طائرات العدو الإسرائيلي في “مهبّ” معادلات الردع الجوي للمقاومة
||صحافة||
أسقطت المقاومة الاسلامية في لبنان بالأسلحة المناسبة طائرة مسيرة تابعة للعدو الإسرائيلي اخترقت الأجواء اللبنانية قرب بلدة زبقين جنوب شرق مدينة صور(جنوب) الاثنين 26-6-2023، وقد اعترف جيش العدو الإسرائيلي بسقوط المسيّرة، الامر الذي أكد ان طائرات العدو مرصودة بشكل واضح وهي محل استهداف من المقاومة.
هذا الإسقاط لمسيّرة العدو في جنوب لبنان أعاد الى الإذهان المعادلة التي سبق أن أعلن عنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وتضع سلاح الجو الاسرائيلي في حالة من الخطر والاستهداف فيما لو استمرت بخرق السيادة اللبنانية جوا، حيث أوضح ان “الرد على الاعتداءات الاسرائيلية لن يكون بالضرورة عبر استهداف كل طائرة تدخل الاجواء اللبنانية”.
وفي المعلومات ان طائرات العدو الاسرائيلية لا سيما الاستطلاعية منها تتحاشى الدخول فوق الأراضي اللبنانية منذ فترة طويلة، وذلك خوفا من إسقاطها من قبل المقاومة، وهي تقوم بشكل روتيني دوري مسح المنطقة الحدودية فوق فلسطين المحتلة بدون ان تتجرأ على الدخول فوق الاراضي اللبنانية، ولا شك ان هذا الخوف في محله والدليل انها عندما اخترقت الأجواء اللبنانية تم إسقاطها بشكل فوري.
كل ذلك لا بد انه سيدفع الصهاينة للتفكير مليا عندما يتخذون القرار بإرسال أيا من طائراتهم الى سماء لبنان، ونفس الأمر يجب ان يأخذوه بالحسبان بحرا وبرا، لأن من يمتلك الأصعب قد يمتلك الأسهل ومن لديه الأكثر بالتأكيد لديه الأقل، ولعل عدم امتلاك السلاح المضاد للطائرات شكل تاريخيا عقبة امام استهداف سلاح الجو الصهيوني من قبل المقاومة، بينما سبق ان تم استهداف بوارج صهيونية في البحر كما جرى مع البارجة “ساعر” خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في صيف العام 2006، أما في البر فحدث ولا حرج عن استهداف الآليات والمدرعات وعلى رأسها دبابة “الميركافا” التي كانت في تموز وآب 2006 حقلا خصبا لتدميرها من قبل المقاومين الذين تفننوا وأبدعوا من تهشيم صورة العدو الاسرائيلي ولا شك ان “مجازر دبابات الميركافا” ما تزال حاضرة في الاذهان خاصة في سهل الخيام جنوب لبنان.
وعن موضوع إسقاط المسيّرة الاسرائيلية، قال محلل الشؤون الصهيونية في موقع قناة المنار الالكتروني علي علاء الدين إن “الحديث عن إسقاط المسيرة من وجهة نظر كيان العدو الاسرائيلي يمكن تقسيمه الى قسمين:
-القسم الرسمي: وهنا لا بد من التمييز بين المستوى السياسي وبين المستوى العسكري، اما على المستوى السياسي فلا يوجد حتى الساعة أي تعليق من قبل اي جهة سياسية إسرائيلية حول ما جرى، أما على المستوى العسكري فإن التعليق الوحيد الذي خرج هو البيان الصادر عن الجيش الاسرائيلي الذي اعترف فيه بحصول عملية الإسقاط من دون تقديم او الكشف عن أي معلومة.
-القسم غير الرسمي: او ما يصدر عن المحللين الصهاينة، فقد تم تناول عملية إسقاط المسيرة عبر الاشارة الى عدة نقاط هي:
-الاولى: ان حزب الله لديه تطورا نوعيا في هذا المجال أدى لاسقاطه المسيّرة، لان هذه المسيّرة تعتبر أحدث من كل المسيّرات التي كانت تدخل سابقا الاجواء اللبنانية، ما يمكن اعتباره ان حزب الله يرفع مستوى المواجهة بالاجواء اللبنانية.
-الثانية: ان حزب الله يثبّت سياسة الردع حول حماية الاجواء اللبنانية والتي سبق ان تحدث عنها السيد نصر الله، واللافت انه منذ تهديد السيد نصر الله فإن حركة المسيرات الاسرائيلية فوق الاجواء اللبنانية باتت خفيفة جدا، سواء بالنسبة لدخولها الأجواء او للمسافة التي تدخل فيها فوق الاراضي اللبناني.
-الثالثة: تم طرح تساؤلات حول: هل المسيّرة صوّرت أي شيء؟ هل جمعت معلومات معينة؟ هل حزب الله استفاد من هذا الأمر وحصل على معلومات كانت تحتوي عليها المسيّرة؟”.
أما عن الخوف الاسرائيلي، فقال علاء الدين في حديث لموقع المنار إن “هذا الخوف قائم ومستمر، وإسقاط المسيّرة اليوم يزيده ويثبته اكثر فأكثر وعلى الصهاينة الحذر من اي خطوة او مغامرة في لبنان”، وتابع “عمليا ما حصل يثبت صعوبة خرق الاجواء اللبنانية ويؤكد ان معادلة الردع التي رسمها السيد نصر الله قائمة ومفعّلة”.
وهنا من المفيد الاشارة لما سبق ان قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى العاشر من شهر محرم الحرام العام الماضي الموافق 9-8-2022 حيث خاطب الصهاينة مؤكدا “… في لبنان حسابنا معكم هو حساب آخر، وما حرب تموز ببعيدة فلا تخطئوا مع لبنان ولا مع شعب لبنان…”، وأشار الى ان “على العدو أن يعرف من يقف في الجبهة المقابلة وأن في لبنان مقاومة أثبتت أنها تقهر الجيش الذي قيل أنه لا يُقهر”.
المصدر: موقع المنار