نتيجة الخوف و الإذعان والجزع من بطش الظالمين هي الذلة والهوان والاستسلام

الركيزة الثانية: التي يتحرك من خلالها ويتمكن من خلالها الطغاة والظالمون في الاستحكام أمرهم على الأمة وفي السيطرة على الأمة واستعباد الأمة هي: الجبروت والبطش والطغيان الترويع والإخافة واستعمال البطش بقسوة كبيرة وفضاعة ووحشية لا نظير لها لا نظير لها يقتلون ويسجنون ويدمرون ويخربون ويستبيحون الدماء فيسفكونها بغير حق ويزهقون الأرواح بغير حق ويحاولون بذلك أن يعمموا حالة الخوف والفزع والجزع في نفوس الناس حتى لا يرفع أحدٌ له رأس ولا يرفع له كلمة ولا ينادي بحق ولا يعارض باطلاً هكذا كانوا يعملون وهذه الحالة تركت أثرها على الكثير من أبناء الأمة فكانوا مكبلين بقيود الخوف لا يجرؤون على اتخاذ موقف ولا يجرؤون على تحمل مسؤولياتهم في مواجهة الظلم والطغيان والفساد،

والقليل القليل من صفوة الأمة كانوا متحررين من قيود الخوف فوقفوا بصدقٍ وثباتٍ وتضحية وفدائية لا نظير لها مع الإمام زيد عليه السلام وقبله مع الإمام الحسين عليه السلام وبعدهما مع كل الأحرار والعظماء الذين ثاروا وتحركوا في الأمة لإصلاح واقعها وتصحيح مسارها.

الإمام زيد عليه السلام كان يدرك خطورة الخوف وأثره السيئ في تجميد الأمة وفي تكبيلها وفي فرض حالة الإذلال عليها فقال هذه الكلمة : ( ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا ) نتيجة الخوف نتيجة الإذعان لحالة الفزع والجزع من بطش الظالمين وجبروتهم هي الذلة تفرض على الأمة حالة الذل والهوان والاستسلام والعجز وإذا ذلت الأمة كان لديها القابلية أن تذعن لكل ما يعمله الطغاة فلا تقف في وجههم ولا ضد طغيانهم لو عملوا ما عملوا ولو فعلوا ما فعلوا هي الحالة الطبيعة لحالة الذل ثم يقول عليه السلام: (من أحب البقاء استدثر الذل إلى الفناء) من يصبح كل تعلقه بهذه الحياة والبقاء فيها فهو متشبث بالحياة وخوفه من أن يقتل نتيجة بطش الظالمين ويفارق هذه الحياة الفانية والزائلة نتيجة جبروتهم يفرض عليه هذا الواقع هذه الحالة حالة الذل فهو يتلبس بالذل ويتدثر به ويقع رهينته وأسيره لا يقف موقفاً مشرفاً ولا موقع عزة إلى أن يفنى .

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

ذكرى استشهاد الإمام زيد 1434 هـ

قد يعجبك ايضا