جرائم العدوان في شهر أغسطُس خلال 8 سنوات: بُثينةُ “عين الإنسانية” وقصفُ حافلة ضحيان.. مذابحُ كبرى بحق الطفولة
||صحافة||
جرائمُ مروِّعةٌ بسلاح أمريكي
مضت ثماني سنوات من العدوانِ والحصارِ الأمريكي السعوديّ الغاشم على بلادنا، لكن جِراحَ اليمنيين لم تبرُدْ حتى هذه اللحظة، ومؤامراتُ الأعداء تتواصلُ بوقاحةٍ وقُبحٍ أفظعَ.
آلاف الجرائم الوحشية ارتُكبت بحق اليمنيين أمام مرأى ومسمع من العالم الصامت، لكنها لم يمكن أن تمحى من ذاكرة اليمنيين أَو أن تشكل مُجَـرّد مرحلة مضت واندثرت، فاليمنيون بطباعهم لا ينسون ثأرهم، وستظل الدماء التي سُفكت ظلماً وعدواناً، والمنازل التي دُمّـرت، كابوساً يؤرِّقُ النظامَ السعوديَّ وكُلَّ رعاة العدوان الأمريكي الغاشم.
وللتأكيد على عدم نسيان ما حدث، نستعرض في هذا التقرير -أبرز الجرائم وليست كلها- التي ارتكبها الأعداء بحق اليمنيين خلال شهر أغسطُس ولمدة 8 سنوات مضت.
استهداف الأسواق والمستشفيات ومراكز تحفيظ القرآن:
واصل الطيران الغاشم القصف المتوحش على اليمن، حَيثُ استهدف بـ 4 غارات جويـة سـوق مثلـث الضحـي بمديريـة الضحـي الكائـن فـي وادي سردّد فـي الشـمال الشـرقي لمدينـة الحديـدة علـى بعـد حوالـي (٤٥ كيلـو متـرًا) مـن المدينـة؛ ما أَدَّى إلى استشهاد مـا لا يقـل عـن 35 مدنيـاً بينهـم خمسـة أطفال وإصابة أكثر مـن 15 مدنيـاً آخرين.
وفي اليوم ذاته وفي المحافظة نفسها شن الطيران المعادي، هجوماً جويًّا بالصواريــخ على مســاكن المهندســين بهيئــة تطويــر تهامــة الزراعيــة، فــي مدينــة الحديـدة، وضمـن هـذه المنـازل يوجـد منـزل المهنـدس حسـن علـي الطشـي؛ ما أَدَّى إلى تدميـر المنـزل علـى رؤوس سـاكنيه كليًّا، وإتلاف كُـلّ محتوياتـه وتضـرر المنـازل المجـاورة، كمـا استشهد 6 مدنييـن مـن أفـراد أسـرته، بينهـم 5 أطفال وجَدَّتُهـم، وإصابة رُبِّ الأسـرة، المهنـدس حسـن علـي الطشـي وزوجتـه وأُختـه وابـن أختـه.
وفي جريمة جديدة أَيْـضاً في محافظة صعدة، في الثالث عشر من أغسطُس للعام 2016م، كثّـف الطيران الأمريكي هجماته على المحافظة في الصباح الباكر من يوم السبت، وشن غـارة علـى مدرسـة تحفيـظ القرآن الكريـم فـي قريـة الـدوار جمعـة بـن فاضـل وأحالتهـا إلى ركام اختلـط بأشلاء الأطفال الذيـن يتلقـون دروسـهم فيهـا، وقـد أَدَّى هـذا الاستهداف إلى استشهاد 6 من الطـلاب الأطفال ورجـلَينِ، وجـرح مـا يزيـد عن 25 طفـلًا.
أما في محافظة حجّـة وفي سياق الاستهداف الممنهج للبنى التحتية، فقد استهدف العدوّ بغارة جوية مستشفى عبس الريفي الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود الدولية، وذلك يوم الاثنين، في الخامس عشر من أغسطُس للعام 2016م.
تلك الغارة الجويــة أصابــت المستشــفى فــي وقــت ذروة اكتظاظـه بعشـرات المدنييـن، أغلبهـم مرضـى، إضافة إلى الكـوادر الطبيـة، وأسـفرت الغـارة عـن استشهاد (١٩) مدنيـاً بينهـم (٦) أطفال وَ(٣) نسـاء وموظفـاً تابعـاً لمنظمـة أطباء بـلا حـدود وإصابة (٣٢) مدنيـاً بينهـم (٣) أطفال وَ(٥) نسـاء، أغلب الضحايـا مـن المرضـى ومرافقيهـم، إضافة إلى تدميـر كلـي للمستشـفى وإتلاف كافـة أجهزتـه ومعداتـه الطبيـة والأدوية.
وفي التاسع والعشرين من الشهر ذاته والعام، وفي سياق استهدافِ التجمُّعات الشعبيّة والأسواق المكتظة، أغـارت الطائـرات الحربيـةُ بصاروخيـن علـى المدنييـن ومحلاتهـم التجاريـة الواقعـة علـى الطريـق العــام فــي مدخــل ســوق ذهبــان الشــعبي بمنطقــة ذهبــان الســكنية – شــمال العاصمــة صنعــاء – أصــاب الصاروخاـن محـلات تجاريـة أثنـاء ذروة التسـوق؛ مـا أسـفر عـن استشهاد ٧ مدنييـن، بينهـم (٤) أطفال أشـقاء دون سـن العاشـرة وَ(٣) نسـاء مـن المـارة وإصابة (١٠) آخرين بينهـم (٦) أطفال وامـرأة.
وفي اليوم نفسه في أمانة العاصمة كذلك، أسقطت الطائرات العدوانية قنبلـة جويـة علـى مصنـع الوفـاق للبلاسـتيك بمجمـع هناجـر حقـلان التجاريـة بحـي ذهبـان شـمال العاصمـة صنعـاء، أصابـت القنبلـة الجويـة المصنـع؛ فانفجـرت وسـط هنجـر خطـوط الإنتاج الموظفيـن مع بـدء مزاولتهـم لأعمالهــم بالمنشــأة الصناعيــة المســتهدفة؛ مــا أســفرت عــن إصابة (١٥) مدنيــاً بينهــم (٦) أطفال وَ(٤) نســاء، جميـع الجرحى مـن موظفـي المصنـع وأسـرة المواطـن عبداللـه حقـلان، إضافة إلى تدميـر كلـي للمصنـع.
وفي الثالث والعشرين من أغسطُس للعام 2017م، أقدم طيران العدوان الأمريكي الغاشم علـى استهداف فندقـٍ شعبيٍّ مـن دورَيـنِ يقـعُ فـي مديرية أرحـب بصنعاء، وكان في الفندق قرابـة ٨٠ شـخصًا مدنـيًّا مـن عمـال المـزارع وطـلاب يدرسـون فـي جامعـة أرحـب ومسـافرين، وخـلال فتـرة الليـل والساكنون نيام؛ إذ فاجأتهــم غارتان مــن طائــرات التحالــف بصواريــخ موجهـة اسـتهدفت الفنـدق مباشـرة، حَيثُ استشهد معظمهم ومن بينهم 8 أطفال، ومن نجا منهم من القتل أُصيب بإصابات بليغـة وجـراح عميقـة.
بثينة عين الإنسانية:
هنا موقف إجرامي آخر، حدث في شهر أغسطُس عام 2017، حَيثُ أقدم طيران العدوان الغاشم يوم 25 – 8 – 2017م علـى شـن غـارة جويـة اسـتهدفت منزليـن فـي حـارة حضائـر الحضـن فـي حـي عطـان بمنطقـة فـج عطـان بمديريـة السـبعين إحدى مديريـات أمانة العاصمـة.
أَدَّت هذه الغارة إلى سـقوط شهداء وجرحى وتدميـر كلـي للمنزليـن أحدهمـا يتكـون مـن طابقيـن يقطنهما مواطنوـن نازحون مـن محافظـات مختلفـة، معظمهـم قُتلـوا تحـت الأنقـاض؛ بفعـل الغـارة، حَيثُ بلـغ عـدد الأطفال الشهداء (٧) أطفال، أمـا الجرحـى فبلـغ عددهـم (٨) أطفال.
العمـارة تابعـة لمواطنـة تُدعـى معصـارة محمـد معصـار والتـي تسـكن فـي إحدى شـقق العمـارة، قُتـل اثنـان مـن أولادهـا، كمـا أُصيبـت هـي وزوجهـا وفـي الشـقة الثانيـة كان يسـكنُ فيهـا المواطـن محمـد الريمـي، قُتـل هـو وزوجتـه و٥ مـن أطفالـه، وقُتـل أخـو زوجتـه، ولـم يتبـقَّ مـن أسرة الريمـي سـوى إحدى بناتـه البالغـة مـن العمـر ٦ سـنوات، كانت ترقُـُد فـي إحدى مستشـفيات الأمانة.
وفـي إحدى الشـقق كان يوجـدُ بهـا أحدُ الفلسـطينيين قُتـل هـو وصديقُـه السـوداني، كمـا أُصيبـت زوجـةُ المواطـن الفلسطيني.
حافلةُ أطفال ضحيان:
نفَّذ طيرانُ العدوان الغاشم جريمةً مروِّعةً، خلال شهر أغسطُس عام 2018م، نتـج عنـها استشهاد وإصابة أكثر مـن (١٣٠) شـخصاً.
الهجـوم اسـتهدف حافلـة تقـل عشـرات الطـلاب الذين تتـراوح أعمارهـم بيـن سـن السادسـة إلى سـن الرابعـة عشـرةَ سنةً، حَيثُ كانـوا فـي رحلـةٍ ترفيهيـةٍ صيفية ومتجهيـن لزيـارة جامـع الإمام الهـادي بمدينـة صعـدة.. بدأوا بالتحَرّك مـن الجامـع الكبيـر فـي منطقـة ضحيـان بمديريـة مجـز الـتي أقامـوا فيـها المركـز الصيفـي، ومـن ثـم زاروا روضـة الشـهداء فـي منطقـة الجعملـة بضحيـان؛ ليواصلـوا رحلتهـم صـوب جامـع الهـادي، وأثنـاء مـا كانـوا فـي الطريـق توقفـوا فـي سـوق ضحيـان، ونـزل أحد المدرسـين لشـراء بعـض الميـاه والعصائـر مـن إحدى البقـالات، وبعـد عـدة ثوانـٍ قامـت طائـرات الحقد بشـن الغـارة الوحشـية مسـتهدفة الحافلـة مباشـرة، والتـي علـى متنهـا عشـرات الأطفال الذيـن لا يتجـاوز أعمارُهم الرابعـة عشـرة، بينهـم ثلاثـة مدرسـين؛ ما أَدَّى إلى استشهاد وجـرح عشـرات الأطفال والمتسـوقين والباعـة، حيثُ إن الإحصائيـات تعبـر عـن قتـل وجـرح (١٣١) شـخصاً منهـم (٤٥) طفـلاً فـارقوا الحيـاة بصـورة بشـعة، بينهـم حوالـي (٨) أطفال تحولـت أجسادهم إلى أشلاء اسـتحال التعـرف عليهـم؛ نتيجـةً لتطايرهـا إلى قِطَـعٍ صغيـرة فـي جنبـات السـوق تـم تجميعهـا مـن أسـطح المحـلات في زوايـا السـوق.
وبلـغ عـدد الجرحـى (٧٩) جريحـاً منهـم (٥٥) طفـلاً يعانـون مـن جـراح بليغـة، وضحايـا الضربـة الوحشـية لـم تقتصـر علـى مـن كان فـي الحافلـة مـن الأطفال والمدرسـين فقـط، فقـد سـقط عـدد مـن المتسـوقين والباعـة الـذين كانـوا متواجديـن فـي السـوق.. المـكان الـذي اختير لتنفيـذ الضربـة سـوق شـعبية بمنطقـة ضحيـان التابعـة لمديريـة مجـز بمحافظـة صعـدة، فيمـا كانـت وسـيلة الهجـوم قنبلـة صاروخيـة نـوع (MK82) شديدة الانفجار، والمصنوعـة أمريكيـاً، وتعتبـر مـن القنابـل الذكيـة، وجميـع هـذه المعطيـات تفسِّـرُ وتجيـبُ علـى التسـاؤلات عـن سـبب الأعـداد الكبيـرة للضحايـا الذيـن سـقطوا نتيجـةً لهـذه الضربـة.
استهدافُ قوارب الصيادين وسيارات المواطنين:
فـي يـوم الخميـس الموافـق (٣٠ أغسطُس ٢٠١٨م) اسـتهدف طيران العدوان الغاشم قاربـَي صيـد قبيــل الغــروب فــي جزيــرة عقبــان التابعــة لمديريــة اللحيــة بمحافظــة الحديــدة.. كان على متنه 9 صياديـن، والقـارب الآخر حجمـه صغيـر، كان علـى متنـه 5 صياديـن إخـوة.
رجـع أحد القـوارب والـذي كان قريبـاً مـن مـكان الواقعـة باتّجاه السـاحل، ووصـل خبـر استهداف الصياديـن إلى المواطنـين والسـلطات فـي المحافظـة، فقامـت السـلطات فــي محافظــة الحديــدة بإرسال فــرق إنقاذ إلى مــكان الواقعــة، لكــن طيــران الأباتشــي التابــع لــدول التحالــف السعوديّ أعـاق وصولهـا؛ بسَببِ تحليقـه فـي سـماء المنطقـة، وبعـد قرابـة السـاعتين استطاعت فـرق الإنقاذ البحـث عـن البقيـة، ولـم يجـدوا سـوى جثـث خمسـة صياديـن قتلـى وحطـام القـوارب؛ فالقـارب الصغيـر والـذي يحمل خمسـة إخـوة صياديـن نجـا واحد ممن كانوا على متنه وفُقـد البقيـة، أمـا القـارب الآخر والـذي كان علـى متنـه تسـعة صياديـن فقـد عثـر علـى جثـث خمسـة منهـم، وواحـد جريـح، وثلاثـة مفقوديـن، ويرجـح أن جميـع المفقوديـن قـد قُتلـوا، وطبقـاً لإفـادات الناجيـن فهنالـك أَيْـضاً قـواربُ أُخرى كانـت قريبـة منهـم لحظـة الاستهداف، ولا يعلمـون إن كان طيـرانُ الأباتشـي قـد اسـتهدفهم أَيْـضاً.
الحصيلـة النهائيـة لجريمـة استهداف الصياديـن (١٥) شهيداً، بينهـم ثلاثـة أطفال وجـرح اثنان آخـران.
وفي صبـاح يـوم الخميـس أقدمـت طائرات العدوان على استهداف ثلاث سيارات مدنية في الطريق العام بمنطقة (حرض) التي تقع بين مديريتَي (خـب والشـعف – وبـرط رجـوزة) وتتبـع إداريـاً مديريـة خـب والشـعف.
السـيارات تتبـع مواطنيـن مـن «آل المعاطـرة» والذيـن كانـوا فـي طريقهـم لزيـارة أقاربهـم بمناسـبة عيـد الأضحـى المبـارك. اسـتهدف الطيـران فـي غارتـه الأولـى سـيارة المواطــن (علــي مســعود) ولكنهــا لــم تصبــه فخــرج المواطــن (علــي مســعود) مباشــرة مــن ســيارته، وابتعــد عنهــا فــإذا بالطيـران يعـاود القصـف بالغـارة الثانيـة، والتـي أصابـت سـيارته وأحالتهـا إلى كومـة مـن الحديـد المحتـرق دون أن تسـفر عـن وقـوع إصابات، وبعدهـا بدقائـق كانـت سـيارة المواطـن (عرفـج محمـد فـروان) مـارة فـي الطريـق ذاته، وعلـى متنهـا قرابـة ثمانيـة مدنييـن جلهـم أطفال ونسـاء.
وأثنـاء ذلـك سـمعوا أصوات تحليـق مكثّـف للطيـران الحربـي، فقامـوا بإيقاف السـيارة، ونزلـوا منهـا وبعـد أن نزلـوا منهـا مباشـرة اسـتهدف طيـران التحالـف السـيارة بصـاروخ أصـاب السـيارة مباشـرة؛ مـا أسـفر عـن استشهاد طفلـة لـم تكـن قـد ابتعـدت كفايـة عـن السـيارة، وجرحـت طفلـة أُخرى تدعـى (نويـر صالـح سـعيد المعطـري) قـام والـد الطفلـة الجريحـة بأخـذ طفلتـه علـى ظهـره وابتعـد عـن المـكان هـو وبقيـة الناجيـن.
وبعـد قرابـة الأربعيـن دقيقـة كان المواطـن (شـاجع هـادي المعطـري) مـارّاً بسـيارته فـي المنطقـة ذاتها، ومعـه علـى متنهـا ١٦ مدنيـاً، بينهـم ١٢ طفـلا ً وثـلاث نسـاء، فقامـت طائـرات التحالـف السعوديّ برصـده واستهداف سـيارته بغـارة جويـة هـي الرابعـة فـي أقل مـن سـاعتين؛ ليسـفر ذلـك عـن استشهاد ٧ أطفال، ثلاثـة منهـم مـن أبناء المواطـن (ناجـي محمـد المعطـري)، واثنان مـن أبناء المواطـن (عبداللـه ناجـي المعطـري)، واثنتان أُخريان مـن بنات المواطـن (شـاجع هـادي المعطـري)، بالإضافة إلى جـرح خمسـة أطفال وثـلاث نسـاء ورجـل؛ لتصبـح الحصيلـة النهائيـة للضحايـا المدنييـن جـراء استهداف طيـران التحالـف لسـيارات المدنييـن: ٨ شهداء، جميعهـم أطفال، وجـرح ١٠ آخرين، بينهـم ٦ أطفال وثـلاث نسـاء ورجـل.
صحيفة المسيرة: أيمن قائد