رسالةُ أَنْــصَارِ الله من تركيبة الحكومة

موقع أنصار الله  ||مقالات ||  حسن زيد*
تشكيلُ الحكومة بتركيبتها الحالية التي لم يكُنْ لأَنْــصَارِ الله إلّا العُشُر، أَي أربعة فقط تقريباً من ٤٢، برهانٌ قاطعٌ على أنهم ليسوا حريصين على التمسك بالسلطة، وأنهم ليسوا اقصائيين، ويدهم ممدودة للمصالَحة الوطنية ومشاركة كُلّ القوى السياسية والاجتماعية في إدارة الوطن.
وهذه التشكيلة رسالة واضحة لمن راهنوا على تفكُّك الجبهة الداخلية، بأن ذلك بعيدٌ عليهم بُعد قدرتهم على إخضاع الشعب اليمني والقضاء على مقاومته.
الحكومة بتركيبتها الحالية كمبدأ أُنموذجٌ عملي لإمْكَانية الاتفاق على سلطات توافقية يشاركُ فيها الجميع تضمن الأمن للجميع من الجميع.
أَنْــصَار الله مكّنوا المؤتمر الشعبي من الوزارات السيادية الأربع، ورئيس الوزراء ونواب رئيس الوزراء الثلاثة وأكثر من ٧٠٪‏ من الوزراء قياديون في المؤتمر الشعبي.
ما تبقى من وزارات حرص أَنْــصَار الله على إشراك الاشتراكي (طلال عقلان) والبعث (الزبيري) واتحاد (الوزير) والحق (حسن زيد) والأحزاب الفتية (الجرموزي والمختار) والحراك الجنوبي باقزقوز والقمع وغالب مطلق وبن حفيظ وغيرهم)، والمحافظات المنسية في العادة كمأرب وتهامة وصعدة.
أَنْــصَارُ الله اقتصر تمثيلهم على الإعلام والتربية والنقل.. لو قَبِلَ الإصلاحيون والناصريون والاشتراكيون غير المشاركين في العدوان المشارَكَة لتنازلوا لهم عن الوزارات التي يشعرون فيها بأنهم شركاء فعليون، ولو تنازلوا عن كُلِّ الحقائب كما كان الأمر في حكومة تصريف الأعمال التي خلت من وجود وزير واحدٍ من قيادات أَنْــصَار الله.
بهذا وبقبولهم لإقصائهم من حكومة بحاح أثبت أَنْــصَار الله أنهم صادقون في أن أهدَافهم التي أعلنوها في ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م هي لِحل مشكلة الصراع المزمن على السلطة، بالقضاء على التفرد والاستئثار والاقصاء من قبل طرف أَوْ شخص أَوْ أسرة أَوْ منطقة على السلطات.
وأثبتوا أنهم لم يسعوا إلى ان يكونوا بديلاً عن الجميع، بل مجرد شريك وبأقل حصة في سلطات يشارك فيها الجميع؛ لتمنع التسلط وتفضَحَ الفساد وتحققَ الحرية والأمن والكرامة للجميع.
كما أثبتوا أنهم ليسوا انتقاميين ولا ثأريين ولا يعيشون حالة عداء مع أَي طرف يمني أَوْ عربي أَوْ إسلامي بل ولا إنْسَاني.
وأثبتوا أنهم يتجاوزون الماضي بآلامه وصراعاته؛ لأنهم صادقون في أن معركتهم ليست مع أَبْنَاء اليمن والأُمّة والإنْسَانية.
معركتهم فقط مع الاستكبار العالمي الذي تحكمه وتوجّهُه الصهيونية العالمية.
*وزير الشباب والرياضة

قد يعجبك ايضا