المقاومة في الضفة.. لا تراجع

||صحافة||

قبل كمين جنين، كان قادة العدو يتحدثون عن “التحدي الأمني”. لم يفصحوا عن كل شيء يواجهونه. ثمة ما كان يحضر على مدى سنوات وفشلوا في منعه. وثمة بحث عن حلول أمنية لمنع تنامي هيكل تنظيمي للمقاومة، بغض النظر عمن يقوده أو يتصدر المشهد من فصائل المقاومة الفلسطينية.

كمين جنين الذي سبق العدوان الاسرائيلي الواسع على المدينة، كشف شيئًا من الإعداد من قبل المقاومة وداعميها، في المقابل كشف عن حجم فشل الإسرائيلي الذي كان يمنّي النفس بقبضة أمنية إن بالمباشر أو من خلال التنسيق الأمني.

عندما ذهب إلى العمل العسكري في جنين، كان يتحدث عن استعادة شيء من الردع. وهو ما عبر عنه قادته خصوصًا الساسة منهم وعلى رأسهم نتنياهو. عمليًا اصطدم جيش الإحتلال والمؤسسة الأمنية بحجم قدرات المقاومين التكتيكية، وكذلك التبني والدرع الذي أمنته قوى المقاومة في المنطقة للمقاومة في الضفة، عبر وضع “تعدد الجبهات” ووحدة الساحات في مواجهة العمل العسكري الاسرائيلي.

للتذكير، كان العدو يهدف إلى تفكيك الهيكل التنظيمي للمقاومة في جنين، على أن يستكمله بضرب خلاياها في نابلس ومناطق شمال الضفة، وكذلك العمل على استعادة الردع من هناك. خطوته أتت بعد عملية “ثأر الأحرار” وما سبقها عملية “وحدة الساحات” التي استهدفت حركة “الجهاد” في غزة، حيث كان أحد أهدافه الالتفاف على وحدة الساحات وبدء تفكيكها.

كل هذه الأهداف كان يعتقد أنه يمكن تحقيقها من غزة بداية، ثم من الضفة الغربية، بعد فشله في غزة.

من الأمور التي كان يشير إليها الاسرائيلي، هو تصاعد عمل المقاومة كمًا ونوعًا، من عمليات إطلاق النار التي تستهدف دورياته وجواجزه ومستوطناته الى العبوات التي باتت تستهدف آلياته وتعيق عمله “السهل” سابقًا في اقتحام المخيمات في الضفة.

بعد عمله العسكري في جنين، يلاحظ أن هيكل المقاومة لم يتأثر، وأن عمل المقاومة يتصاعد، وأن الأجنحة العسكرية للفصائل باتت تتبنى علانية العمليات الفدائية.

الوقائع، وبعض الحسابات والمتابعة يبيّنان أن المقاومة في تقدم وتطور إن لجهة التجهيزات أو لجهة العمليات العسكرية، وفي أكثر من مكان، أي أبعد من شمال الضفة، وأن كل إجراءات المؤسسة الأمنية والجيش وحكومة المجانين لم تغير في واقع الأمر شيئًا، بل أعطت دفعًا أكبر للمقاومة لمواصلة العمل النضالي، وبالتالي إن خلاصة الأمر تقول إنه: لا تراجع في عمل المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وإن مأزق العدو يراوح مكانه، بل يزداد تعمقًا.

 

العهد الاخباري: خليل نصر الله

قد يعجبك ايضا