كنعاني: إيران تدعم موقف السيد نصر الله بمعاقبة مرتكب جريمة حرق القرآن الكريم
موقع أنصار الله – متابعات – 13 محرم 1445هـ
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن إيران تدعم موقف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ما يتعلق بجريمة حرق القرآن الكريم في السويد والدنمارك.
وقال في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، اليوم الاثنين: “إن إهانة مقدسات الأمم مرفوض على الإطلاق”، مشيرًا إلى أن مطالبة السيد نصر الله العالم الإسلامي بمعاقبة مرتكب هذه الجريمة كان طلبًا مسؤولًا لأن هذا مطلب كل الدول الإسلامية.
وقال: “إن رد فعل الدول الإسلامية على هذه القضية يظهر حساسية الموضوع في نظر الدول الإسلامية”، مطالبًا الحكومات الأوروبية وخاصة الحكومات التي خلقت الأرضية لهذه الإهانة منع تكرار هذا العمل المستفز لمشاعر المسلمين.
وفي إشارة إلى جدية الدول الإسلامية في التعاطي مع هذه المسألة التي شهدت استنكارًا إسلاميًّا وعالميًّا، صرح كنعاني أنه على ما يبدو فقد أعلنت السلطات السويدية والدنماركية بأنهما تبحثان عن آلية لمنع تكرار مثل هذه الإهانات، معربًا عن أمله بأن يتم إنشاء آلية لمنع تكرار مثل هذه الأعمال المهينة.
من جهة ثانية أكد كنعاني أن التفاوض مع أميركا لا يقوم على أساس الثقة، مشددًا على أن المصالح الوطنية لإيران خط أحمر، معربًا عن استعداد إيران لمتابعة المحادثات وتلخيصها.
وأشار كنعاني إلى الملف الصوتي المسرب لمستشار رئيس الولايات المتحدة السابق “روبرت مالي” وإستراتيجية إيران المستقبلية في هذا الصدد، معتبرًا أنه “یقع علی عاتق السلطات الأميركية توضيح ما قاله هذا الشخص” مؤكدًا بأن إيران تتابع مفاوضات رفع العقوبات على أساس المصالح الوطنية ومن أجل نیل حقوق إيران المشروعة.
وأشار کنعاني إلى “أن استمرار المفاوضات لرفع العقوبات لا يستند إلى ثقة إيران بأميركا، وكان من المفترض أن يتم توقيع خطة العمل المشترك الشاملة، وكان من الممكن أن تكون نتيجة التزام أميركا بهذه الخطة أساسًا نسبيًّا للثقة النسبية، لكن أميركا لم تخلق نفس الثقة النسبية لإيران”.
وأوضح كنعاني أن إيران تتبع المسار الدبلوماسي وتتفاوض على أساس مصالحها الوطنية والأحكام المحددة لخطة العمل المشترك الشاملة لرفع العقوبات الظالمة، مشيرًا إلى أنه يجب على جميع الأطراف بما في ذلك الولايات المتحدة العودة إلى خطة العمل المشترك الشاملة بمسؤولية وبجدية أكبر.
وقال: “عندما يكون الجانب الآخر جاهزًا ونتأكد من التزامه يمكن الاستمرار في خطة العمل المشترك الشاملة، فنحن مستعدون لمواصلة المفاوضات لضمان المصالح الوطنية للبلاد”.
تفعيل قدرة الأمم المتحدة على إحلال السلام والاستقرار في العراق
وحول الزيارة الأخيرة لممثل الأمم المتحدة في الشؤون العراقية إلى طهران، قال کنعاني: “إنه من الطبيعي أن ترحب إیران والعراق بدور الأمم المتحدة في المساعدة على إحلال السلام والاستقرار والأمن”، لافتًا إلى أن محادثات إيران مع ممثل الأمم المتحدة في الشأن العراقي قائمة منذ سنوات عديدة وكانت هذه الزيارة استمرارًا لرحلات سابقة لممثلي الأمم المتحدة في العراق”.
وأوضح كنعاني أن كيفية استخدام قدرات الأمم المتحدة من أجل السلام والاستقرار والأمن ومحاربة الإرهاب في العراق والمنطقة كانت أحد الموضوعات الأخرى التي تمت مناقشتها.
يجب على طالبان القيام بواجبها
وبشأن موضوع حق إیران في میاه نهر هیرمند، أكد كنعاني أن إيران تتابع وتواصل السعي لإحقاق هذا الحق، لافتًا إلى أن هذا الموضوع “إحدى الأولويات الرئيسية لوزارة الطاقة ووزارة الخارجية والمؤسسات الأخرى ذات الصلة”.
وأعرب عن أمله في أن تتصرف السلطات الأفغانية بمسؤولية في هذا الصدد وقال: “نظرًا لأن السلطات الأفغانية قد صرحت مرارًا بقبولها بمطالبة إيران بحقها على أساس الاتفاق بين الجانبين، لذا يجب عليها الوفاء بواجباتها”.
التطبيع مع الصهاينة لن یساعد الشعب الفلسطيني
وحول الجهود الأميركية لتطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني، لفت کنعاني إلى أنه من الواضح تمامًا أن تعزيز واستقرار موقع الكيان الصهيوني في المنطقة كان على رأس أولويات أميركا منذ سنوات عديدة، مشيرًا إلى أن الحكومات الأميركية أبدت التزامها غير المشروط بدعم كامل للكيان الصهيوني وبذلت جهودًا كثيرة ونجحت في تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول في المنطقة.
أضاف: “في المقابل كانت نتيجة هذا التطبيع تمادي الكيان الصهيوني في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، حيث تزايدت في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري وتيرة جرائمه ليستشهد حوالي 200 فلسطيني بريء، بالإضافة إلى أسر واعتقال أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني وتدمير واسع للمنازل الفلسطينية”.
وأكد كنعاني أن التطبيع مع الكيان الصهيوني لن يفيد الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن إيران تعتبر أي خطوة تتخذ نحو الاعتراف بهذا الكيان لا تصب في مصلحة فلسطين ولا في مصلحة السلام والأمن في المنطقة.
تفاصيل زيارة الوفد السوري إلى طهران
وأوضح كنعاني أن زيارة الوفد السوري رفيع المستوى إلى طهران، تأتي بهدف إجراء مفاوضات مختلفة بين مسؤولي البلدين على مستوى العلاقات الثنائية، ولمتابعة تنفيذ وثائق واتفاقيات التعاون الثنائية الموقعة خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي إلى سورية.
وقال: “في إطار هذه الزيارة ، سيتم بحث موضوع استمرار مكافحة الإرهاب وعملية خفض التصعيد في العلاقات التركية -السورية، كما سيتم بحث أسس الاجتماع الرباعي بين تركيا وسورية وإيران وروسيا”.
ولفت أيضًا إلى أن لدى الطرفين قضايا مختلفة ومهمة سيتم مناقشتها أيضًا كقضايا عدوان الكيان الصهيوني المتكرر على سورية والوجود غير الشرعي للجنود الأميركيين في سورية.
السيد رئيسي تلقى دعوة من الـ”بريكس”
وفي ما يتعلق بقمة دول مجموعة الـ”بريكس” المقبلة وعضوية إيران في المجموعة، أوضح كنعاني أنه تم دعوة السيد رئيسي للمشاركة في قمة البريكس المقبلة وسيتم الإعلان عن تفاصيل هذه الزيارة في الوقت المناسب.
وقال: “إن إيران ومن مكانتها المهمة أعربت عن رغبتها واهتمامها بأن تكون عضوًا في المجموعة كما، يولي أعضاء دول الـ”بريكس” أهمية كبيرة لإيران”، موضحًا بأن القدرات الاقتصادية الإيرانية ستساعد في الحصول على تعاون تكميلي يتماشى مع أهداف هذه المجموعة إذا أصبحت عضوًا فيها.
أوروبا تتحمل مسؤولية محاربة الإرهاب
وحول الشبكة الإرهابية التي تم اعتقالها في إيران، قال كنعاني: “هذه المسألة قد أظهرت مرة أخرى أن أعداء الشعب الإيراني لا يتخلون عن أي عمل غير إنساني بما في ذلك اللجوء إلى الأساليب الإرهابية في خلق حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن”، موضحًا بأن بعض عناصر هذه الشبكة لهم ارتباط موثق بخارج الحدود الإيرانية بحيث يتم نقل هذه المواضيع في المكالمات والاتصالات بين الأجهزة الأمنية الإيرانية وبعض الدول”.
وأكد كنعاني أن السلك الدبلوماسي وانطلاقًا من واجباته المتأصلة يثير دائمًا مثل هذه القضايا بالتشاور مع المؤسسات الأمنية والجهات ذات الصلة، وقد سلطنا الضوء مرارًا على مسؤولية الدول الأوروبية التي تقدم نفسها كدول قائدة في هذا المجال، ويجب أن تدرك أنها مسؤولة عن مكافحة الإرهاب والتعامل الجدي مع هذه التيارات والجماعات الإرهابية.
الاتفاقيات الحدودية الإيرانية- العراقية
وفي ما یخص التعاون الحدودي المشترك مع العراق، قال كنعاني إنه تم عقد اتفاقيات قانونية لازمة على طول الحدود مع العراق تقريبًا بالكامل، وتم تحديد الخطوط الحدودية وقامت اللجان الحدودية المشتركة بين البلدين بتعاونها الدوري وحواراتها وإجراءاتها الفنية المشتركة.
وأضاف بأن التعاون مستمر في هذا المجال ولا يوجد أي عائق أمام تقدم عمل اللجان الحدودية المشتركة بين البلدين.