السيد نصرالله : أي اغتيال صهيوني على الأراضي اللبنانية سيقابل برد فعل قوي

أطل الأمين العام لحزب الله سماحة ‏السيد حسن نصرالله مساء اليوم الإثنين بمناسبة ذكرى التحرير الثاني (تحرير الجرود الشرقية-
السنوية السادسة) عبر شاشة قناة المنار مباركاً ذكرى الانتصار الكبير الآخر الذي حققه لبنان على الجماعات الارهابية.
وعزى سماحته في بداية الكلمة اللبنانيين جميعًا” برحيل أحد الأعمدة الكبيرة في الصحافية اللبنانية والعربية الاستاذ طلال سلمان الذي كان بحق مقاومًا كبيرًا وعزيزًا بالفكر والبيان والقلم وكان مع المقاومة وساندها في كل مراحلها في لبنان وفلسطين حتى آخر نفس”.
وذكّر السيد ان”الجماعات المسلحة  اعتمدت الأراضي اللبنانية قاعدة لإرسال السيارات المفخخة كما هددوا  بالتوسع في الأراضي اللبنانية وتهديدات بالتوسع في البقاع والوصول الى بيروت والمزيد من العدوان باتجاه سوريا، وفعليا دخلت في تلك الفترة الجماعات المسلحة إلى مساحات واسعة في الأراضي اللبنانية واعتمدتها قاعدة للاعتداء على السكان والقوى الأمنية”.
وأضاف” لبنان كان جزءًا من خريطة دولة الخلافة الداعشية وكان حضور داعش في البقاع قاعدة انطلاق للامتداد الواسع، و أشهد أن بعض القرى وخصوصًا المسيحية أخذت قرار المواجهة خلافاً لقرار وتوجهات أغلب أحزابها”.
ولفت السيد نصرالله إلى انه” يجب أن لا ننسى أولئك الذين يمثلون قوى سياسية الذين ذهبوا الى المسلحين الى جرود عرسال وعقدوا عندهم مؤتمرات صحافية وعبّروا عن تأييدهم وقدموا لهم أشكال الدعم المختلفة، هؤلاء راهنوا على بقاء الجماعات المسلحة وعلى انتصارها وعلى انكسار أهل البقاع والجيش والمقاومة في مقابل هذه الجماعات”.
وتابع السيد :”الاميركان منعوا الحكومة اللبنانية من أن تأخذ قرارا يسمح للجيش اللبناني بالقيام بعمل هجومي ضد الارهابيين، والحكومة لم تأذن للجيش اللبناني بشن هجوم على المسلحين في الجرود بسبب الضغط الاميركي، والأميركيون هددوا الجيش اللبناني بإيقاف المعونات عنه اذا شن هجومًا على المسلحين في الجرود”.
وأضاف سماحته انه”تم استعادة شهداء الجيش اللبناني وشهداء قوى الأمن وتحرير الأسرى واستعادة أسرانا وانهاء الوجود الارهابي في مناطقنا وهذا ما نسميه بالتحرير الثاني والانتصار”.
وأردف بالقول:”لا أنسى القرى والبلدات التي رغم معاناتها وظروفها كان تجمع مما لديها في بيوتها لايصاله للمجاهدين”، لافتا الى ان”الإقبال كان كبير جدًا من أجل الدفاع عن لبنان وأرضه فكانت أعداد المقاتلين كبيرة جدًا ولا تتناسب مع حجم المهمة”.
واعتبر سماحة السيد ان”التحرير الأول وانتصار تموز والتحرير الثاني والتحرير الثالث الذي بدأ قبل أيام في موضوع التنقيب في البلوك رقم (9) كل ذلك نتيجة معادلة جيش شعب مقاومة”، مشيراً الى ان” المعادلة الاستراتيجية الوطنية القائمة على الجيش والشعب والمقاومة حققت انتصارات عظيمة”.
وفي موضوع التهديدات الصهيونية باغتيالات قيادات في المقاومة داخل الكيان وخارجه قال السيد نصرالله :”دائمًا كان يُقال إن الصهيوني يدرس تجاربه لكن يبدو ان هذا الكلام لا ينطبق حاليا لا على كيان العدو ولا على جيشه”.
وتابع”الاسرائيليون غافلون عن أن المقاومة في الضفة الغربية هي ارادة الشعب الفلسطيني وأن هذا الشعب يقاتلهم منذ 75 عامًا أي قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران”.
ولفت السيد الى انه”أمام تصاعد المقاومة في الضفة الغربية والعجز الاسرائيلي هرب نتنياهو الى تصوير ما يجري في الضفة كخطة ايرانية”.
وقال السيد نصرالله إنه :”منذ 1982 حتى اليوم بقي العدو الاسرائيلي يصوّر ان الذين يقاتلون في لبنان يطبقون خطة ايرانية لكن هو غافل ان الشعب اللبناني يقاتل بإرادة لبنانية لتحرير أرضه”.
وأردف قائلا”هل استطاعت الاغتيالات أن تهزّ من إرادة المقاومة بل دفعت للمزيد من الحضور في الميدان والأمل بالانتصار وهذا ما حصل مع كل المقاومين في منطقتنا”.
وأضاف:” هذه التهديدات لا تجعل المقاومة تتراجع لا التهديد ولا تنفيذ التهديد سيضعف المقاومة بل سيزيدها عنادًا وعزمًا”.
واكد سماحته ان “أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيًا او فلسطينيًا او سوريًا أو ايرانيًا او غيرهم بالتأكيد سيكون له رد الفعل القوي ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات ولن نقبل على الاطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة”.
واعتبر السيد ان “العدو يجب ان يعترف انه في مأزق تاريخي ووجودي واستراتيجي ولن يجد مخرجًا لذلك”.
وأشار السيد نصرالله إلى انه”يجب التضامن الحقيقي مع الأسرى في فلسطين ومع السجناء السياسيين في البحرين”.
ورأى سماحته ان “ما يجري في سوريا اليوم هو استمرار لما بدأ في العام 2011 وهو مشروع أميركي استعانت فيه أميركا بعدد من الدول الاقليمية التي ساندتها بالمال والاعلام والسلاح”.
ميشراً الى ان” القائد الفعلي للحرب على سوريا منذ اليوم الأول هو الاميركي ، وبايدن يتحدّث عن مئات مليارات الدولارات أنفقت لاحتلال سوريا، وجاؤوا بالتكفيريين من كل الدول ليقاتلوا في سوريا وليقتل منهم من يُقتل، كان التكفيريون للأسف مجرد أدوات غبية في المشروع الأميركي وكان المطلوب استنزافها والقضاء على بقيتها في المرحلة اللاحقة، وبحجة داعش عادت القوات الاميركية الى العراق وبحجة داعش دخلت لتحتل شرق الفرات ولتنهب الخيرات”.
ولفت سماحته انه”بمجرد فشل الحرب العسكرية على سوريا وبدء تعافيها كان قانون قيصر، والدولة في سوريا بذلت جهودًا كبيرة ولكن كلنا يعرف أن الأبواب سُدّت وأن الحصار أُحكم ،  اليوم الكثير من الشركات في العالم ومنها الشركات الصينية والروسية لا تستثمر في سوريا بسبب العقوبات”.
وتابع السيد “الأميركيون يسيطرون على حقول النفط في شرق الفرات وهم الذين يمنعون أن تعود هذه الحقول الى الحكومة السورية وهم يمنعون الحل بين الأكراد والدولة في سوريا وتحرير شرق الفرات”.
وأضاف”الدولة السورية وحلفاؤها قادرون ببساطة على تحرير شرق الفرات كما فعلوا في البادية لكن شرق الفرات منطقة محتلة من قبل القوات الاميركية فالصراع هناك صراع اقليمي ويمكن أن ينجر الى صراع دولي”.
وأردف سماحته:”ما يُشاع أن الاميركان يريدون اغلاق الحدود السورية العراقية هو مجرد  أوهام ولن يُسمح بذلك، واذا أراد الاميركيون ان يقاتلوا بأنفسهم اهلا وسهلا وهذه هي المعركة الحقيقية التي ستغير كل المعادلات”.
وفي موضوع “اليونفيل” في الجنوب قال سماحته :”يريدون من قوات “اليونفيل” أن تعمل عند الاسرائيلي وجواسيس عندهم وحيث لا تستطيع كاميرا التجسس ان تصل المطلوب ان تقوم بذلك كاميرات اليونيفيل”.
واضاف :”مشكورة الحكومة اللبنانية لسعيها تصحيح خطأ العام الماضي الذي أعطى الحرية الكاملة لليونيفيل للتحرك بدون تنسيق واذن، ونشد على أيدي الحكومة اللبنانية ونأمل أن تُوفق لاجراء هذا التعديل”.
وتابع”خلفية إجراء هذا التعديل لها علاقة بالكرامة والا هذا سيبقى حبراً على ورق والناس في الجنوب لن يسمحوا بأن يُطبق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية”.
وفي الملف الرئاسي قال السيد :” بالأمس قالت جهة أساسية أنها ترفض الحوار، فهل نأتي بهم الى الحوار بالقوة؟”.
واوضح سماحته” نحن لأننا لسنا ضعفاء بل نحن أصحاب قرارنا فلا نخاف من الحوار وجاهزين له طبعًا لا نتسول الحوار من أحد”.
واضاف :” يقولون “نحن نريد رئيسًا لبناء دولة تواجه حزب الله”، فهم لا يريدون بناء دولة لحل مشاكل الناس وهذا يبيّن أنهم في خدمة أي مشروع!”.
وتابع”أنتم تخدمون هدف “اسرائيل” المعلن التي لا تريد استقلالا لهذا البلد والاميركي والاسرائيلي يطالبان بنزع سلاح حزب الله”.
واعتبر السيد نصرالله أن”أقوالهم تدل على عقلية لا يمكن أن تُخرج لبنان من الصعاب التي يعيشها بل عقلية تذهب بلبنان الى حرب أهلية”.
واضاف”لا أمارس حربًا نفسية على اللبنانيين ولا أهول عليهم وانما أقول لهم الحقائق التي يعمل عليها البعض”.
وفي موضوع الحوار مع التيار الوطني الحر أوضح سماحته ان:”النقاش جدي وعميق ويحتاج الى بعض الوقت”، مشيرا الى ان” الحوار هو بالنيابة عن حزب الله وليس بالنيابة عن حلفائنا، وسنعرض نتيجة الحوار على حلفائنا ونناقش ونأخذ القرار سويًا ، وعُرض علينا موضوع اللامركزية الادارية والمالية واذا اتفقنا على مسودة ما فسنناقشها مع الأفرقاء، نحن أمام اقتراح قانون فيه عدد كبير من المواد وهو يحتاج الى أغلبية لاقراره في المجلس النيابي”.
ومع اقتراب ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه قال السيد نصرالله :”نواصل درب الامام الصدر في المقاومة واحتضان المقاومة الفلسطينية وفي التطلع الى القدس وفي الاصرار على العيش الواحد في لبنان وفي الايمان بلبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه ويأبى التقسيم والتفرقة، و نضم صوتنا الى صوت اخواننا في قيادة وجمهور حركة أمل ونعتبر انفسنا جميعا أبناء هذا الامام الكبير والجليل وتلامذته، وستبقى قضية الامام الصدر حيّة حتى يعود مع رفيقيه الى ساحة جهاده ونضاله وإنْ كان قد كبر به السن”.
ولفت السيد ان”مشهد الملايين الذين يذهبون مشيًا على الاقدام الى كربلاء يدفع الى الكثير من الأسئلة الروحية والعاطفية والانسانية والايمانية خصوصا في زمن القحط الفكري والانحطاط”.
وأشار سماحته الى ان” هذا المشهد المليوني يعبّر عن نقاط القوة لدى الأمة كما في موسم الحج ونتمنى ان تكون هذه المواسم مواسم البراءة من الظالمين والطغاة”.

المصدر: موقع المنار

قد يعجبك ايضا