من الأشياء الرئيسية في القرآن الكريم أنه يفصلنا عن التبعية للأعداء
القرآن الكريم ليس كتابًا منفلتًا، ليس كتابًا هكذا رَجَمَ الله به إلى الأرض وتركه، وكلًا تخطَّفه، وكلًا جاء يمسكه على أساس أن يكون هو المعني. لا، الصراط المستقيم له أعلامه، وله معالمه، له اتجاهاته.
وأول ما نلحظ في الارتباط بالقرآن الكريم هذه المسألة، ثم نلحظ أن من الأشياء الرئيسية في القرآن الكريم والبديهية والأولية، هي أن القرآن يفصلنا عن التبعية للأعداء، لا يمكن أن يكون منتهاك في طريقتك التي أنت عليها هم اليهود، هم الصهاينة، ولو أنت تجوِّد القرآن، ولو أنت تعرف أحكام التجويد، ولو أنت تأتي لتوظِّف نصًا قرآنيًا هنا أو هناك لتخدم به أولئك، هذه فيها إساءة، بالطبع إساءة كبيرة جدًّا إلى الإسلام والقرآن، يعني مثلًا: هناك البعض من أبناء هذه الأمة يمكن أن يتحول إلى عميل للموساد الإسرائيلي، أو يتحرك كعميل لأمريكا، أو عميل لإسرائيل، ومن دون أن يقدِّم نفسه معبرًا في عمالته تلك عن الإسلام، والمسلمين، والرسول، والقرآن، ووو…الخ. ما يحتاج إلى هذا، عميل هكذا بشكل مفضوح، أو بطريقة يقدِّم له فيها عناوين وطنية، أو عناوين علمانية، أو عناوين هنا أو هناك، وكثير من أبناء الأمة هم فعلوا ذلك، يعني: هناك عملاء واضحون من أبناء الأمة، ارتباطاتهم بأمريكا وإسرائيل، وعلاقتهم وتحركهم ضمن الأجندة الأمريكية والإسرائيلية في الساحة واضحة ومعروفة، ومن دون أن يقدِّموا أنفسهم باسم الدين، والتدين، والقرآن، والجهاد، ووو…الخ.
وهؤلاء هم أقل ضررًا على الأمة، وأهون خطرًا بين أوساط الأمة من أولئك الذين يقدِّمون، أو يحاولون أن يوظِّفوا الدين بكله، الإسلام بكله، العناوين الدينية والإسلامية بنفسها في خدمة أمريكا، أما هؤلاء فهم أخبث، وهم أسوء، وهم أقذر، وهم أرجس خلق الله، إساءتهم رهيبة جدًّا.
الإسلام بقداسته، عناوينه المقدسة والعظيمة والمباركة التي ترتبط بالحق، وترتبط بالمبادئ، وترتبط بالقيم، وترتبط بالأخلاق، يسعون إلى استغلالها وتوظيفها في خدمة مَنْ؟ في خدمة إسرائيل، في خدمة أمريكا، هذا ما فعله التكفيريون ويفعلونه باستمرار.
عنوان الجهاد في سبيل الله عنوان عظيم، عنوان مقدس، وله مساره المرتبط بالقيم، بالمبادئ، بالأخلاق، بضوابط شرعية وأخلاقية ودينية وإيمانية عظيمة، منزهة، طاهرة، صالحة، مستقيمة، وملاذ للمظلومين من عباد الله، ملاذ للمستضعفين من عباد الله، ليكون وسيلة ينطلقون من خلالها بشكل صحيح وسليم ومنضبط وراقي، يأتي التكفيريون ليرفعوه في التحرك لخدمة أمريكا وإسرائيل.
كذلك عنوان التكفير، الذي قلنا في محاضرات سابقة، قلنا: أولئك- القوى التكفيرية- قوم ما عندهم أي مشكلة تجاه كفر أمريكا وإسرائيل، الذي هو كفر مثَّل شرًا على البشرية، وخطورة كبيرة على البشرية بكلها، كفر المستكبرين الذين يسعون إلى هدم قيم الإسلام، وطمس معالمه، والاستحواذ على الأمة الإسلامية، وظلم عباد الله بكلهم، ظلم الناس، ظلم البشر في كل أقطار الأرض، أولئك، لا، اتجهوا إلى تكفير المسلمين، واستهداف المسلمين خدمةً لأمريكا وخدمةً لإسرائيل.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
المحاضرة الرمضانية الثانية عشرة: 14 رمضان 1439هـ 29 مايو 2018م