القرآن الكريم هو الذي يزكي المجتمع البشري ويحافظ عليه من إفساد الأعداء

عندما نأتي إلى التأمل في طريقة حربهم ضد القرآن، وضد ما يدعو إليه القرآن، وما أتى به القرآن الكريم، في عناوينه الأساسية، في تعليماته المباركة:

أول عنوان أتى به القرآن الكريم: هو تحرير الناس من العبودية للطاغوت، أن يكونوا عبيداً لله، وأن يتحرروا من العبودية للطاغوت، وقوى الطاغوت والاستكبار من أهم أهدافها، وفي مقدمة ما تسعى إليه، هو: الاستعباد للناس، الإخضاع التام للمجتمع البشري لهم، لمصالحهم، لأهوائهم، لرغباتهم، لأطماعهم، وأن ينقاد لهم المجتمع البشري انقياداً تاماً ومطلقاً في كل أهوائهم، ورغباتهم، وأطماعهم، وما يسعون إليه، والقرآن الكريم إذا اهتدى به المجتمع البشري- كما هو حال المؤمنين الصادقين، الذين يهتدون به- يتحررون من سيطرة الطاغوت، وقوى الطاغوت بكلها، ولذلك مشكلتهم مع القرآن الكريم أنه كتاب حرية في مفهومها الصحيح، يحرر المجتمع البشري من هيمنتهم، من سيطرتهم، ويرقى به إلى مستوى المواجهة والتصدي لشرهم، لفسادهم، لإضلالهم وإغوائهم، وتحصينه كذلك، فحربهم هي من هذا الجانب، وتجاه هذا العنوان المهم.

القرآن الكريم هو كتاب تزكية، يقدم ما يزكي النفس البشرية، ويصلحها، ويربي على مكارم الأخلاق، ويحصِّن الإنسان، ويرتقي به، ويطهره من الرذائل والمفاسد، التي تمثل ضرراً كبيراً على الإنسان، لها تأثير سلبي كبير، هي تدنس الإنسان، وتنحط به عن كرامته الإنسانية، عن قيمته الإنسانية، وهي تؤثر عليه في واقع حياته، هي جرائم تفسد عليه نفسيته، تفسد عليه حياته، تفكك بنيته الأسرية، فلذلك هم ينزعجون من القرآن الكريم ككتاب تزكية.

وفي المقابل ماذا يعملون في حربهم على المجتمع البشري، وفي صدهم عن القرآن الكريم، عن الاهتداء به، وهو يزكي النفس البشرية، يزكي المجتمعات الإنسانية، يتجهون هم في المقابل لنشر الرذائل، لنشر المفاسد، للترويج لها بكل ما يمتلكون من وسائل، بكل ما يستطيعونه من إغراءات، ويعملون لذلك بشكلٍ كبير جداً، وصل في هذا العصر إلى أحط مستوى، عندما يتحركون لنشر الرذائل، والفساد الأخلاقي، والجريمة، والفاحشة تحت عنوان المثلية… وغيرها من الجرائم الأخلاقية، ثم يحاولون أن يؤطروا ذلك، وأن يوفروا الحماية لذلك، من خلال إدخالهم لذلك تحت عنوان الحقوق والحريات، ويقدِّمون لذلك الدعم الكبير، دعم سياسي، دعم تحت العناوين الأخرى، في الإطار القانوني، في إطار الحريات، في إطار الحقوق… وهكذا في عناوينهم وفي أساليبهم التي يروِّجون لها بشكلٍ كبير، وبشكلٍ لم يبق لديهم ذرة من الحياء، ولا ذرة من احترام القيم الفطرية الإنسانية، التي فطر الله الناس عليها.

هذه هي حربهم في مواجهة ما أتى به القرآن الكريم، وهم يعرفون ويدركون أنَّ القرآن الكريم هو الذي يزكي المجتمع البشري ويحافظ عليه من سعيهم لإفساده، وسعيهم لتمزيق بنيته، وتدمير بنيته الأساسية في تكوينه الاجتماعي وهي الأسرة، وهم يعملون لذلك بقصد، وهذا إفساد كبير، واستهداف خطير للمجتمع البشري.

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

كلمة السيد بمناسبة جمعة رجب 1444هـ

قد يعجبك ايضا