السيد نصر الله: الحرب على الوعي والفهم والقناعات حالياً أخطر من أي وقت مضى
موقع أنصار الله – متابعات – 7 محرم 1445هـ
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله أن الحرب على الوعي والفهم والقناعات قائمة منذ بدء الخليقة.. مؤكدا أنها حالياً أخطر من أي وقت مضى.
وبحسب موقع المنار جاء ذلك في كلمة للسيد نصر الله الليلة الماضية، في الليلة السابعة من ليالي عاشوراء التي يقيمها حزب الله في باحة عاشوراء بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال السيد نصر الله: إن هذا النوع من المعارك كان قائمًا على شعوب المنطقة بزعم أن جيش العدو الصهيوني لا يُهزم خصوصًا بعدما هُزمت الجيوش العربية، وتُرجم الأمر بأنه أمر واقع، وأن استعادة الأراضي المحتلة عام 1948 أمر مستحيل، ويجب الحديث عن أراضي عام 1967.
ولفت إلى أنه عندما “ينكوي” الوعي تتكون قناعة جديدة يترتب عليها سلوك جديد.
وأوضح أنه في العام 1982 عندما اجتاح العدو الصهيوني لبنان ودخل بيروت كان هناك جيل لبناني يمتلك قناعة واعتقاد بأن هذا الجيش يمكن أن يُهزم.
وأضاف: “قناعتنا تُرجمت بمقاومة ميدانية ألحقت الهزيمة بالعدو عام 1985، واستمرت حتى الهزيمة الكبرى في العام 2000، وتحول هذا الجيش في العالم العربي إلى جيش يقهر”.
وتابع: “بالتوكل على الله والمقاومة والثبات وتحمل السجون والمعتقلات استطاعت مقاومة في لبنان من هزيمة العدو وغيّرت وعي وقناعة العديد من الشعوب”.
وأشار إلى أنه بعد العام 2000 تبدل الوعي في عالمنا العربي وفي كيان العدو الصهيوني، فبدأ المستوطنون يعيشون أزمات متتالية وصولًا إلى ما يشهدونه اليوم على طريق الانهيار.. مؤكدًا أن العدو في هذه الأيام يعيش أسوء أيامه.
وشدد على أن الحرب الفكرية والإعلامية أشدّ وأخطر من الحروب الأخرى العسكرية والاقتصادية، لأنها تستهدف عقل الإنسان ووعيه وقناعاته وكل ما يشكل سلوكه وموقفه.
كما أشار إلى أن “أدوات هذه المعركة مختلفة، منها الإعلام والإنترنت والكتب والجامعات والأطروحات وغيرها، ونحن نخوض المعركة بكل ساحاتها وهذه إحدى الساحات”.
وقال السيد نصر الله: “لطالما عمل أهل الباطل على عدم السماح لأهل الحق بإيصال صوتهم ومنطقهم إلى الآخرين، وكمثال هناك آلاف الفضائيات الموجودة، ولكن هناك قنوات معيّنة محجوبة كقناة المنار، وتُشطب مواقع إلكترونية.. حتى على وسائل التواصل هناك كلمات محظور استخدامها”.
وأضاف: “إن أهل الباطل يعملون على إخفاء الحقائق عن الناس وحجبها وتغييرها، فيصبح المقاوم إرهابيًّا، ويصبح كيان العدو كيانًا ديموقراطيًّا يرعى حقوق الإنسان في فلسطين”.. لافتًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكثر دولة في العالم خلال الـ200 عام شنَّت حروبًا وارتكبت مجازر، وهي أكبر مجرمة في العصر الحالي، وهي تزعم أنها راعية للسلام ومطالبة بحقوق الإنسان.
واستشهد السيد نصر الله بمثل على قلب الحقائق وبث الشائعات والاتهامات، التقارير الإخبارية التي تم ترويجها عن الاتهامات لحزب الله بما هو كذب، فيما يتعلق بانفجار المرفأ.. قائلاً: بينما كانت الناس تلملم أشلاء الشهداء، بدأوا اتهام سلاح المقاومة الذي جلب العزة والكرامة للبنان، بأنه هو من فجّر مرفأ بيروت.
ولفت السيد نصر الله إلى أن الوعود التي أطلقتها الولايات المتحدة للفلسطينيين في اتفاق أوسلو هي مثال آخر على الوعود الأمريكية والصهيونية المخادعة والكاذبة.
وتابع: في لبنان حاولوا خداع الناس بأن مشكلتهم هي مع المقاومة، وأنهم إذا تخلوا عنها سوف تتسحن أحوالهم، ويزدهر اقتصادهم، “ولو تخلوا عن المقاومة لخسرنا كل شيء.. لكن الناس لم يتخلوا عن المقاومة رغم المصائب الاقتصادية والمعيشية منذ 2019، وبقيت بيئة المقاومة ثابتة وصلبة.. انظروا اليوم إلى عاشوراء في كافة المناطق ووجود المضائف التي لا يمولها حزب الله بل الناس وذلك نتيجة الإيمان.
ونبّه السيد نصر الله إلى أن “عقول شباننا وشاباتنا وأهلنا مستهدفة، وكلنا لدينا مسؤولية بأن نكون على بينة من أمرنا، ولدينا قناعات مبنية على أسس، ولدينا منطق ودليل، ولذلك طوال 40 عامًا لم يستطيعوا المساس بنا”.
وقال: التزامنا بمقاومتنا وديننا مرة يكون تقليدًا ورثناه عن آبائنا، ومرة يكون حماسًا وانفعالًا، ومرة نتيجة إيمان واعتقاد يثبت بداخلنا وخصوصًا في محرّم، وعلينا تقوية هذا الإيمان”.
كما شدّد السيد نصر الله على وجوب تحصين مجتمعنا من خلال التبيين، خصوصًا في بيئتنا التي تنتمي لمدرسة أهل البيت (ع).. قائلاً: “يجب أن ندقق في كل ما يُعرض، وأن نرد الشبهات ولا نتجاهلها”.
وحذر في الوقت نفسه من أن نكون شركاء في الترويج للكذبة ونشر الشائعات التي تستهدف بيئتنا.
واختتم الأمين العام لحزب الله كلمته بالقول: “في الحرب على الوعي يجب أن نهاجم كالمقاومة المسلحة وأن نظهر جرائم أمريكا و”إسرائيل” بالحقائق والأدلة والبراهين.. وخلال معركة الوعي علينا بالصبر والثبات لأننا بذلك يمكن أن نخلق وعيًا مختلفًا”.. لافتًا إلى أن من جملة الميادين التي انتصر فيها دم الحسين على السيف هي معركة الوعي وهذه مسؤولية على الجميع.