أسَّس بني أمية لمسار جديد يُفرِّغ الإسلام من مضمونه الجوهري
ما الذي حصل في واقع الأمة حتى حصل هذا التدهور الذي وصل بنا إلى مستوى أن مئات الملايين من أبناء الأمة اليوم غابت عنهم هذه المبادئ، ليس عندهم مشكلة لا من تبعية، ولا من سيطرة طاغوت، ولا من ولاء لليهود والنصارى، ولا من خنوع للطغاة والمجرمين، وباتت أزمة الوعي تمثِّل أزمة كبيرة جدًّا في واقع الأمة، والأفكار الظلامية تطغى على أذهان الكثير من الناس، وعلى تفكير الكثير من الناس، وو…الخ. وبات الظلم والمعاناة يطغى على واقع الأمة، ما الذي حصل؟ هناك انحراف كبير حصل، ليس ما يحدث اليوم هو وليد هذا العصر، أننا فجأة استيقظنا في هذا الجيل، فوجدنا أنفسنا- في يومٍ من الأيام- وقد تغيَّر كل شيء، كان هناك عدل قائم في واقع الأمة، في كل واقع الأمة، وبسرعة، مجرد أن استفاقت الأمة- في يوم من الأيام- من نومها فإذا هي تغرق في كل هذا الظلام والظلمات، والمعاناة والمظلومية، |لا|.
هناك مشكلة متقادمة، يمكننا القول: أنَّه منذ أن وصل بنو أميَّة إلى السيطرة على مقاليد الحكم في الأمة، وتولوا هم إدارة شئون هذه الأمة، فإنَّما حدث نتيجة ذلك كان كارثة في حق هذه الأمة، كان مصيبة كبرى، وأسس لتحول سلبي جدًّا في مسار الأمة، استمر في سلبيته، وتعاقب في سلبيته جيلًا بعد جيل، إلى أن وصل إلى عصرنا هذا فيما هو عليه.
لم تكن مسألة بسيطة ولا سهلة، عندما وصل بنو أمية إلى السلطة، وتحكَّموا بشؤون هذه الأمة، وتولوا إدارة شؤون هذه الأمة، معنى ذلك: أنهم أسَّسوا لمسار جديد يُفرِّغ الإسلام من مضمونه الجوهري والمهم والعظيم والمثمر في واقع هذه الحياة، ويحوِّل الإسلام إلى حالة شكلية، وطقوس يتمكنون من استغلالها، وتتأقلم ليتواجد معها كل شيء: صلاة، لكن يتواجد مع هذه الصلاة فحشاء، ومنكر، وظلم، وطغيان، وإجرام… صيام، ولكن لا يثمر ثمرته بالتقوى، ويوجد مع هذا الصيام كل أشكال الفجور في واقع الأمة، وهكذا إسلام يقبل بالظلم، ويجعل طاعة الطغاة والظلمة والجائرين جزءًا من تشريعاته وتعليماته، وهذا زورٌ على الإسلام، وليس بحقيقة على هذا الإسلام، لكن عملية تزوير، عملية تزييف، عملية تجوير، عملية وصفها الرسول “صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم”- بما ذكرناه من كلامه كثيرًا في كثيرٍ من المناسبات- أنَّهم عندما يتمكنون ماذا سيفعلون بهذه الأمة؟ ((اتَّخَذُوا دِينَ اللهِ دَغَلًا، وَعِبَادَهُ خَوَلًا، وَمَالَهُ دُوَلًا))، هذه الكارثة في الاتجاهات الثلاثة، بدءًا بالدين نفسه؛ لفصل الأمة عن كل المفاهيم المهمة، المصلحة في واقع الحياة، التي تشكِّل عائقًا وحائلًا بين الطغاة وبين سيطرتهم على هذه الأمة، وبين تقبل هيمنتهم واستغلالهم وسيطرتهم على هذه الأمة.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
المحاضرة الخامسة من محاضرات الهجرة النبوية 1440هـ