مسيرة كبرى بالعاصمة صنعاء إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد
ندعو شعبنا العزيز للجهوزية الدائمة لردع الأعداء
موقع أنصار الله – صنعاء – 25 محرم 1445هـ
شهدت العاصمة صنعاء، عصر اليوم، مسيرة جماهيرية كبرى إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام تحت شعار “بصيرة وجهاد”.
ورفعت الحشود الجماهيرية، الشعارات واللافتات المؤكدة على مواصلة الصمود والثبات والتضحية والمُضي على نهج الإمام زيد -عليه السلام- وثورته في مواجهة قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وجرائمها بحق الشعب اليمني ونهب ثرواته.
وأكدت الحشود الاقتداء بالإمام زيد بن علي عليهما السلام، والسير على المبادئ والقِيم التي ضحى من أجلها لنصرة الحق والدين وتصحيح واقع الأمة، والدفاع عن المستضعفين ومقارعة الظالمين والطغاة.
واعتبر المشاركون في المسيرة، إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد محطة إيمانية تعبوية للأمة، لتعزيز وحدة الصف، والوقوف في وجه طواغيت العصر والمستكبرين، مهما كانت التضحيات.
وأشاروا إلى أن حليف القرآن الإمام زيد عليه السلام، حمل راية الحق -في زمن السكوت- ضد الظلم والباطل، وجسّد بثورته معاني الجهاد والتضحية، والتحرك في سبيل الله.
وشددوا على أن الشعب اليمني ماضٍ في ثورته ضد قوى الطغيان والاستكبار وأعداء الأمة والدين ومقدساته، اقتداءً بالإمام زيد وثورته ضد الطغاة والظالمين.. مؤكدين إن إحياء هذه الذكرى تجسيدا للارتباط بالإمام زيد والمنهج الذي تحرك من أجله.
وفي المسيرة أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن أبناء الشعب اليمني بمواقفهم المشرفة والبطولية والمستمرة والثابتة، عبروا عن حقيقة إيمانهم بالله وكتابه وبرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبتهم لله ورسوله ولأهل بيته.
وأشار إلى أن الشعب اليمني يحيي هذه المناسبات ويعبر بصدق عن وفائه لله وكتابه ورسوله وأهل بيته، وإنه بإحيائها لا يحيي مناسبات طائفية ولا مذهبية ولا عنصرية، بل يحيي الدين العظيم في النفوس، وليجدد التمسك بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال العلامة شرف الدين ” إننا حين نحتفل ونقيم مثل هذه المناسبة إنما نعلي من منار وشأن الإسلام ونكرس في نفوسنا تلك المبادئ والقيم التي جاء من أجلها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ونزل من أجلها القرآن وضحى من أجلها صحابة رسول الله وأئمة أهل بيته عليهم السلام”.
وأضاف “اليوم يحرق كتاب الله مرارا وتكرارا على مرأى ومسمع العالم، وولاة الأمر لم يفعلوا شيء ولم يحركوا ساكنا ولم يجيدوا سوى الإدانة والشجب والاستنكار لا غير، وفي نفس الوقت يطبعون مع اليهود والنصارى، ويستقبلون السفير السويدي الذي في بلاده أحرق القرآن وانتهكت المقدسات الإسلامية وجرحت مشاعر المسلمين في أرجاء الكون ولن يفعلوا شيئا”.
وأكد مفتي الديار اليمنية، أنه عندما سكتت الأمة على انتهاك كتاب الله وترك عترة رسول الله، ضاعت الأمة وهانت وذلّت وانتهك العالم حرماتها.
وتابع” أصيبت الأمة في مقتل حين تركت مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا ما جعل الإمام زيد بن علي عليه السلام أن يخرج”
ولفت إلى أن أمريكا بعد عجز أدواتها عن ثني إرادة الشعب اليمني، أتت بجيوشها واساطيلها لدعم مرتزقتها، لكن هذا الأمر لن يغير شيئا في المعادلة ولن يكسر إرادة الشعب اليمني.. مؤكداً أن شعب اليمن انتهج نهج أهل البيت وحبُب في قلبه الجهاد والاستشهاد ولن يركع لغير الله.
وأوضح أن الشعب اليمني بنقاء قلبه وطهارة سريرته ووضوح أمره، حير العالم بصموده الأسطوري، وسيظل يحير العالم حتى يأذن الله بالنصر المؤزر والفتح المبين.. لافتا إلى تمسك الشعب اليمني بالمبدأ الذي خرج من أجله الإمام زيد.
وقال مفتي الديار اليمنية “اليوم ظهر الحق ونحن في زمن الغربلة، انتهكت محارم الله وأحرق القرآن ولم يحرك ولاة الأمر ساكنًا تجاه هذه الجريمة”.
وأشار إلى أنه عندما صرحت كندا بأن السعودية تنتهك حقوق الإنسان قطعت الأخيرة العلاقات معها، وعندما قال وزير الإعلام بالبنان أن حرب في اليمن عبثية قامت الدنيا في السعودية ولم تقعد، واليوم كتاب الله ينتهك ولم يفعلوا شيئا.
وأكد أن الشعب اليمني سيستمر على نهج محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته الواضحة والبينة .. مبيناً أن أهل اليمن الذين وصفهم النبي الأعظم بأنهم شعب الإيمان والحكمة ما كانوا كذلك إلا لأنهم تمسكوا بكتاب الله وعترة النبي.
وأكد بيان المسيرة الذي تلاه عضو رابطة علماء اليمن العلامة خالد موسى أن خروج أبناء الشعب اليمني اليوم هو للتعبير عن مدى الارتباط برموز القرآن الكريم وأعلام الهدى كالإمام زيد عليه السلام الذي كانت ثورته امتدادا لثورة جدة الإمام الحسين وللدين المحمدي الأصيل، لأنها قدمت النموذج والقدوة والأسوة وأعطت للحق حيوته في واقع الأمة.
وأشار إلى أن الإمام زيد بن علي قدم نموذجا وقدوة وأسوة حسنة، وأعطى للحق حيويته متحركا في نصرة كتاب الله تعالى وإنقاذ الأمة من حالة الذل والهوان والاستسلام والخضوع للمجرمين والظالمين.
ولفت إلى أن الإمام زيد عليه السلام كان يرى أن من أهم ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي والبصيرة مقابل حالة التضليل التي تستهدف الأمة في كل شيء.. مشيرا إلى أنه تحرك في الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما لهذه الفريضة من ثمرة وقيمة في استقامة الحياة.
وأوضح البيان أن المسيرة القرآنية بمنهجها وقيادتها تمثل الامتداد للنهج المحمدي الأصيل، وكذا الامتداد لخط الإمام زيد عليه السلام في استنهاض الأمة وتربيتها، في مواجهة الطغاة والمستكبرين.
وذكر أن الشعب اليمني، ومن واقع انتمائه الإيماني، معني بالتحرك والتصدي للأعداء الذين يستهدفون الأمة بمثل ما كان المجتمع المسلم مستهدف به في عصر الإمام زيد بن علي.
وقال” وفي هذا العصر وفي هذا الزمن الذي تطورت فيه الوسائل والإمكانات لدى أعدائنا نحن معنيون بأن يكون لنا الموقف الواعي والاستعداد العالي للتضحية، وإدراك ضرورة التحرك على المستوى الإيماني والأخلاقي، وعلى مستوى إنقاذ الأمة”.
ودعا البيان الأمة الإسلامية في كل البلدان إلى اتخاذ موقف حازم وجاد يرقى إلى مستوى المسؤولية تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءة للقرآن الكريم من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية.
وأكد على الموقف الثابت والمبدئي للشعب اليمني تجاه القضية والشعب الفلسطيني حتى تحقيق الهدف المنشود في تطهير فلسطين، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن العدو الصهيوني.
كما أكد الوقوف إلى جانب شعوب الأمة في مظلوميتها في البحرين، وسوريا، ولبنان، والعراق، وإيران وسائر الأقطار الإسلامية.
ودعا بيان المسيرة تحالف العدوان إلى وقف عدوانه على اليمن، وإنهاء الحصار والاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار والأضرار والكف عن المؤامرات الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد.
واعتبر الحصار ومنع تسليم المرتبات من عائدات النفط والغاز، عدوانا مكتمل الأركان والشعب اليمني وقيادته وجيشه لن يقفوا مكتوفي الأيدي وقد أعذر من أنذر.
وأضاف” نقول للأمريكيين وللقوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي: لا تلعبوا بالنار، وإياكم والاقتراب من مياهنا الإقليمية، أو الاستمرار في احتلالكم لجزرنا؛ لأننا سنجعلكم تدفعون الثمن غاليًا، بإذن الله المهيمن العزيز الجبار المتكبر”.
ودعا البيان أبناء الشعب اليمني إلى الجهوزية الدائمة، واليقظة والانتباه، والإستعداد لمواصلة التصدي للأعداء وردعهم وتطهير البلاد من شرهم وطغيانهم ومؤامراتهم.. حاثا الجميع على استلهام دروس الثبات والوفاء والوعي والبصيرة من مدرسة الإسلام وأعلامه الأبرار كالإمام زيد ورفاقه.