لا حياد بين الخير والشر
ليس هناك في دين الله ولا هناك مجال أن تكون حيادياً بين الخير والشر، تقول: [أنا سأحايد، لن أكون مع الشر، ولن أكون مع الخير]، أن تكون حيادياً بين الحق والباطل، تقول: [أنا سأحايد، لن أكون مع الباطل، وفي نفس الوقت لن أكون مع الحق]، أن تكون حيادياً بين الظلم والعدل، تقول: [أنا لن أكون في صف الظلم، ولن أكون في صف العدل، أنا أريد أن أكون في هذه الحياة محايداً، لا أتحمل مسئولية، ولا أدخل في مشكلة، وليس لي موقف من أي أحد في هذه الدنيا، ولا تجاه أي موضوع في هذه الدنيا، ولا أريد أن أتحمل أي مسئولية تجاه أي شيء في هذه الدنيا…] يعني كن جماداً إذًا، كن صخرة أَوْ شَيئًا آخر… لا يمكن، أنت إنْسَان، أنت متحمل للمسئولية، عليك مسئولية كبيرة في هذه الحياة: إما أن تكون في جانب الخير، وإلا فأنت تلقائيا في جانب الشر قعودك، صمتك، استسلامك، تنصلك عن المسئولية، لصالح من؟ لصالح المفسدين، الظالمين، المجرمين، الذين يفيدهم هذا، يفيدهم أن يكون الآخرون متنصلين عن المسئولية، ثم ماذا ستعمل مع الآيات القرآنية التي أمرك الله فيها بالجهاد، والجهاد ضد من؟ ضد المستكبرين، الظالمين، المعتدين، المجرمين… الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسئولية تعنينا تجاههم بالتأكيد؛ فإقعادك عن جانب المسئولية نجاح للشيطان عليك، نجاح كبير، ونافذة خطيرة ينجح فيها مع الكثير من الناس الذين عليهم أن يتأملوا كتاب الله جيداً.
نجح الشَّيْطَان مع الكثير من الناس في إغوائهم والإضلال لهم، ويوم القيامة تتجلى الخسارة الكبرى لكثيرٍ من البشر، يوم القيامة نحشر جَميعاً في ساحة المحشر أمام الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” وتقف البشرية بكلها منذ آدم إلى آخر إنْسَان خلقه الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” في مقام الحساب والجزاء، يتجلى كم هناك من أعداد هائلة جدًّا تمكن الشَّيْطَان من إضلالها وإغوائها، يتوجه الله يوم القيامة بندائه وخطابه لبني آدم {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} يس الآية: 60-62، يتحسر الكثير من البشر، ويندم كُلّ الذين تمكن من إغوائهم وتضليلهم، حينما يرون أنفسهم في مقام الخسران الكبير والهلاك الكبير، حيث الموعد: موعد كُلّ الذين تمكن الشَّيْطَان من غوايتهم وإضلالهم، ولم يتوبوا إلى الله، ولم ينيبوا إلى الله، ولم يصلحوا في هذه الدنيا، ماتوا على غوايتهم، وهلكوا على ضلالهم؛ كلهم موعدهم النار، العذاب الأبدي، إلى جهنم والعياذ بالله.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
المحاضرة الرمضانية الثامنة للسيد القائد لعام 1438 هـ