نزلت بمجموعة أشخاص يسجنوهم؛ لأنهم كتبوا الشعار، وأرسل بعض الجنود يقلعوا الشعار ويخدشوه في أماكنه، ما هذا يعتبر عمل سيئ؟ عمل سيئ، يعني عمل غير طبيعي، إنه إنسان عربي مسلم في اليمن يحاول أن يحارب أي كلمة تجرح مشاعر الأمريكيين، يحارب الكلام فقط، الكلام ضد أعداء الله، كيف لو قد انطلق الناس عمليًا!
يعني هو يحاربك لا تتكلم عليهم كلام؛ لأنهم ينزعجوا منه، وانزعاجهم منه ما هو من أجل أنهم ما يريدوا يسمعوا كلمة قاسية عليهم، لا، يعرفوا أنه عمليًا يؤدي إلى خلق عوائق أمام خططهم المرتبة في اليمن، يخلق عوائق أمام ما يفكروا فيه من هيمنة في اليمن.
فعندما يخرج السفير الأمريكي، والسفير الأمريكي هذا نفسه اٌختير من وزارة الخارجية الأمريكية اختيار خاص لليمن، هو شخص من كانوا يقولون إنه متخصص في موضوع مكافحة إرهاب، وفي هذا الموضوع الذي نراهم الآن يتحركوا فيه، السفير هذا اختير لليمن، نوعية خاصة. خرج إلى هنا انزعج، خلاهم يمَسّحوا، خلاهم يقلّعوا الأوراق، خلاهم يسجنوا أشخاص. ما هذا شاهد على أن هذا الشعار مؤثر على الأمريكيين؟ ولا ما من عملوا شيء، ليس مثلما يقول البعض: ما منه شيء، هي كلمات ما منها فائدة!
هذا الشعار “قد هم ذولا بيحمسوا مِنه”، إذا الإنسان يفكر إنه يبطِّل، ما هو داري “إن قدهم بيحمسوا، هم ذولا قد سجنوا البعض، وهم ذولا بيخدشوه، وهو قال نبطِّل”. طيب المسألة أن تبطِّل، أن تتوقف ستصبح هذه في الأخير مفتاح شر، في الأخير يطلبوا أشياء كثيرة تتوقف، مدارس دينية، مدارس علمية سيقولون تتوقف، ما يعمل الناس في العطلة الصيفية، مرشدين يتوقفوا، لازم ترخيص من وزارة الأوقاف، خطباء المساجد لازم يكونوا معينين، وهكذا، منهج لازم يعدِّل، مناهج المدارس الحكومية، في الأخير تأتي قائمة طويلة عريضة من الممنوعات ومن المفروضات، أشياء يمنعونها وأشياء يفرضونها فرض.
والناس إذا استعدوا أنهم يتركوا، هكذا ترك من البداية، هي قضية لا يوجد أي مبرر أنهم يحاولوا يمنعوها، مثل هذا الشعار لا يوجد أي مبرر؛ لأن للناس حق التعبير، أول شيء الدين يفرض هذا، عمليًا يفرض الدين أنك تعمل أي عمل ينال من العدو، يعرقل خطط العدو، يؤثر على العدو، ثم باعتبار البلاد دستورها قوانينها تبيح للناس، تبيح للناس أنهم حتى يتحزبوا، أن يعارضوا السلطة.
ما هذا في القانون، لهم حق أن يعارضوا، ولهم حق أن يصلوا حتى إلى السلطة بالطرق الديمقراطية، ما هذا مطروح؟ إذا كان الدستور نفسه يبيح لك أن تعارض الدولة التي أنت فيها لتأخذ السلطة أنت كحزب من الأحزاب، ما هم يقولون أحزاب المعارضة لها حق أن تصل إلى السلطة في الانتخابات؟ لها حق أن تبذل جهودها، إذا حصلت على تصويت من المواطنين وأخذت أغلبية لها حق أن تأخذ السلطة.
فإذا كان الدستور عندي يبيح لي أن أعارض نفس الدولة، ويبيح لي أن لي حق الرأي، حق التعبير، كيف ما عاده مباح لي أن أعارض أعداء الله، وأعداء وطني وأمتي من الأمريكيين! كيف ما يبيح لي أن أعارض عدوي، ما يبيح لي أن أتكلم على عدوي!
لا يوجد أي مبرر وأي مسئول، أي مسئول ما له حق أن يتصرف كيفما يريد، ويمنع الناس كيفما يريد، أبدًا ما له حق، فأي قضية قانونية، قضية في القانون، وهي ليست مخالفة للشريعة قل عندما يكون هناك، عندما قالوا: هناك ضغوط من أمريكا، نقول لهم: نحن وأنتم علينا ضغوط من الله، ما ضغوط الله أشد؟ ضغوط الله، تهديد وراءه جهنم، أنت تقول لي أبطِّل وأنت تريد تتوقف أنت وتعمل كلما يريدوا لأن هناك ضغوطًا من أمريكا، ضغوط الله هي أشد وهي أخطر، وواجب عليَّ وعليك أن تحسب حساب الضغوط من الله، التي هي أوامر بعدها تهديد بجهنم، بعدها تهديد بالخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة.
طيب فهم لماذا ينطلقوا ويروا لأنفسهم حق أن ينطلقوا؛ لأن عليهم ضغوط من أمريكا، أما نحن لا، وإن كان هناك ضغوط من الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، ضغوط من أمريكا على لسان السفير الأمريكي، وضغوط من قبل الله في كتابه، الذي هو كلامه سبحانه وتعالى.
فالشعار هذا أثبت عندما مسحوه، عندما تراه ممسوح هو يشهد – وهو ممسوح – بماذا؟ أنه مؤثر على الأمريكيين، عندما تراهم يخدشوه يشهد بأنه مؤثر على الأمريكيين، أيضًا مؤثر على الوهابيين، مؤثر على الوهابيين أيضًا بشكل كبير، ما ندري كيف سووا حتى أصبحوا هكذا يعني نافرين منِّه، ما كان المحتمل أنهم يتقبلوه ويرفعوا الشعار هذا؟ وأيضًا لم يعد محسوب عليهم وهو ظهر من عند ناس آخرين، لماذا نفروا منه! لماذا حاولوا ألا يرفعوه! لماذا يحاربوه حتى؟! يحاربوه حرب، ما أدري ماذا معهم من أهداف في هذه.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
الشهيد القائد السيد / حسين بدر الدين الحوثي
من محاضرة: الشعار سلاح وموقف