الثورة الحسينية هي  مدرسة وافرة الدروس بعطائها التربوي

الإمام الحسين عليه السلام ونحن نتحدث اليوم عنه، وغير اليوم، ونحن نرتبط به ارتباط المبدأ، وارتباط المنهج، وارتباط الإقتداء والإتباع والإنتماء، أيضاً نحن اليوم نتحدث عن الإمام الحسين عليه السلام ليس كثائر فحسب، بل أكثر من ذلك، كقائد، كعلَم هداية.

نتحدث عن الإمام الحسين عليه السلام بكل ما يمثله في قضيته التي لم تنسه، ولم تكن قضية وقته، ولم يكن صراعاً عابراً.

لقد كانت قضيته هي قضية الأنبياء، هي قضية الصادقين، هي قضية الصالحين، هي قضية الإسلام وإلى يوم الدين، القضية التي تحرك بها الإمام الحسين عليه السلام وخرج ثائراً من أجلها هي قضية الإسلام، هي الأمة بكل ما يهم الأمة، في استنقاذها من براثن الطغيان، من سيطرة الطاغوت، من هيمنة الظالمين والمفسدين والجائرين، هي تخليص هذه الأمة لأن تعود من جديد إلى جاهليتها الجهلاء.

ولذلك فالإمام الحسين عليه السلام حمل قضية الأمة كل الأمة، لكل الأجيال وفي كل العصور، وحمل القضية المقدسة التي تهم الإنسانية جمعاء.

الإمام الحسين بذلك كانت ولا زالت وستظل نداءاته وثورته وتضحيته وثباته ومظلوميته أغني مصدر في تاريخ المسلمين لإستلهام كل المعاني النبيلة والأخلاق والقيم وعوامل الصمود، وأجلى وأرقى تعبير عن الإسلام، الإسلام بمنهجه المحمدي الأصيل في الإقتداء بالرسول صلوات الله عليه وعلى آله.

واليوم والأمة تمر بما تمر به من تحديات وأخطار ومشاكل وفتن، والأمة تقف في صراع محموم وغير مسبوق، في صراعها الكبير مع قوى الاستكبار ومع عملاء قوى الاستكبار، الأمة اليوم أحوج ما تكون للاستفادة من مدرسة الحسين، للتعلم من هذه المدرسة، لأخذ العبرة والدروس من هذه المدرسة.

الثورة الحسينية بظروفها وتفاصيلها هي مدرسةٌ مهمة غنية العطاء، وافرة الدروس، بعطائها التربوي، بعطائها الأخلاقي، بعطائها القيمي، في عطائها المعرفي.

الثورة الحسينية هي التي تحتاج إليها الأمة اليوم لمواجهة كل التحديات والأخطار والصعوبات، ولقداسة وعدالة القضية، ولفداحة العظم التضحية.

من مدرسة الحسين عليه السلام نتعلم كيف نلتزم الحق قضية، وكيف نلتزم العدل مشروعاً في الحياة نتحرك له ولأجله، من مدرسة الحسين وهي مدرسة جده المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله نتعلم أيضاً كيف نثبت ونصمد مهما كان حجم التحديات، ومهما كان مستوى التضحيات.

من مدرسة الحسين عليه السلام نتعلم حقيقة الإيمان في أرقى صوره، وفي أبهى وأجمل صوره، الإيمان في عطائه اللامحدود، في أخلاقه وقيمه العظيمة.

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

ذكرى عاشوراء 1436 هـ

قد يعجبك ايضا