السودان: تجدد المعارك فور انتهاء الهدنة بين طرفي النزاع

موقع أنصار الله – متابعات – 4 ذو الحجة 1444هـ‏

تجدد القصف المدفعي في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الأربعاء، مع انتهاء هدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع، امتدت ثلاثة أيام، فيما شهدت ولاية جنوب كردفان أعمال عنف كثيفة منذ الصباح الباكر.

وأفاد شهود عيان وكالة “فرانس برس” بأن منطقة شمال أم درمان شهدت قصفاً مدفعياً وتحليق طائرات مقاتلة، مع انتهاء الهدنة.

وفي جنوب أم درمان، أفاد آخرون بوقوع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، على مقربة من “سلاح المهندسين”.

أما في جنوب البلاد، وتحديداً في ولاية جنوب كردفان بمدينة الدلنج، أكد أحد السكان لـ”فرانس برس” سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف وقذائف تسقط داخل الأحياء السكنية، منذ الثالثة صباحاً.

كذلك، أفاد مصدر في الجيش “فرانس برس” بأن “الجيش شنّ هجوماً على تجمعات المتمردين في أم درمان، وكبّدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات”.

في المقابل، هاجمت قوات الدعم السريع رئاسة قوات شرطة الاحتياطي المركزي بمنطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم، بحسب ما أفاد به شاهد عيان.

ومساء الثلاثاء، شب حريق في مقر الاستخبارات في الخرطوم، وذلك في اليوم الأخير من الهدنة التي انتهت الأربعاء، في السادسة صباحاً.

وأشار مصدر في الجيش السوداني في تصريح لـ”فرانس برس” إلى أن قوات الدعم السريع “قصفت المبنى”، في خرق للهدنة.

ورد مصدر في قوات الدعم السريع قائلاً إن “مسيّرة تابعة للجيش قصفت المبنى حيث تجمّع عناصر في قوات الدعم السريع”، مشيراً إلى أن القصف “أدى إلى حريق ودمار جزئي في مقر الاستخبارات”.

من جهة أخرى، دانت وزارة الخارجية السودانية أمس في بيانين اعتداء “قوات مليشيا الدعم السريع المتمردة” على سفارتي باكستان والجزائر، داعيةً “المجتمع الدولي لإدانتها (الدعم السريع) بأشد العبارات واعتبارها منظمة إرهابية”.

 

“جثث في الشوارع”

وتمتلئ الشوارع المهجورة بالجثث، فيما تعرضت المتاجر للنهب، في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور غرب البلاد، وهي المدينة الأكثر تضرراً من الحرب.

ومنذ أيام يفر سكان الجنينة سيراً على الأقدام في طوابير طويلة، حاملين معهم ما تيسّر، أملاً بالوصول إلى تشاد، الواقعة على بعد 20 كلم إلى الغرب.

ويقول هؤلاء إنهم يتعرّضون لإطلاق نار والتفتيش عدة مرات على الطريق.

وحذّرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة “إيغاد” من أنّ النزاع “اكتسب الآن بعداً عرقياً”، وتحدّثت عن احتمال وقوع “جرائم ضد الإنسانية” في دارفور.

وبحسب منظمة “أطباء بلا حدود”، فإنّ “15 ألف سوداني، بينهم قرابة 900 جريح، فرّوا إلى مدينة آدريه في تشاد التي استقبلت أكثر من 150 ألف لاجئ حتى الآن، تحت النيران التي يطلقها الجيش وقوات الدعم السريع، ومقاتلون قبليون ومدنيون مسلحون”.

بدورها، أكدت منظمة الصحة العالمية أمس خروج نحو ثلثي مرافق الرعاية الصحية، في مناطق القتال في السودان، من الخدمة.

وأكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وقوع “46 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية منذ بدء الاقتتال”.

كذلك، أفادت المنظمة بأن نحو 11 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية، مبديةً قلقها بشأن محاولات السيطرة على أوبئة الحصبة والملاريا وحمى الضنك المستمرة.

 

أكثر من 2,5 مليون لاجئ ونازح

وبلغ عدد النازحين أكثر من مليوني شخص في مختلف أنحاء السودان، وفقاً للمفوضية العليا للاجئين، وأحصت المنظمة الدولية للهجرة نحو 600 ألف شخص فروا إلى الدول المجاورة.

وكان المجتمع الدولي قد تعهّد، خلال اجتماع عُقد في جنيف الإثنين، تقديم 1,5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفقاً لتقديراتها الميدانية.

من جهتها، وجهت “منظمة الإغاثة الإسلامية الخيرية” نداءات لطلب الدعم الدولي لإنقاذ موسم الزراعة في السودان، وعربةً عن قلقها من “آثار كارثية قد تغرق الملايين (في السودان) في الجوع والعوز”، بسبب خراب موسم الزراعة.

ونقلت المنظمة في بيانها عن خبراء زراعيين أن بعض المزارعين في السودان “أصبحوا يعانون من الجوع لدرجة أنهم لجأوا إلى أكل مخزون البذور لديهم ولم يتبق الآن ما يزرعونه”، في حين أُجبر آخرون على ترك أراضيهم.

ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة “غير مسبوقة”، وفق الأمم المتحدة.

وحذّر مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان، إدي راو، قبل يومين من أنّ “الاحتياجات الإنسانية بلغت مستويات قياسية، في وقت لا تبدو فيه أي مؤشرات على نهاية للنزاع”.

وقد أوقعت المعارك المندلعة، منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، أكثر من ألفي قتيل، في حين يرى خبراء أن هذه التقديرات أقل من الواقع بكثير.

 

قد يعجبك ايضا