مواقف الإمام زيد ” عليه السلام” تدلل مدى ثقته بالله واحتقاره للطغاة والمجرمين

 

الإمام زيد بن على عليه السلام عندما نريد أن نتعرف عليه فهو معروف وأشهر من أن نعرف به، لكن إن تحدثنا من باب الاختصار والإيجاز فعندما نتحدث عن أسرته ومنبته فهو من الأسرة الطاهرة والبقية الباقية من آل رسول الله محمد (صلى الله وسلم عليه وعلى آله)، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، الذين أمرنا الله بمودتهم ومحبتهم وجعل ذلك هو الأجر على تبليغ الرسالة، المكافأة لنبي الله محمد، والأجر له وتثمين ما قدمه للأمة كلها من هدىً وزكاءً وإخراجاً لها من الظلمات إلى النور فقال سبحانه وتعالى (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) هو من نجوم العترة الطاهرة الذين أمرنا الله بالتمسك بهم، والاهتداء بهم، والسير في طريقهم، والتمسك بمنهجهم، والاقتفاء بإثرهم، وواحد من نجوم تلك العترة الذين قال عنهم رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله) (إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) هو واحدٌ من العترة الطاهرة، من نجومها وأعلامها وهداتها الذين قال عنهم الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) (أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى) هذا منبته ومنبعه وأسرته، ثم هو الذي كان ابناً لزين العابدين عليه السلام، أبوه زين العابدين وسيد الساجدين الذي أيضا تُقِرُّ كل الأمة بعظيم فضله وعظيم مقامه وسناء مكانته، زين العابدين عليه السلام وسيد الساجدين الذي هو نجل الإمام الحسين عليه السلام المتبقي في كربلاء من أسرته بلطفٍ من الله وبرعاية كي لا ينقرض النسل الحسيني.

فزين العابدين عليه السلام بما هو عليه من العلم، والعبادة، والفضل، والتقوى، والمكانة العلية في دين الله والقرب من الله سبحانه وتعالى، هو الذي ربى زيداً، رباه التربية الإيمانية، رباه على الإيمان، على التقوى، على العلم، على الفضل، ثم من بعد زين العابدين عليه السلام وبعد وفاته اهتم بتربيته أخوه الإمام الباقر عليه السلام، وهكذا نشأ زيد بن على عليه السلام في تلك الأسرة الطاهرة المؤمنة التي هي على أرقى درجات الإيمان، تربى تربية الإيمان، تربية التقوى، تربيةً على الفضل والخير والقيم والأخلاق وتشرّب فيها مبادئ الحق، ونشأ نشأةً مميزةً، نشأةً مميزةً، فكان متميزاً منذ بداية نشأته منذ بداية شبابه متميزاً بتقواه، بإيمانه بخشيته من الله، متميزاً بفهمه الثاقب واستيعابه الكبير، ومتميزاً أيضاً بارتباطه الوثيق بالقرآن الكريم، فهو في تلك المدرسة مدرسة الهدى، مدرسة الحق، مدرسة أهل البيت عليهم السلام هو عليه السلام اختص اختصاصاً متميزاً بارتباطٍ وثيقٍ ومتميز بالقرآن الكريم، القرآن الكريم ينبوع العلم، ينبوع المعرفة، منبع الهدى، حتى عرف زيدٌ عليه السلام بحليف القرآن، وهذا الارتباط الوثيق بالقرآن الكريم رأينا أثره حينما نقرأ التاريخ في شخصية الإمام زيد عليه السلام في أخلاقه، في اهتماماته، في مساره العملي بكله.

عُرف الإمام زيد عليه السلام بأنه عظيم الخشية من الله، فكان حينما يقرأ بعضاً من آيات القرآن الكريم، ويتأملها أو يسمعها في بعض المقامات يُغمى عليه، وعُرف أيضاً بهذا الأثر الإيماني في واقعه بكله، في علاقته المتميزة بالله، في أخلاقه وقيمه، في المسؤولية ومواجهة الجائرين.

فعلى مستوى الالتزام والتقوى هو القائل عليه السلام (والله ما كذبت كذبةً منذ عرفت يميني من شمالي، وما انتهكت لله محرماً منذ عرفت أن الله يعاقب عليه) هل بعد هذه النشأة من نشأة، على هذا المستوى العالي من الالتزام والتقوى (ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي، وما انتهكت لله محرماً منذ عرفت أن الله يعاقب عليه ) هو أيضاً القائل (والله لو علمت أن رضاء الله عز وجل في أن أقدح ناراً بيدي حتى إذا اضطرمت رميت بنفسي فيها لفعلت) يعني لو كان ذلك مني يرضي الله لفعلته، هكذا كان في انشداده إلى الله، في تقواه لله، في ذوبانه في طاعة الله سبحانه وتعالى، ثم في إطار المسئولية، المسئولية أيضاً من أهم ما يدلل على التقوى مستوى اهتمامك بالمسئولية، ليس فقط خشوعك في حالة صلاتك، أو تأثُرُك النفسي في مشاعرك وأنت تتلو القرآن، بل في المسارات العملية المسارات العملية من أهم الشواهد على التقوى والإيمان، ولذلك الإمام زيد عليه السلام سواءً على مستوى الالتزام و التقوى، أو على مستوى القيام بالمسئولية ومواجهة الجائرين.

عندما نرى في موقف واحد من مواقفه كم يحمل من دلالة واضحة، دلالات متعددة، ودلالة واضحة على مدى ثقته بالله، وإجلاله لله، وارتباطه بالله سبحانه وتعالى، واحتقاره للطغاة والمجرمين المنحرفين عن منهج الله سبحانه وتعالى، فله تلك الوقفة في مواجهه هشام بن عبد الملك الأموي، الحاكم الأموي الجائر الظالم المفسد، ومعروف كيف بلغ الحال في مرحلة ذلك الطاغية المجرم، المستبد، المستحكم والمتحكم على الأمة بكلها، ذلك الطاغية الجائر الذي قال: والله لو قال لي أحد اتقِ الله لضربت عنقه. فالإمام زيد عليه السلام قال له: (اتقِ الله يا هشام) لم يخف ولم يرهب ولم يتهرب من تقديم مثل هذا الأمر والنصح (اتقِ الله يا هشام) فقال منزعجاً غاضباً مستكبراً: أومثلك يأمر مثلي بتقوى الله. فقال عليه السلام: (إنه ما من أحدٍ فوق أن يؤمَرَ بتقوى الله ولا دون أن يوصي بتقوى الله).

فالإمام زيد عليه السلام وهو من نجوم العترة الطاهرة، من أعلام آل محمد، من هداة الأمة على مستواه العظيم، في إيمانه وتقواه، وعلمه ومعرفته، وهو من الأعلام العظماء، وبمآثره العظيمة في الإسلام والتي منها استمرارية المسار الثوري في الأمة، استمرارية المنهج الحق، والفكر النقي، والمعارف الصحيحة في الأمة، تحرك في أوساط الأمة قائماً بمسئوليته الكبرى في ثورته التي هي امتدادٌ لثورة جده الحسين عليه السلام في درب جده المصطفى محمد (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله).

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

ذكرى استشهاد الإمام زيد ” ع” لعام 1435 هـ

قد يعجبك ايضا