الحج ليس آمناً!
|| صحافة || الخنادق
مع بدء توافد المسلمين من مختلف اصقاع الأرض لتأدية فريضة الحج، تتجدد المخاوف من “سياسة الاصطياد” التي يعتمدها النظام السعودي في كل عام، واصراره على تحويل أقدس الشعائر لدى المسلمين إلى مناسبة للانتقام ممَن لم ينالوا رضا ولي العهد.
لم تخلُ سنة من الاعتداءات السعودية على الحجيج. وعلى الرغم من الحملة الإعلامية الموجهة التي تسعى جاهدة لتحسين صورة العائلة المالكة المغمسة بالدم، يلاحق الدم نفسه المعارضين والأقليات.
تأخذ الاعتداءات والتجاوزات في موسم الحج، اشكالاً عدة:
-اصطياد المعارضين الذين جاؤوا مؤمنين بأمان الأرض المقدسة في هذا الوقت بالتحديد. واللافت ان السلطات السعودية تقوم باستدراج المعارضين إليها عبر منحهم التأشيرات اللازمة، وتوحي لهم بنوع من القبول ثم القاء القبض عليهم بعد دخولهم إلى أراضيها. وهي قادرة على عدم السماح لهم بزيارتها، لكن تفضل القتل على الاقصاء.
-قمع المسلمين الذين ينتمون لغير المذهب الرسمي في البلاد، ومنعهم من تأدية المناسك بما يتناسب مع عقيدتهم. وقد تطال حملة القمع لمجرد ترديد شعارات دينية. ولا تقتصر العقوبة في هذه الحال على الإنذار او الغرامة، بل تصل إلى الاعتقال، تماماً كما جرى مع الشاب حيدر سليم، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات.
-استغلال موسم الحج لتصفية الحسابات السياسية مع بعض الدول. فتمنع حجيج دولة ما من الدخول إلى اراضيها او تقلص عددهم وفقاً لمشروعها السياسي.
وتقول منظمة سند الحقوقية في بيان وقع عليه مجموعة من المؤسسات والأفراد من مختلف الدول العربية إلى ان الحكومة السعودية “عمدت إلى اقحام الحرمين الشريفين في معاركها السياسية وقامت بتوظيفها لخدمة أغراضها الأمنية المختلفة فكل من يخالفها في مزاجها السياسي أو الفكري بات إما ممنوعاً من الحج او العمرة او مغدوراً به ومودعاً في سجونها او مرحلاً إلى أنظمة القمع والاستبداد التي قد يلاقي حتفه في سجونها”.
وأشار البيان إلى صور الانتهاكات الأخرى “التي تمارسها الحكومة السعودية كالتلاعب بقضية نسب وأعداد الحجاج من الدول المختلفة، لأسباب سياسية ناهيك عن تعمد التضييق على الأقليات المسلمة”. كما يتم “استخدام الحج للضغط على الدول وتقديم تأشيرات الحج رشاوى سياسية”.
ويعتبر، شين ماكلوغلين، أستاذ أنثروبولوجيا الإسلام بجامعة ليدز، ان “الفشل الذريع في حجز الحج هو مثال آخر على كل ما هو خاطئ في الدولة السعودية الحديثة والنظام الدولي الذي يضمن شرعيتها السياسية والاقتصادية”. ومضيفاً “وبالنظر إلى سمعة الأمير في سعيه بلا رحمة للسيطرة الكاملة على جميع أذرع الدولة، يبدو من المعقول تماما أنه سيركز السيطرة على نقطة البيع الأكثر تميزا للدولة السعودية الحديثة ويعيد توجيه المشروع لتحقيق مكاسبه الشخصية…لكن النتيجة المثيرة للسخرية لمحاولات الدولة السعودية الحديثة السيطرة على الحج بقبضة من حديد هي أنها تحول هذه الطقوس الدينية الرئيسية إلى سلاح لمشروع وطني سعودي”.
من جهتها، اتهمت حكومة صنعاء، السعودية بوضع عراقيل أمام أداء اليمنيين فريضة الحج واستخدامها ورقة ضغط سياسية منذ بدء التحالف السعودي حربه على اليمن.
وقال وزير الإرشاد وشؤون الحج، نجيب العجي، إنّ “حصة اليمن من أعداد الحجاج هذا العام بلغت قرابة 24 ألف حاج”. وذكر العجي أنّ “السعودية أغلقت المسار الإلكتروني من صنعاء، وجعلته بيد الحكومة اليمنية المدعومة سعودياً”، مشيراً إلى أنّ “جواز السفر لا يقطع إلا من مناطقها”.