لماذا علماء السوء أعظم الخلق مصيبة وأشدهم عقوبة

 

ثم يستنهض العلماء ويستنهض الأمة، تلك كانت الخطوط العريضة التي تحرك على ضوئها عليه السلام ودعا إليها الأمة، جهاد الظالمين لدفع ظلمهم، لإيقافهم عند حدهم، لا يمكن أن يُوَقَّفَ ظلمهم، وأن يُدفع جبروتهم إلا بالجهاد ضدهم، بالتحرك الجاد لإيقافهم عند حدهم، والدفع عن المستضعفين حتى لا يبقوا ضحيةً لطغيان الطغاة وهيمنة المجرمين، وقَسْمِ الفيء بين أهله، المال العام، حتى لا تحرم الأمة من ثرواتها العامة فيترتب على ذلك من المساوئ، نرى في واقعنا الآن فئة قليلة، أشخاص معدودون الأصابع ربما يستأثرون بمعظم ثروة الشعب اليمني، بمعظم إيرادات النفط والثورة النفطية وغيرها يستأثرون بمعظم مصالح الشعب اليمني، فيما الملايين يعيشون حالة البؤس، الحرمان والمعاناة، والكثير يعيش هماً بتوفير لقمة عيشه.

يستنهض العلماء والأمة فيقول: (فسارعوا عباد الله إلى الحق) دعوة إلى الحق ويفترض بالأمة المسلمة أن تستجيب لدعوة كهذه من داعٍ كالإمام زيد، معروف بين أوساط الأمة كل الأمة يشهد له علماؤها، تياراتها، اتجاهاتها الفكرية بالفضل والعلم، رجل عظيم موثوق ليس مغموراً ولا مجهولاً(فسارعوا عباد الله إلى الحق فبالحق يكبت عدوكم وتمنع حريمكم وتأمن ساحتكم) يتوفر لكم الأمن والمنعة على حرماتكم (وذلك أننا ننزع الجائرين عن الجنود)، يعني حتى لا يبقى الجيش تحت سلطة الجائرين الذين يستخدمون الجيش للسطوة على الناس، وللظلم للناس، وليجعلوا منه أداة تسلط وقهر وقمع يهيمنون من خلالها على الأمة (ننزع الجائرين عن الجنود والخزائن) الخزائن الثروة العامة لا تبقى بأيديهم، لأن الخزائن العامة عندما تبقى بأيدي الجائرين الظالمين يختصون بها ترفاً في مصالحهم للترف في المعيشة ولتعزيز نفوذهم، ووسيلة يستقوون بها لتعزيز هيمنتهم وسيطرتهم (والخزائن والمدائن) والمدائن حتى لا يكونوا هم من يديرون شؤون الناس، عندما يكون من يدير شؤون الناس ظالماً مجرماً فبظلمه وشره وطغيانه سيمارس ما يمارس في واقع حياتهم، (والفيء والغنائم، ونثبّت الأمين المؤتمن) اللائق بالمسؤولية، الإنسان الذي ليس مصدر خوف، في أن يظلم الأمة، أو يسرق الأمة، أو ينهب ثروات الأمة (ونثبت الأمين المؤتمن غير الراشي والمرتشي الناقض للعهد فإن نظهر -فإن ننتصر- فهذا عهدنا وإن نُستشهد فقد نصحنا لربنا وأدينا الحق إليه من أنفسنا) نكون قد قمنا بواجبنا (فالجنة مثوانا ومنقلبنا، فأي هذا يكره المؤمن وفي أي هذا يرهب المسلم).

ثم يدرك عليه السلام مشكلة الأمة، مشكلة الأمة الكبيرة، الأمة التي كان من المفترض أن ينهض علماؤها بمسئوليتهم ويكون لهم دورٌ أساسيٌ إيجابيٌ في تعريف الأمة بمسئوليتها، وفي هداية الأمة لسبيل ربها، وفي تحريك الأمة لإقامة الحق والعدل في واقعها، ولكن يرى أن الكثير وليس الكل الكثير من العلماء أصبحوا علماء سوء، لهم إسهام سلبي وسيء في تدجين الأمة للظالمين، فيقول عليه السلام (يا علماء السوء أنتم أعظم الخلق مصيبة وأشدهم عقوبة إن كنتم تعقلون) لماذا؛ لأن جرمهم كبير، جرم علماء السوء جرم فضيع بقدر ما أسهموا وأضلوا، أسهموا في تدجين الأمة للظالمين وأضلوا الناس وحرفوا مفاهيم الحق هم أعظم الخلق مصيبة وأشدهم عقوبة(ذلك بأن الله قد احتج عليكم بما استحفظكم إذ جعل الأمور ترد اليكم وتصدر عنكم، الأحكام من قبلكم تلتمس، والسنن من جهتكم تختبر يقول المتبعون لكم : أنتم حجتنا بيننا وبين ربنا)؛ لأن الكثير من عامة الناس عندما يكون لهم ارتباطات بعلماء معينين يثقون فيهم، يأمنونهم يطمئنون إليهم، يعتبرونهم حجتهم فيما بينهم وبين الله، أي فتوى أي تعبئة، تعبئة بالدين على حساب الدين، باسم الدين تؤثر فيهم، رأينا الأثر للفتوى التي هدرت دماء إخوتنا في الجنوب في عام 94 ورأينا كيف وُظِفت الفتاوى الباطلة والزائفة والظالمة لحشد الناس إلى قتل أخوتهم في صعدة، ورأينا كيف سوغت الفتاوى الظالمة والباطلة حتى قتل الأطفال وحتى قتل النساء وأباحت ذلك .. يعني أمر لم يجرؤ على أن يبيحه هكذا بكل وضوح حتى اليهود والنصارى حتى ما يقدمونه من مواثيق على أنها مواثيق للأمم المتحدة أو مواثيق لحقوق الإنسان لمنظمات أو لأي شيء آخر لا يجرؤون على أن يصرحوا بإباحة دماء الأطفال والنساء، والفتوى الجائرة تجرأت على فعل ذلك، (فبأي منزلة نزلتم من العباد هذه المنزلة فو الذي نفس زيد بن علي بيده لو بينتم للناس ما تعلمون، ودعوتموهم إلى الحق الذي تعرفون لتضعضع بنيان الجبارين ولتهدّم أساس الظالمين، ولكنكم اشتريتم بآيات الله ثمناً قليلاً وادهنتم في دينه، وفارقتم كتابه، هذا ما أخذ الله عليكم من العهود والمواثيق كي تتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، فأمكنتم الظلمة من الظلم وزينتم لهم الجور، وشددتم لهم ملكهم بالمعاونة والمقارنة فهذا حالكم).

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

ذكرى استشهاد الإمام زيد ” ع” لعام 1435 هـ

قد يعجبك ايضا